سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أردوغان… ومسألة الميثاق الملّي

دجوار أحمد آغا

كثر الحديث خلال السنوات القليلة الماضية عن موضوع الميثاق الملي التركي، خاصة بعد سيطرة حكومة AKP / MHP على سدة الحكم في أنقرة، وعلى وجه الخصوص بعد أن استفرد أردوغان بالحكم لدى تحويله نظام الجمهورية التركية من برلماني إلى رئاسي، يتمتع في الحكم الرئيس بصلاحيات واسعة، في مسعى منه للسيطرة على مقدرات الشعب، والدولة وتسخيرها لإعادة بناء أمجاد اجداده العثمانيين في بناء العثمانية الجديدة. هذا الحلم الزائل منذ ما يُقارب قرناً من الزمن، والذي يراود مخيلته المريضة، حيث يسعى من خلال هذا الخيال الواسع أن يُثبت للعالم، أن أحلامه التوسعية لها جذور تاريخية، وأساس من الصحة.
لم يتحدث بكثرة وبشوق عن الميثاق الملي التركي، ولا حتى مصطفى كمال “أتاتورك” جد الأتراك، مثلما يتحدث عنه أردوغان، خاصة خلال هذه السنوات القليلة الماضية، والتي تدخل فيها بشكل واضح وصريح في العراق وسوريا بالإضافة إلى أذربيجان، وأرمينيا، وكذلك ليبيا واليمن، والمتابع للأحداث، والقارئ لتاريخ الشرق الأوسط، سوف يعلم جيدا ما يخطط له هذا الدكتاتور، وإلى ماذا يسعى للوصول إليه.
بريت ماكغورك مسؤول ملف الشرق الأوسط، لدى مجلس الأمن القومي الأمريكي، وموفد التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، صرّح لرويترز، بأنه سمع أردوغان يقول “إن 400 ميل مربع بين حلب، والموصل هي منطقة أمنية تركية”.
ما قبل الميثاق
 
دخلت السلطنة العثمانية الحرب العالمية الأولى (1914 / 1918) إلى جانب ألمانيا، النمسا-المجر ضد دول الحلفاء، والتي انتهت بهزيمة دول المحور، التي فرضت على السلطنة هدنة مودروس 1918، والتي لم يقبل بها مصطفى كمال، وتوجه إلى الكرد في باكور كردستان، حيث عقد مؤتمر أرضروم بتاريخ 22 تموز، ولغاية السابع من آب 1919، ومن ثم عقد مؤتمراً آخر في سيواس من الرابع، ولغاية 11 أيلول من العام نفسه، حيث اجتمع مع القادة والزعماء الكرد، وحثهم على الوقوف إلى جانبه في الحرب، التي يريد أن يقوم بها في مواجهة الأعداء الكفار.
 استطاع بخبثه ودهائه إقناع زعماء الدين، ووجهاء الكرد لدعمه، ومساعدته في حرب الاستقلال، ووعدهم بأنه حالما ينتهي من الأعداء المحتلين، سوف يعطي الكرد حقوقهم، وأن هذه الدولة ستكون للترك، والكرد سوية.
الميثاق الملّي التركي
 
الميثاق الملي عبارة عن وثيقة، تم إقرارها من جانب مجلس المبعوثين العثمانيين، مؤلفة من ست بنود، تحدد من خلالها آلية عمل السلطنة، ورسم حدودها بعد الهزيمة في الحرب، وتوقيع هدنة مودروس.
استناداً إلى مقررات مؤتمر سيفاس قررت الحكومة العثمانية إجراء الانتخابات العامة في 11 أيلول، حيث فاز الأعضاء المناصرين لمصطفى كمال في مجلسي النواب، والعموم (مجلس المبعوثين) حيث قامت لجنة منهم بصياغة الميثاق الملي، وتم التوقيع عليه من جانبهم، وأرسلوه إلى إسطنبول برفقة ممثل طرابزون “سامي بك خسرو”.
 بدأ مجلس المبعوثين أعماله في إسطنبول في 12 كانون الأول 1920 وتم مناقشة الميثاق الملي، لغاية 28 الشهر نفسه حيث تمت الموافقة عليه، وبتاريخ 12 شباط 1920 تم التصويت عليه، والموافقة في المجلس، بعد طرحه على التصويت بناء على اقتراح “أشرف بك” ممثل أدرنه في المجلس.
لكن هذه القرارات أزعجت دول الحلفاء، الذين انتصروا على السلطنة؛ ما أدى إلى قيام بريطانيا، فرنسا وإيطاليا باحتلال إسطنبول، وقيام اليونان باحتلال أزمير.
بنود الميثاق الملّي
 
