الشهباء/ فريدة عمر ـ
يُعرِّض حصار حكومة دمشق، والقصف التركي، مصير حياة أكثر من 35 ألف طفل عفريني للخطر، حيث يعيشون في مخيمات، وبيوت شبه مدمرة، وسط صمتٍ دوليٍ مرعب.
يختلف حال الأطفال السوريين عن أحوال الأطفال في البلدان الأخرى، ففي ظل الصراع، والحرب الدائرة، يصعب على الإنسان العيش في ظروف بيئية سليمة، والأكثر تضرراً هم الأطفال، الذين كان لهم النصيب الأكبر من كل ما يحدث، فبات الطفل السوري يفرِّق بين صوت الطائرة المسيرة والحربية، وصوت الدوشكا من الأسلحة الأخرى، والمدفعية والدبابة، وكأنه متخرج من دورة عسكرية، ناهيك عن العيش المستمر في حالة من الخوف والذعر، والتهجير والتشرد، فكم من أطفال أصبحوا ضحايا، وكم منهم راح غريقاً في سفن لا يدرون مصيرهم، هاربين من بطش، ووحشية الحرب.
المدفعية التركية لا تهدأ
وبكل تأكيد، هو حال أطفال عفرين، الذين عانوا ويلات الهجوم التركي على مقاطعة عفرين في عام 2018، فثمانية وخمسون يوماً تعرضوا فيها لقصف مختلف أسلحة الناتو وبشكل يومي، مستهدفاً البشر والحجر، ومرتكباً أفظع الجرائم، حيث كان للأطفال النصيب الأكبر في ذلك القصف.
فبحسب إحصائيةٍ لمنظمة حقوق الإنسان لعفرين – سوريا، نزح أكثر من 300 ألف شخص، وقتل أكثر من 650 شخصاً، بينهم 95 طفلاً، وأكثر من 696 جريحاً، بينهم ما يقرب من 334 طفلاً، خلال العدوان التركي على منطقة عفرين.
وإبان الاحتلال التركي للمنطقة في 18 أذار من عام 2018، نزح الآلاف من مهجري عفرين صوب مقاطعة الشهباء، ليعيشوا في بيوت شبه مدمرة، إضافة إلى خمسة مخيمات (برخدان، سردم، عفرين، العودة، الشهباء)، في ظل ظروف معيشية صعبة، تزيد من معاناتهم أضعافاً، فيما هُجِر البعض الآخر قسراً نحو أحياءٍ من الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، والذين يعيشون الصعوبات ذاتها.
مجازر المحتل بحق الأطفال
وتتعرض المنطقة لقصف تركي يومي، مثل كابوس يطاردهم أينما حلّوا، فالعديد من المجازر ارتكبها المحتل التركي بحق أطفال عفرين، إحداها كانت قبل عامين، والتي راح ضحيتها 12 شخصاً بينهم ثمانية أطفالٍ، والأخرى مجزرة “أقيبة” في السادس والعشرين من عام 2020، والتي راحت ضحيتها عائلةٌ كاملة بينهم طفلة، وأيضاً استشهاد “فهمية رشو” البالغة من العمر 17 عاماً، إثر القصف التركي على المنطقة، وآخرها الاستهداف المسير، الذي أصيب خلاله خمسة أطفالٍ في تل رفعت بتاريخ الرابع من شهر آب من العام المنصرم، فخلال عام 2022 فقط استهدف المحتل التركي 27498 قذيفة هاون، ودبابات، ومدافع مع تزامن مستمر لتحليق الطيران الحربي، والمسيرات، واستهداف المنطقة عدة مرات، واستشهاد أكثر من 44 مهجراً من عفرين، بينهم عشرة أطفالٍ.