قامشلو/ دعاء يوسف –
أكدت أمهات الشهداء: إن أهالي شمال وشرق سوريا، لم يضعفوا أمام هجمات الدولة التركية، بل تحلوا بالإرادة والإصرار وأشاروا إلى أن خطط تركيا في أعادة إحياء داعش في المنطقة ستبقى تفشل أمام أرادة الشعوب الحرة.
مهما قلنا، ومهما فعلنا، ومهما كتبنا، فلن نستطيع إيفاء الشهداء وأمهاتهم الصابرات الصامدات المثابرات حقهم، فأمهات الشهداء ضحت بأغلى ما تمتلك بفلذات أكبادهن، لنحيا أعزاء في وطننا، هنّ حقاً مثال للتضحية والشرف، ضحين بالنفيس والغالي، أمهات علّمن أولادهن أن النصر لا يأتي بالكلام، ولا بالشعارات بل بالمقاومة والدفاع عن حقوقهم، صنعن شهداء أبرار، سطَّروا بدمائهم أروع التضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن، فلولا تلك الدماء الطاهرة والنقية وتلك التضحيات العظيمة، ما بقينا نعيش بسلام وأمان.
“كسرنا أوهامهم في محاولة إحياء داعش”
تشهد عموم مناطق شمال وشرق سوريا، وكردستان هجمات عشوائية من قبل الاحتلال التركي بموافقة، ومساندة دولية، وتسببت هذه الهجمات بأفظع الجرائم والمجازر بحق المدنيين، وهذا ما لا يقبله العقل والضمير الإنساني.
وفي هذا الخصوص كان لصحيفتنا لقاء مع “فاطمة الجاسم” التي قالت: “مساندةً لمقاومة المقاتلين في صفوف الحماية والدفاع عن أراضي، ومكتسبات شمال وشرق سوريا، نقف فخورين، ومتضامنين مع مقاومتهم وبطولاتهم بوجه المحتل التركي، وما قدموه من تضحيات عظيمة، ولن نسمح للاحتلال بتطبيق مشروعه العثماني على مناطقنا المحررة بدماء أبنائنا”.
وأشارت فاطمة إلى أن الهجمات زادت على مناطق روج آفا، بعد كسر شوكة الاحتلال، وإفشال مؤامرته في سجن غويران بحملة مطرقة الشعوب: “كسرنا أوهامهم في محاولة إعادة إنعاش داعش من جديد، فبذلنا أرواحنا لتسقى الحسكة بدماء واحد وعشرين ومائة شهيدٍ ودموع أم، وأخت وزوجة وطفل تيتم، فلن نسلمها لهم”.
شددت فاطمة على تحليها بالقوة، وتمسكها بأرض، قدم ابنها آخر قطرة دم من جسده لها: “لن نسمح للاحتلال ولهجماته الضعيفة أن تقف أمام إرادة الشعوب، وكسر مقاومتنا فنحن صامدون، فأطفالنا، وشهداؤنا لم تذهب أرواحهم سدى، بل ستمجد وتزخرف بين سطور التاريخ؛ لتقرأها الأجيال اللاحقة، وتتعلم منهم التضحية، وحب الوطن، فهم من قدموا دماءهم وأرواحهم من أجل عزة الوطن، وكرامته في مواجهة مرتزقة داعش؛ ليضيفوا انتصاراً جديداً للائحة انتصاراتهم”.
تستر المجتمع الدولي على الانتهاكات
وفي السياق ذاته قالت “حنيفة خليل” إن هجمات الاحتلال التركي قد ازدادت: “في الآونة الأخيرة الهجوم التركي مكثف على الشهباء مروراً بمنبج، عين عيسى، تل تمر وصولاً لديرك، ومخمور، وشنكال، وذلك عبر الطائرات التركية، التي تستهدف الأبرياء لتنتقم لخسارة داعش”.
وتابعت حنيفة: “تستر المجتمع الدولي على هذه الانتهاكات التركية عبر تغاضيه عن جرائم أردوغان، ومرتزقته داعش، ومنحه الضوء الأخضر للانتهاكات، التي يقوم بها بحق المدنيين، وهجومه غير المشروع على أراضي شمال وشرق سوريا، وكذلك تكاسل المجتمع الدولي والقوى الضامنة بفرض حل في سوريا لوقف نزيف الدماء”.
واختتمت حنيفة منددة بالهجمات مؤكداً بالسير على خطا الشهداء: “إننا ماضون في طريق الشهداء، وسنواصل مقاومتنا حتى تتحقق أهدافنا، هذا الهجوم لن يثنينا عن مواصلة العمل، والكفاح في سبيل نيل إرادة الشعوب الحرة”.
مراسم تشييع فلذات أكبادنا تعد مقاومة وصموداً
ومن جهة أخرى قالت شمس خان كلو: “منذ بداية هجمات الفاشية التركية على مناطقنا وحتى الآن، نتذكر دوماً المقاومة التي أبداها المقاتلون والأهالي، ومن جهة أخرى نتذكر اللحظات المؤلمة كلها، التي عاشتها شعوب المنطقة من حرمان الأمن، والاستقرار، ونهب ممتلكاتهم واحتلال الأراضي”.
وشددت شمس خان، على أن مراسم تشييع شهداء حملة “مطرقة الشعوب” وحدها كانت تعدّ مقاومة وصموداً من نوعٍ آخر: “لم تندم الأمهات أبداً على ما قدمناه من أجل الدفاع عن حرية الوطن، ومع استشهاد أبنائهم، ومراسم تشييعهم كن يزددن إصراراً وتمسكاً بالأرض”.
وبيَّنت شمس خان: أن أهالي روج آفا قدموا فلذات أكبادهم، وسقوا أرضهم بدمهم الطاهر؛ لحمايتها من الاحتلال التركي ومرتزقة داعش: “بالرغم من أن الهجمات وصلت لأعلى حد من الوحشية، وارتكبت الكثير من المجازر بحق المدنيين، إلا أن إصرارنا على المقاومة في وجه الاحتلال التركي مستمر، ولن نستسلم مهما فعل العالم وتآمر على مقاومتنا ومشروعنا”.
وطالبت شمس خان في ختام حديثها: الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية، والدول الصامتة، محاسبة الاحتلال التركي على جرائمه وأضافت: “دماء شهدائنا لم تذهب سدى، فصورهم حاضرة في أذهاننا”.