كما أسلفنا سابقاً فإن الميثاق تضمن ستة بنود هي على الشكل التالي:
1ـ مصير الأراضي، التي تقطنها أغلبية عربية في وقت توقيع هدنة مودروس سوف تتقرر من خلال استفتاء، ومن ناحية أخرى، الأراضي غير المحتلة في ذلك الوقت، والتي تسكنها أغلبية تركية، هي الوطن القومي للأمة التركية، (حلب، الموصل، كركوك).
2-وضع قارص وأردخان وباطوم سيقرره استفتاء.
3-وضع غرب تراقيا سيتحدد بتصويت سكانه.
4ـ أمن إسطنبول ومرمرة، يجب أن يصان، النقل والتجارة الحرة في مضائق البوسفور، والدردنيل، ستضمنهم تركيا والبلدان الأخرى ذات المصالح.
5-حقوق الأقليات ستصان بشرط أن يتم الحفاظ على حقوق الأقليات المسلمة في البلدان المجاورة.
6-من أجل التطور في كل مجال، فيجب أن يكون البلد مستقلاً وحراً؛ ويجب أن تسقط القيود السياسية والتشريعية والمالية كلها.
معاهدتا سيفر ولوزان
 
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ونشوء عصبة الأمم، شارك وفد كردي أرمني مشترك في مفاوضات مؤتمر سيفر، الذي عقده الحلفاء في ضاحية باريس، بتاريخ العاشر من آب 1920، ومن خلال هذه الاتفاقية الدولية تم إقرار الحقوق القومية للشعبين الكردي والأرمني، لكن مصطفى كمال لم يوافق على هذه الاتفاقية، واعتبرها مجحفة بحق تركيا، وقام وبمساعدة الكرد -لسخرية القدر- بحرب أسماها “حرب الاستقلال” ضد قوات الحلفاء المتواجدة على الأراضي التركية، وحقق الانتصارات، ومن ثم تم عقد اتفاقية جديدة بينه وبين الحلفاء في لوزان السويسرية، بتاريخ 24 تموز 1923 حيث تم فيها إلغاء أية حقوق للكرد، وكانت بمثابة فسح المجال، أمام الأتراك للقضاء على الكرد، وارتكاب المجازر بحقهم وسخر منهم هذه المرة أتاتورك، إذ جعل من رئيس الوفد المفاوض في لوزان الكردي الأصل، عصمت اينونو الذي لم يكتفِ برفض حقوق الكرد، بل طالب بضرورة اعتماد الميثاق الملي، خاصة من ناحية حدود الدولة التركية الحديثة، خليفة السلطنة العثمانية.

