تقرير / بيريفان حمي –
روناهي/ قامشلو ـ تعتبر مناطق شمال وشرق سوريا التي تعتمد على الزراعة السلة الغذائية لسوريا بأكملها، لأنها تشكّل مصدراً هاماً لإمداد المجتمع بالاحتياجات الغذائية من خيرات ما تُنتِج، والتي تؤثر بشكلٍ كبير على التقدم الاقتصادي للمنطقة ككل.
وبهذا الخصوص كانت لصحيفتنا زيارة إلى مؤسسة إكثار البذار في ناحية عامودا بإقليم الجزيرة، حيث التقينا مع المستشار والمشرف في المؤسسة محمد معمي الذي حدثنا عن أهم الأعمال التي تقوم بها المؤسسة قائلاً: “في العام المنصرم تم الإعلان عن العقود ودراسة الطلبات التي قُدِمت من قبل الأهالي بعد الكشف ورسم مخطط كروكي ومطابقتها للشروط المطلوبة”.
أكد في مستهل حديثه وجوب فلاحة الأرض أو أن يكون المحصول السابق قطن أو بقوليات، وأن يكون نظيفاً. وأشار إلى أن البذار تم توزيعه حسب شروط العقد، وبعد الاتفاق على العقد يتم الكشف على الأرض ومطابقتها بمخطط كروكي، إضافةً إلى الكشف على الإنبات ومكافحة الأعشاب الضارة بالأدوية في حال تطلب الأمر، وهذه وتعتبر المرحلة الأولى.
الأصناف التي تزرع في إقليم الجزيرة
تقدر المساحة الإجمالية (6.000) دونم، المزروعة بالأصناف التالية: نوع دوما 1 شام 7 بحوث 9 بحوث 11 شام 4 شام 3 ستة أصناف، زُرعت في (الدرباسية – سري كانيه – زركان – وعامودا) ضمن الأراضي المروية، وكانت نسبة الإنتاج من تلك الأراضي تقدر بـ 1700 طن، من البذار الخام. أما البذار المحسن إنتاج المؤسسة منه يبلغ نسبة أعلى تقدر بـ 10 – 20 % من الأصناف المحلية الأخرى، ولأن مؤسسة إكثار البذار تمتلك خطة انتاجية كفيلة بزيادة الإنتاج فإنه في حال قيام المزارع بزراعة أرضه دون اللجوء إلى المؤسسة فذلك سيؤدي إلى ضعف الإنتاج وإصابة المحصول بالأمراض والآفات، إن البذار في سوريا من النوع الهجين وهذا النوع له عدة مراحل تبدأ من مرحلة النواة إلى مرحلة المُحسَن، وبعد ذلك يحصل انعزال وراثي وتدهور صنفي وهذا يقلل من الإنتاج، لذلك يجب أن تتوفر النواة من مراكز البحوث العلمية، كما ويجب إكثارها لتصل إلى مرحلة المحسن، ومن بعد هذه المرحلة تؤخذ إلى المطحنة، لتصبح طحيناً.
زيادة كمية البذار أراضي العقود
أما فيما يخص الموسم الزراعي الحالي سوف تجرى العقود للمزارعين في مواسم عامي / 2018 – 2019م/ بكمية تصل إلى (400 – 500) طن بدلاً من (150) طناً كما كان في العام المنصرم، فقد تم التعاقد على هذا الأساس، وإضافة لكميات العقود (600) طن؛ سوف يتم توزيعه على أراضي مؤسسة إكثار البذار في المناطق التالية: ديرك – سري كانيه – وكافة الأراضي المروية التي سوف يتم زراعتها.
يُتوقع إنتاج (15 – 20) ألف طن من البذار الجيد في العام المقبل من حيث النقاوة الصنفية والخالية من الأعشاب والأجناس الغريبة، وتكون حسب المواصفات التي تقررها مؤسسة إكثار البذار وهي مغربلة ومعقمة وجاهزة لتسليمها للمزارعين، ويبدأ العقد بالموافقة على طلب التعاقد من موافقة الكومين ومديرية الزراعة وتوقيعها على المساحة ومطابقتها لشروط العقد ومن ثم إلى مؤسسة إكثار البذار، كما أن لجنة الكشف تقوم بتخطيط الأرض ومطابقتها، وبذلك يتم توقيع العقد بين الطرفين المزارع، والمؤسسة، إضافةً إلى تقديم المحروقات لأصحاب العقود، وتحديد (30) لتر من المازوت لسقاية المحاصيل بأربع ريات.
الاعتماد على الثقل العالي ونسبة إنباته
نوعية البذار يجب أن تكون من الأنواع القوية التي تسمى بالفحل (حبة القمح الفحلة)، والثقل النوعي العالي، لأن الاعتماد يكون على الثقل العالي فإذا كان ذو نوعية متدنية أي تحت معدل الـ (75) لا يُصلح أن يكون بذاراً، لأن إنباته ومقاومته ضعيفان. الجدير ذكره بأن البذار والأكياس تم تقديمها بالدّين للمزارعين في العام المنصرم، كما أنه يتم تجهيز البذار لموسم 2018 – 2019م من حيث النقاوة والصنف؛ وذلك حسب المقاييس الدولية ومنظمة أستا الدولية المشرفة على بذار دول العالم، ويجب أن تكون النقاوة الصنفية بمعدل (99,96) خالية من الأعشاب والأجناس.
وناشد محمد معمي المزارعين التقيد بتعليمات الإدارة العامة لمؤسسة إكثار البذار للحصول على بذار قمح أفضل.
مخبر تجارب إكثار البذار عمل دؤوب
فيما يخص إجراء التجارب على العينات التي تأتي من خارج إقليم الجزيرة وعمليات الغربلة والتعقيم؛ حدثنا الإداري في مخبر إكثار البذار جبير قاسم قائلاً: “نقوم بجولات ميدانية مستمرة على مراكز الغربلة والتعقيم، فمنذ الانتهاء من الموسم الزراعي تبدأ هذه المراكز بالعمل، وتقوم اللجنة بتجميع بذار العقود في ناحية عامودا، وفي العام الحالي بدأنا بالعمل ضمن مركز سادان الحديث للغربلة والتعقيم للحصول على أعلى درجات النقاوة للبذار الخاص بالعقود، ويتم غربلة البذار وتعقيمها بمادة (السبيرو) للقضاء على الفطريات والتفحمات”.
