ما دفعني إلى كتابة هذه الأسطر هو تقرير صدر مؤخراً من إحدى المؤسسات الأوربية المعنية بحرية الصحافة، حيث احتلت تركيا الأردوغانية المراتب الأولى في قمعها للصحافة والصحفيين خلال الأعوام الأخيرة، هذا التقرير لم يفاجئ أحداً من المتتبعين لتاريخ تركيا الأسود في مجال حرية الصحافة والرأي، حتى غدت سلطنة أردوغان سجنا مخيفاً للصحفيين والإعلاميين. فسلف أردوغان هو السلطان عبد الحميد صاحب المقولة الشهيرة (لو عدت إلى قصر يلدز لوضعت الصحفيين في آتون كبريت) هذه المقولة يظهر ما كان يكنه سلف أردوغان من عداوة للصحافة والصحفيين آنذاك. فكل الحكام المستبدين على مدى التاريخ كانوا من ألد أعداء الصحافة فعلى سبيل المثال هتلر أول عمل قام به هو تأميم الصحف وكذلك موسوليني فكان له صحفيون مأجورون برواتب شهرية، ولا يخفى على أحد ما قام به نابليون من أعمال قمع حرية الصحافة صاحب المقولة الشهيرة (ينبغي على الحاكم أن يجعل الصحافة في خدمته). لقد كان من أسوء أعمال الرقابة على الصحف هو ما اتبعه سلف أردوغان السلطان عبد الحميد حيث اخترع منصب (المكتوبجي) والوظيفة الأساسية للمكتوبجي هي الرقابة على الصحف والمجلات آنذاك، وحذف ما يجب حذفه وملاحقة الصحفيين واعتقالهم إذا لزم الأمر، أو عقابهم بالضرب على مرأى ومسمع من المارة في الشوارع والحارات، كما حصل مع الصحفي اللبناني سليم سركيس حيث عاقبه المكتوبجي بالفلقة أمام جمع غفير من الناس. ليس ذلك فحسب بل كان المكتوبجي العثماني يكبس على أنفاس الصحفيين في طول وعرض السلطنة العثمانية، ويمارس صلاحياته بكل مزاجية وحماقة، ومثال ذلك فقد أرسل محرر صحيفة (لسان الحال) آنذاك سليم سركيس الخبر الخاص باغتيال الرئيس الفرنسي المسيو كارنو بطعنة خنجر، الا أن المكتوبجي العثماني صاغ الخبر بحيث يفهم أن الرئيس الفرنسي مات بالسكتة القلبية، وسر هذا التعديل من قبل المكتوبجي أن السلطان عبد الحميد كان يخاف من الاغتيال. لذلك طلب من مكتوبجية الولايات العثمانية إلغاء كلمة اغتيال ومشتقاتها من قاموس الصحافة، وهو أيضا كان يراقب نصوص الأغاني ومثال على ذلك عندما ذهب الفنان المصري عبده الحامولي إلى آستانا ليغني أمام السلطان عبد الحميد طلب منه قبل الحفل أن يكتب نص الأغنية التي سيغنيها، وما أن قرأ المكتوبجي الشطر الأول حتى هاج وماج، وحينما استفسر المغني المسكين عن السبب قيل له أن أغنيته تدعو إلى الثورة ضد السلطان، وبعد صراخ وشجار فهم المغني أن كلمة (مرادي وكلمة العذول )هما ما يدعوان للثورة ضد السلطان فكلمة (مرادي) حسب شرح وفهم المكتوبجي مشتقة من مراد، ومراد هو شقيق السلطان عبد الحميد وبينه وبين شقيقه مراد عداوة حيث أصدر السلطان فرمانا يمنع ذكر أسم أخيه مراد. أما كلمة (العذول) حسب فهم المكتوبجي العثماني آنذاك مشتقة من عزل وهي تشير إلى عزل وخلع السلطان عبد الحميد، ومن خلال ما تم ذكره أعلاه من حماقة أسلاف أردوغان وقمعهم للصحفيين وكمهم للأفواه، ولهذا يستحق أردوغان لقب خير خلف لخير سلف يا رعاكم الله.
أردوغان السلطان عبد الحميد حيث اخترع منصب (المكتوبجي) والوظيفة الأساسية للمكتوبجي هي الرقابة على الصحف والمجلات آنذاك، وحذف ما يجب حذفه وملاحقة الصحفيين واعتقالهم إذا لزم الأمر، أو عقابهم بالضرب على مرأى ومسمع من المارة في الشوارع والحارات، كما حصل مع الصحفي اللبناني سليم سركيس حيث عاقبه المكتوبجي بالفلقة أمام جمع غفير من الناس. ليس ذلك فحسب بل كان المكتوبجي العثماني يكبس على أنفاس الصحفيين في طول وعرض السلطنة العثمانية، ويمارس صلاحياته بكل مزاجية وحماقة، ومثال ذلك فقد أرسل محرر صحيفة (لسان الحال) آنذاك سليم سركيس الخبر الخاص باغتيال الرئيس الفرنسي المسيو كارنو بطعنة خنجر، الا أن المكتوبجي العثماني صاغ الخبر بحيث يفهم أن الرئيس الفرنسي مات بالسكتة القلبية، وسر هذا التعديل من قبل المكتوبجي أن السلطان عبد الحميد كان يخاف من الاغتيال. لذلك طلب من مكتوبجية الولايات العثمانية إلغاء كلمة اغتيال ومشتقاتها من قاموس الصحافة، وهو أيضا كان يراقب نصوص الأغاني ومثال على ذلك عندما ذهب الفنان المصري عبده الحامولي إلى آستانا ليغني أمام السلطان عبد الحميد طلب منه قبل الحفل أن يكتب نص الأغنية التي سيغنيها، وما أن قرأ المكتوبجي الشطر الأول حتى هاج وماج، وحينما استفسر المغني المسكين عن السبب قيل له أن أغنيته تدعو إلى الثورة ضد السلطان، وبعد صراخ وشجار فهم المغني أن كلمة (مرادي وكلمة العذول )هما ما يدعوان للثورة ضد السلطان فكلمة (مرادي) حسب شرح وفهم المكتوبجي مشتقة من مراد، ومراد هو شقيق السلطان عبد الحميد وبينه وبين شقيقه مراد عداوة حيث أصدر السلطان فرمانا يمنع ذكر أسم أخيه مراد. أما كلمة (العذول) حسب فهم المكتوبجي العثماني آنذاك مشتقة من عزل وهي تشير إلى عزل وخلع السلطان عبد الحميد، ومن خلال ما تم ذكره أعلاه من حماقة أسلاف أردوغان وقمعهم للصحفيين وكمهم للأفواه، ولهذا يستحق أردوغان لقب خير خلف لخير سلف يا رعاكم الله.
