أسطورة شاهميران… لا تزال تؤمن بها النساء كرمز للحماية والإخلاص

تقرير/ شيندا أكرم –

لا يزال رمز شاهميران منها المنقوش والمرسوم مُعلقاً في الكثير من المنازل حتى الآن، مقتبسين قصتها من جداتهن، ويؤمننَ بها كرمز للحماية والبركة والحب والإخلاص.

شاهميران… قُتِلت غدراً

تقول الأسطورة أن شاهميران قُتِلت غدراً بعد أن وشى الشاب المدعو جمساب بمكانها إلى الملك الذي كان بحاجة إلى لحمها حتى يشفى من مرضه العضال، بيدَّ أن الواشي جمساب أنقذته شاهميران بعد أن تركه رفاقه في قعر بئر عميق خانها، وأصبحت منذ ذلك الحين رمزاً للإخلاص وحسن النية تجاه البشر والخيانة التي قوبلت بها.

خلال جولة لي لتغطية بعض الأخبار الخاصة في منطقة تربه سبيه، شاهدتُ صوراً ونقوشاً عليها صورة امرأة بجسد أفعى في بعض المنازل، وفي استراحةٍ لي بمنزل إحدى النساء في قرية معشوق القديمة، وعندما ألقيتُ نظرة على معرضها الذي يحتوي على تراث كردي شاهدتُ رمز شاهميران في إطار ذهبي ثانيةً.

انتابني الفضول لأسألها ماذا تعني هذه الصورة التي نصفها امرأة ونصفها الآخر أفعى؛ كوني رأيتها بعدة أماكن؟!.

رمز الحماية والبركة

وبهذا الصدد؛ قالت حزنية عمر عثمان: “إنها شاهميران؛ كنا نسمع قصتها من أمهاتنا بأنه قبل آلاف السنوات كانت تعمل الخير وتحمي الجوار من المساوئ،  وكانت مخلصة جداً ولكنها قوبلت بالخيانة من قبل البشر، ومنذ ذلك الحين أصبحت رمزاً للحماية والبركة والحب والإخلاص حتى الآن في حياتنا، وإن سألت عن أسماء الفتيات هنا ستسمعين بأسماء الكثير من الشابات مُسمات على اسمها “شاهميران”. إنها أسطورة ورمزاً للحماية ستجدينها في منازل السريان والكرد والإيزيديين، وحتى الآن يحتفظون بصورها”.

وسألتها لماذا يعلقونها في المنازل؟ قالت حزنية: “إنهن يعلقونها في أعلى الباب؛ لأنهم يؤمنَون بها بأنها ستجلب لهم البركة إلى المنزل”.

وتابعت حزنية قائلةً: “إن النساء اللواتي كن يتزوجن قديماً، لم يكن يخرجن من المنزل إلا وصورة شاهميران معهن، حيث كنا نطرزه على الأقمشة ونهديها لهن، واقتبسنا هذا الموروث من أمهاتنا وجداتنا قديماً” .

أما خجي سلي وهي من الشعب الإيزيدي؛ فكانت تطرز على الأقمشة سابقاً، قالت بهذا الصدد: “كان الشعب السرياني كثيراً ما يأتون إلي ويطلبون مني أن أطرز لهم صورة شاهميران على الأقمشة، من أجل بناتهن اللواتي سيتزوجن ليأخذن معهن البركة إلى منازلهن”.

حتى الآن لازال الكثيرات يتمسكن برمزية قصة شاهميران التي تذّكر الناس دائماً بأن الخيانة أسوأ صفات البشر التي قد تدمر الأسر والمجتمعات.