أساسيات المسرح المتكامل… في معرض الكتاب

تقرير/ عبدالرحمن محمد –

 روناهي/ قامشلو: تستمر فعاليات المعرض الثالث للكتاب وكذلك النشاطات الثقافية الموازية له، من محاضرات وندوات حوارية ومعارض فوتوغرافية، إضافة إلى عرض عشرات الآلاف من الكتب في تظاهرة ثقافية مُفعمة بأجواء راقية مِن تعانق الثقافات وتكاملها.

ضمن النشاطات الموازية لمعرض الكتاب “هركول” الثالث، وفي نقاشات الطاولة المستديرة التي تضمنت ندوات حوارية تطرح قضايا ثقافية متنوعة، كان موضوع ندوة يوم الثلاثاء 23-7- 2019، أساسيات المسرح المتكامل، بعد أن نوقشت في الأيام الثلاثة السابقة قضايا اللغة، الأدب في الحرب والسلم، والأسطورة.

وبحضور العشرات من المسرحيين من كتاب وممثلين ومخرجين ومهتمين بالمسرح أدار الكاتب والمخرج المسرحي “بشير ملا نواف” الندوة الحوارية التي جاءت في محاور عدة منها النص والجمهور والعرض المسرحي والإخراج ومحوراً في كيفية النهوض بالمسرح وتطويره.

 المسرح أرقى وأقدم الفنون

في البداية تحدث المحاور عن المسرح وأهميته وعن شيء من تاريخه وتأسيسه وكيف كان يحتل الصدارة في الفنون الشعبية وبرعاية رسمية، موضحاً في هذا الاتجاه:” كان المسرح ولايزال يحتل تلك المكانة الراقية بين الفنون، ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن المسرح ولأهميته كان يحظى بميزانية خاصة في اليونان القديمة، وتناثرت بذرة المسرح في انحاء المعمورة ومنها الشرق الأوسط، وتباينت النتاجات ومستويات المسرح من حيث الشكل والمضمون والرسالة التي كان يرسلها”.

ثم تناول المحاور كلاً منها على حدة واستمع الجميع للمداخلات حول كل محور، وفي حقيقة المسرح وخصوصيته كانت الآراء شبه مجتمعة على عن المسرح مؤسسة وكيان ثقافي مستقل لا يمكن إخضاعه لسلطة أو أيديولوجية حزبوية ضيقة، وإن عظمة المسرح تتجلى في كونه كان قبلة الجماهير في وقت لم يكن فيه من وجود لوسائل التواصل على الإنترنت أو للإعلام أو لوسائط الترفيه الأخرى.

فيما إشارت بعض المداخلات إلى حقيقة هامة وهي إن المسرح ولأنه مقرون بالحرية والمباشرة في التواصل والتأثير، فإنه كان على الدوام مُحارباً من السلطة المستبدة.

 الحاجة إلى ورشات عمل مسرحي

الممثل المسرحي “شفزان محمود” أشار في مداخلته إلى نقاط عدة (نحن بحاجة ماسة إلى أعداد الممثل وتدريبه باستمرار، الكثيرين يستهلون هذا العمل رغم أهميته وضرورة التمكن من العمل وكذلك الحال بالنسبة للمخرج، فهناك الكثير من المخرجين المقلدين والقليل من المبدعين، وعندما نعد الممثل الجيد وكذلك المخرج وننتقي النص المناسب لاشك أننا سنقدم عملاً مسرحياً ناجحاً).

العمل الكامل غائب لكن الطموح حاضر دوماً

في محور الصعوبات والمعوقات والسبل المثلى للنهوض بالمسرح كانت الكثير من الآراء مجتمعة على نقاط عدة منها مداخلة من المخرج المسرحي “وليد العمر” الذي قال:(في ظل غياب الكثير من اساسيات المسرح المتكامل لا بد من إعداد جيل متكامل للمسرح عبر الاهتمام بمسرح الطفل من حيث الكتابة له والعمل بما يخدم ثقافة الطفل وتوعيته وتهيئته للعمل في مجال المسرح كتابة وإخراجاً وتمثيلاً).

أما الكاتب “محمود جقماقي” فكان رأيه في ذلك:(لا بد من ورشات عمل مسرحية يتشارك فيها كل من يعمل في المسرح، وإبقاء المسرح محرراً من قيود التبعية، وأن المسؤولية الكبرى في الارتقاء بالمسرح تقع على عاتق المؤسسات الثقافية لأنها الأقدر على ذلك).

نقاشات وحوار بناءة كانت حول أبو الفنون المسرح الذي يجهد فيه الجميع للوصول إلى مستوى لائق، وإن كانت هناك همسات عتب متبادلة بين العاملين في المسرح من أشخاص وفرق وبين المؤسسات الثقافية وفي مقدمتها هيئة الثقافة والفن، والهدف الأسمى الوصول إلى مسرح يجد فيه الكل ذاته.