جل آغا/ غزال العمر ـ
يشكو أصحاب محلات الحلويات والمعجنات بريف ديرك في شمال وشرق سوريا من غلاء المواد الأوليّة الداخلة في صنعها، كما أن النساء يلجأن إلى التصنيع المنزلي.
ففي الآونة الأخيرة شهدت الأسواق ضعفاً في الإقبال والقدرة الشرائية للزبائن في ظل ارتفاع الدولار وغلاء أسعار المواد الغذائية والتموينية.
سعيد الطحلو 47 عاماً وهو صاحب محل حلويات في ناحية كركي لكي يعمل في هذه المهنة منذ خمس سنوات يعتبر أنّ ارتفاع أسعار الحلويات والمعجنات نتيجة طبيعية لارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السوريّة، ويقول: “نشتري مواد التصنيع بثمن غالي” فكيس السكر اليوم يكاد يصل لـ 80 ألف ليرة سوريّة عدا عن “السمنة والدقيق والمواد المنكهة وغيرها” “وتكلفة بعض أنواع الحلويات تصل إلى عشرة آلاف ليرة للكيلو الواحد”.
“الأهالي يشترون بالقطعة”
وتابع سعيد الطحلو حديثه لصحيفتنا “روناهي” عن الإقبال على محله وضعف القدرة الشرائية وقال: “كان الأهالي يشترون الحلويات بالكيلو، أما اليوم يشترون بالقطعة الواحدة والغرامات، فالكثير منهم أصبح يتجه لتأمين المستلزمات الضرورية لأطفاله من الخضروات والمواد التموينية، كما وأصبحت الحلويات نوع من الكماليات وللمناسبات”.
ومن جهته يتحدث أسامة الحجي في الثلاثينات من عمره من سكان ريف جل آغا وبيده قطعةً من الحلوى قد اشتراها “اشتهيت الحلو”، ولا يتذكر الحجي آخر مرة أحضر الحلويات لأولاده، هذا وقد أعطى الحجي مثالاً حياً عن تفاوت الأسعار بين الماضي والوقت الراهن مستشهداً بقرص المشبك الدائري بيده الذي كان أرخص الحلويات وفي متناول الجميع وقال “المشبك حلوى الفقير”، أما اليوم القطعة منه تباع بـ 500 ليرة وتعادل اثنين كيلو منه سابقاً وليست بذات الجودة في السابق “يخففون القطر” حسب تعبير أسامة الحجي.
قدرة شرائيّة متفاوتة
ولصاحب محل الحلويات محمد السيد 29 عاماً من ناحية جل آغا باع طويل في العمل بمجال الحلويات، حيث مارس مهنته في باشور كردستان على مدار أربعة أعوام كمعلم في مهنته؛ ليفتح محله في بلدته منذ عامين وقال: “كنت أبيع 800 قالب من الكيك والكاتو في رأس السنة، أما اليوم نعمل بكميات محدودة وحسب الطلب” وأضاف: “كساد الكمية وعدم بيعها بنفس اليوم يخفف من نكهتها وطعمها
، ليتابع “بعنا هذا العام 400 قالب وكان سعر أصغر قالب ثمانية آلاف ليرة فرق الأسعار وغلاء المواد واضح”.
وأوضح السيد بأنّ القدرة الشرائية للناس متفاوتة والأمر نسبي، الكثير منهم اليوم باتوا يعملون وأجورهم مقبولة، ولكن أصحاب الدخل المحدود وعمال اليوميات قدراتهم محدودة.