أمهات الشهداء يخلعن وشاحهن لمنع حدوث اقتتال كردي – كردي

تقرير/ رشا علي-

روناهي/ قامشلو – خلعن وشاحهن الأبيض عن رؤوسهن في مزار يضم رفات أبنائهن الشهداء إلى جانب رفات العديد من رفاقهن من أجزاء كردستان الأربعة، هنَّ أمهات الشهداء اللواتي وقفنَ احتجاجاً على التوتر الحاصل في إقليم كردستان بين أطراف كردستانية، وطالبنَ في  بوحدة الصف الكردي ومجابهة الأعداء ومنع حدوث اقتتال كردي- كردي.

لمنع الاقتتال الكردي – الكردي في باشور كردستان بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني, ومن أجل الدعوة إلى وحدة الصف الكردي, احتجت أمهات الشهداء، من خلال خلع وشاحهن في مزار الشهيد دليل صاروخان في مدينة قامشلو، لعدم الانجرار وراء ألاعيب العدو، ومنع حدوث اقتتال كردي- كردي في باشور كردستان.

الدعوة الى وحدة الصف الكردي

وحول هذه الوقفة الاحتجاجية التقت صحيفتنا “روناهي” مع عضوة مؤسسة عوائل الشهداء في مدينة قامشلو “نجاح كلو“، والتي بينت بأن “الهدف الرئيسي من الوقفة, الدعوة إلى وحدة الصف الكردي ومنع الاقتتال الكردي الكردي”.

وتابعت نجاح: “على مدى السنوات الماضية شنَّ جيش الاحتلال التركي العديد من الهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا, وارتكب خلالها المجازر بحق شعوب المنطقة، وكنساء شمال وشرق سوريا لن نسمح للاحتلال التركي بارتكاب مجازر جديدة بحق شعوبنا, وكذلك بحق شعبنا الكردي في باشور كردستان”.

وقالت إن شعبنا مقاوم وسنحارب بدمائنا نحن وأبناؤنا الشباب والشابات حتى آخر نقطة دم في أجسادنا, وبات واضحاً بأنه بعد فشل دولة الاحتلال التركي في كسر صمود وعزيمة الشعب الكردي, لجأت مجدداً إلى زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.

الاتحاد في وجه الأعداء

مشددةً على أهمية قيامهن بهكذا احتجاجات ووقفات استنكارية، كنوع من الصمود والمقاومة، مؤكدةً بأن خلع الوشاح الأبيض له معنى تاريخي قديم عند الكرد لإثارة النخوة ومنع اقتتال الإخوة, وأردفت: “فهذا الاقتتال الكردي – الكردي إن حصل سيقف عائقاً أمام الشعب الكردي, في بناء وطنهم كردستان المحتل من قبل حكومات وأنظمة شوفينية تعمل على إنهاء وجودنا, ولكي نحافظ على المكتسبات التي حققناها بدماء شهدائنا, واجب علينا أن نتحد ونقف صفاً واحد ضد مخططات العدو”.

أما عن الوقفة الاحتجاجية التي قامت بها الأمهات لأجل منع الاقتتال الكردي- الكردي نوهت نجاح: “بأن الوقفة الاحتجاجية التي قامت بها أمهات الشهداء أمر في غاية الأهمية, فيجب على الأطراف الكردية إنهاء الاحتقان ومنع حدوث الاقتتال فيما بينهم، والعمل على توحيد الصف الكردي احتراماً لأمهات الشهداء”.

وفي السياق ذاته أوضحت لنا الأم روجين أحمد والدة الشهيد “توهلدان” في مدينة قامشلو, بشكل عام عن وقفتهن الاحتجاجية والهدف منها, وأهميتها, ولبسهن للوشاح الأبيض في بداية الوقفة، والذي يعتبر من ثقافة المرأة الكردية ويدل على الدعوة إلى السلام، ووقف الحرب، وذكرت: “نحن لا نريد الحرب بل نسعى دائماً لإحلال السلام, ولسنا بعشاق الدم والحروب, نحن فقط ندافع عن أنفسنا وأرضنا وكرامتنا”.، أما عن خلعهن للوشاح الأبيض عن رؤوسهن في نهاية الوقفة، فكان لمنع حدوث أي اقتتال كردي بين الأخوة.

المحتل يبث التفرقة بين الشعوب

وأنهت روجين أحمد حديثها: “الاحتلال التركي يسعى جاهداً لزرع الفتنة وخلق التفرقة بين الشعب الكردي, لذا يجب عليه أن يكون يقظاً في وجه مخططاته، ومنع حدوث أي اقتتال بينهم لأنها إن حدثت؛ فإن نتائجها ستكون كارثية على الشعب في كردستان كافةً”.

مشيرةً إلى أن هذه الفعاليات ستكون مستمرة, وستقام في مختلف مناطق روج آفا حتى تحقيق الأهداف المرجوة والمتمثلة بتوحيد الكرد, ورص الصفوف ضد أعداء الشعب الكردي، ونبذ الخلافات بينهم.