أكثر من ستين قرية في الدشيشة بدون خدمات طبية وأقرب مشفى تبعد ١٠٠ كم

تقرير/ حسام دخيل-

روناهي/ الشدادي ـ في الدشيشة أقصى الجنوب الشرقي لمدينة الحسكة تتزايد الشكاوي من قبل الأهالي بسبب سوء الخدمات الصحية في المنطقة، حيث تفتقر إلى وجود أطباء وصيادلة فضلاً عن نقص كبير في الخدمات المقدمة من المركز الصحي الوحيد في تل الشاير

 لغياب الكوادر الطبية المختصة ونقص حاد في التجهيزات والأدوية، وخصوصاً مع تزايد نسب الإصابات في فايروس كورونا المستجد (كوفيد -١٩) في مناطق شمال وشرق سوريا، يضطر الأهالي في الدشيشة إلى ارتياد العيادات التمريضية التي افتتحها بعض الممرضين لسد الفجوة الطبية الكبيرة في المنطقة وتقديم الإسعافات الأولية للمرضى وفق الإمكانيات المتاحة.
وعن هذا الأمر يشير المواطن حسن العباس لصحيفتنا “روناهي” أن منطقة الدشيشة منطقة صحراوية واسعة تتألف من أكثر من ٦٠ قرية ممتدة من الحدود الإدارية لمدينة الشدادي وصولاً إلى الحدود العراقية بطول يصل لأكثر من /٦٠/ كم وبعرض يتخطى ال /٣٥/ كم، وهذه المنطقة ذات الجغرافية الواسعة لا يوجد فيها أي طبيب أو حتى صيدلاني مختص، فهي تفتقر لأبسط الخدمات الطبية.
ولفت العباس إلى أن الأهالي يرتادون العيادات التمريضية التي افتتحها بعض الممرضين من أبناء المنطقة؛ والتي تقتصر خدماتها على تقديم بعض الإسعافات الأولية والأدوية البسيطة.
فيما قال المواطن عبد الستار العيسى أن الصيدليات في الدشيشة تعاني من نقص حاد بالأدوية، حيث تغيب أدوية القلب والضغط والسكر والكثير من الأدوية الأخرى عن المنطقة، مما يضطر الأهالي للذهاب مسافة /٤٠/ كم حتى وصولهم إلى مدينة الشدادي لجلب الأدوية إن توفرت، وفي بعض الأحيان يضطرون  للذهاب إلى مدينة الحسكة.
وأشار العيسى إلى أن الدشيشة تفتقر إلى وجود الكوادر الطبية مما يجعلها في خطرٍ محدق؛ وخصوصاً في ظل تفشي فايروس كورونا المستجد، منوهاً أنه في حال حدوث طارئ لأي مواطن في المنطقة يُجبر لقطع مسافة /١٠٠/ كم حتى يصل إلى مشافي مدينة الحسكة، مشيراً أن بعض المرضى أو الذين تعرضوا لحوادث سير فقدوا حياتهم قبل الوصول لأقرب مشفى بسبب بعد المسافة، فضلاً عن سوء الطريق العام الذي يربط الدشيشة بالشدادي، وانتشار الحفر على طول الطريق، مما يصعب المهمة على الأهالي ويفاقم معاناتهم بالوصل بأقصى سرعة ممكنة لإنقاذ المريض.
وفي تصريح سابق للرئيس المشترك لبلدية تل الشاير جاسم العجاج لصحيفتنا قال: “إن شكاوي عديدة وصلت لبلدية الشعب في تل الشاير من قبل الأهالي؛ لإعادة تأهيل الطريق العام الذي يربط بين الدشيشة والشدادي”، لافتاً أنهم قدموا طلباً للجنة البلديات في مقاطعة الحسكة لإعادة تأهيل الطريق، والذي يعتبر المنفذ الوحيد للأهالي للوصول إلى مدن الشدادي والحسكة، مشيراً إلى أنه كان من المفترض إعادة تأهيل الطريق منذ شهر حزيران الفائت؛ “ولكن الأمر كان مجرد وعود ولم نحصل على المواد اللازمة لإعادة تأهيل الطريق”.

المطالبة بدعم المستوصف

وبدورة أردف المواطن فايز الإسماعيل بأنهم يلجؤون إلى المركز الصحي الوحيد في قرية تل الشاير، والذي يفتقد لأبسط الخدمات ويقتصر عمله على تقديم بعض الإسعافات الأولية وإعطاء المسكنات، مطالباً هيئة الصحة في الإدارة الذاتية بتقديم المزيد من الدعم للمستوصف وتزويده بكادر طبي مختص، والعمل على إنشاء عيادة نسائية فيه لدرء الخطر عن النساء الحوامل وتسهيل عمليات الولادة، لتخفيف العبء عن الأهالي في تحمل مشقة الطريق من الدشيشة وصولاً إلى الحسكة.
الحاجة إلى كادر طبي

فيما قال الممرض رضوان العلي العامل في المركز الصحي بتل الشاير، أن المركز يرتاده يومياً بين ٣٠ إلى ٥٠ مريضاً من أجل الحصول على الخدمات الصحية التي يقدمها المركز بشكلٍ مجاني.
ولفت إلى أن المركز الصحي يفتقر إلى الكادر الطبي والتمريضي حيث يضم أربع ممرضين فقط، مشيراً إلى أن المستوصف يحوي أجهزة طبية ولكن هذه الأجهزة لا يمكن استعمالها بسبب غياب الكوادر المختصة.
ونوه أن المستوصف يقتصر عمله على تقديم بعض الإسعافات الأولية وفق الإمكانات المتاحة وتقديم الأدوية في حال توافرها، حيث تشهد الصيدلية الموجودة داخل المركز الصحي على النقص الكبير في الأدوية.