أردوغان والتحضير للعثمانية الجديدة
 
منذ أن تولى الحكم في عام 2002 وأردوغان يسعى إلى إعادة إحياء أمجاد أسلافه العثمانيين في بناء سلطنة جديدة، فأول ما بدأ بضرب سيده، ومعلمه فتح الله غولن، الأب الروحي لأردوغان، حيث فرض حظر على نشاطات حركته؛ ما دفع بالأخير إلى الهروب، والتجأ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يسكن في ولاية بنسلفانيا.
 من بعده كرت حبات المسبحة بعزل صديقه المقرب، الذي أصبح في فترة رئيساً للجمهورية، عبد الله كول، ثم أبعد عنه أحمد داوود أوغلو، وعلي باباجان أقرب المقربين له، ومن المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، كي يستفرد بالحكم، ويعمل على بناء أمجاده الشخصية، وغرور الدكتاتورية التي ترافقه، حيث قام مؤخراً بتعديل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي يتمتع فيه الرئيس بصلاحيات واسعة، يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعادة أمجاد الدولة العثمانية، التي تقلدت هزيمة قاسية في الحرب العالمية الأولى، وأجبرت على توقيع هدنة “مودروس” مع الحلفاء في عام 1918، ووقع الأتراك اتفاقاً يسمى “الميثاق الملى”، وهو الاتفاق الموقع في 28 شباط عام 1920، إثر هزيمة السلطة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وسقوط معظم أراضيها في يد الحلفاء.
إعادة مشروعية احتلال المنطقة
 
يعتمد أردوغان على الميثاق الملي في شرعنة إعادة احتلاله للمنطقة، وخاصة تلك التي -تم اقتطاعها من دولته المزعومة-على حسب قوله، لذا نراه يسير على هذا المنوال، وهو يدعم بقوة القوميين المتطرفين، فيما يسمى “جمهورية قبرص الشمالية التركية” التي احتلتها القوات التركية في عام 1974، ويرفض دوماً أي تقارب بين القبارصة الأتراك، والقبارصة اليونانيين، حتى أنه يهدد قادة قبارصة أتراك، إذا سعوا من أجل توحيد الجزيرة، حسب مقررات الأمم المتحدة التي دعت تركيا لسحب قواتها من الجزيرة، ومن جهة أخرى، فهو تدخل في العراق وسوريا، وعقد اتفاقيات أمنية مع النظامين في فترات سابقة؛ بحجة ملاحقة أعضاء حركة التحرر الكردستانية، لكن الواقع هو غير ذلك على الإطلاق، فها هي القواعد العسكرية التركية تملأ باشور كردستان، وهو يقوم بشكل دوري بقصف القرى والبلدات الكردية بحجة ملاحقة مقاتلي الدفاع الشعبي، إلى جانب حرق وقطع الغابات، وتهريب الأشجار إلى داخل تركيا، بالإضافة إلى قصفه اليومي على مناطق شمال وشرق سوريا بعد احتلاله للعديد من المناطق السورية، مثل عفرين، وكري سبي/ تل أبيض وسري كانيه وجرابلس، وإعزاز والباب وادلب.

الأزمة الداخلية وتصديرها
 
بالتأكيد، إن نظام أردوغان يعاني من أزمات داخلية عدة، والانتخابات البرلمانية والرئاسية، قد اقتربت والشعب التركي بدأ يستوعب حقيقة أكاذيب أردوغان، في جعل بلدهم في مصاف الدول المتطورة، حيث وصلت الليرة التركية إلى مستويات قياسية في الانهيار أمام الدولار 18,10 إلى جانب مسألة اللاجئين السوريين، والذين يعانون الأمريين في تركيا خاصة مع تصاعد موجة العنف من جانب المتشددّين العنصريين الأتراك، حيث نشرت مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من مقطع لاعتداءاتهم على السورين، وربما أكثرها إيلاماً كان ذاك الفاشي العنصري، الذي يركل امرأة سورية مسنة على وجهها بحذائه، هكذا يريد أردوغان تصدير أزماته الداخلية إلى الخارج، وإلهاء الشعب بحروبه الخارجية، التي لم تعد تجدي نفعاً.
أهمية الميثاق الملّي لأردوغان
 
عندما رفضت الحكومة العراقية في تشرين الأول عام 2016 مشاركة دولة الاحتلال التركي في العملية، التي قادها التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب مع الحكومة العراقية لتحرير مدينة الموصل من داعش الإرهابي، صرّح أردوغان خلال لقاء أجراه مع المخاتير الأتراك بالقول: “عليهم قراءة الميثاق الملي؛ ليفهموا معنى الموصل لنا” وأضاف “الموصل كانت لنا” ونشرت هذه التصريحات في الصحافة التركية بشكل واسع، مرفقة مع خريطة توضح حدود تركيا وفق الميثاق الملي الزائل، حيث تضم الخريطة الموصل وكركوك (إقليم كردستان) إلى جانب الشمال السوري، وحلب من ضمنها، وكذلك أجزاء من أرمينيا وبلغاريا، واليونان بالإضافة إلى جزيرتي قبرص وكريت، هذا الأمر أثار وقتها رود فعل عنيفة، وإدانات واسعة إقليمية ودولية.
تدخلاته مؤخراً في شمال سوريا
 
انطلاقا من هذا الميثاق الملي، الذي يعدّه أردوغان مرجعية تاريخية له، وتحت مسميات مثل المنطقة الآمنة، وعودة اللاجئين السورين إلى مناطقهم، شن أردوغان بهجمات عدوانية شتى ضد الشمال السوري، بدءًا من الهجمات التي أسماها عملية “درع الفرات” سنة 2016 وأتبعها بما تسمى بعملية “غصن الزيتون” 2018 ومن ثم “نبع السلام” سنة 2019 وخلال هذه الهجمات العدوانية هجّر أكثر من مليوني مواطن من موطنهم الأصلي، وأسكن مكانهم عوائل مرتزقته، وعوائل تركمانية من أجل التغير الديمغرافي في المنطقة، وهو صرّح بعد هذه الهجمات بالقول: (شمال سوريا كانت ضمن حدود الميثاق الملي، ولن نسمح بقيام كيان “إرهابي” هناك) في إشارة له إلى الإدارة الذاتية الديمقراطية “.
الصمت الدولي
 
استمرار الصمت الدولي إزاء التدخلات السافرة لحكومة AKP / MHP في المناطق المختلفة من الدول المجاورة، وحتى تلك البعيدة كليبيا واليمن، إنما يصب في خانة المصالح المشتركة، التي تقيمها هذه الدول مع تركيا، بطبيعة الحال هذه هي حقيقة وواقع معاش على الأرض، لكن هناك مجازر ترتكب بحق مواطني هذه المناطق، من جانب تركيا، وهو أمر غير مقبول على الإطلاق، فمن فترة تم قصف مصيف في مدينة زاخو، راح ضحيته العشرات من القتلى، والجرحى كذلك الأمر بالنسبة لمناطق شنكال ومخمور، أما هنا في مناطق شمال وشرق سوريا، فحدث ولا حرج، إذ تقوم مسيراته بشكل يومي بقصف المناطق، واستهداف المواطنين سواء العسكريين، أو المدنيين، وفي الآونة الأخيرة ازدادت حدة هذه الهجمات خاصة في إقليم الجزيرة، ومقاطعة الشهباء.
وفي الختام نقول: بأن مسألة إعادة إحياء الميثاق الملي، الذي مضى عليه أكثر من قرن من الزمان، أمر في غاية السذاجة. فالعالم، الذي قامت الدول الكبرى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية برسم ملامحه، وتحديد اتجاهاته وحدوده، لا يستطيع أحد أن يغير فيه، إلا إذا قرر الكبار ذلك، والكبار نعني بهم القوى المتنفذة في المشهد العالمي، وهي الآن تبحث في مسائل أخرى أكثر أهمية من مسألة السماح لأردوغان بتحقيق أحلامه الزائفة، وأكبر دليل على ذلك عدم سماحها له بالقيام بعدوان عسكري جديد، واحتلال أراضٍ سورية أخرى، بل على العكس من ذلك دفعت به إلى طلب الصفح من نظام حكومة دمشق، والسعي لتطبيع العلاقات معه.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle