روناهي / الدرباسية –
رأى السياسي أحمد سليمان، أن مفهوم الأمة الديمقراطية جاء رداً على مفهوم الدولة القومية، وأشار إلى أن ما تعانيه المنطقة والشرق الأوسط، ما هو إلا نتيجة لمفهوم الدولة القومية، وإن الإدارة الذاتية وعبر تطبيقها مشروع الأمة الديمقراطية؛ استطاعت تحقيق الكثير من المكاسب على مختلف الجبهات.
في ظل التقلبات الجذرية، التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، برزت العديد من المفاهيم والنظريات، التي أدت إلى تعقيد الصورة في هذه المنطقة، ونتج عن ذلك مشاكل عديدة في المنطقة.
وقد كان مفهوم الدولة القومية، الذي اتخذته معظم الحكومات في الشرق الأوسط، هو المفهوم الأكثر رجعية من بين هذه المفاهيم والنظريات، التي طفت على السطح، وذلك لأن أساس الدولة القومية يقوم على الاضطهاد وعدم قبول الآخر، ومحاولة قمع كل صوت يخالف الرأي المهيمن، ما أدى إلى تراكمات كبيرة، أدت بالنهاية إلى الانفجار كمحصلة حتمية لتلك التراكمات.
مفهوم عصري لإنهاء الصراعات والحروب
وحول بدائل الدولة القومية، وسبل التخلص من تأثيراتها، التقت صحيفتنا، السياسي أحمد سليمان، حيث قال: “منذ بروز مفهوم الدولة القومية، والذي جاء بالتزامن مع تأسيس عدد من الدول، كالدولة القومية في بريطانيا، وأيضا في فرنسا، ووصولا إلى ألمانيا، كان لا بد من حل بديل لهذا المفهوم لمعالجة المشاكل، التي أحدثها، وقد برزت العديد من الطروحات، والأفكار، التي كانت تُنادي بالتخلص من مفهوم الدولة القومية، إلا إن هذه الأطروحات لم تكن تطرح البديل الجدي للتخلص من الدولة القومية”.
وأضاف: “في ظل تزاحم الكثير من الأفكار والنظريات، برز مفهوم الأمة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، المفهوم الذي أثبت بأنه البديل الناجع عن مفهوم الدولة القومية، ولا يخفى على أحد أن مهندس هذا الفكر هو القائد عبد الله أوجلان، الذي توصل إلى هذا المفهوم نتيجة لبحث معمق، ودراسة مستفيضة للواقع، الذي يعيشه الشرق الأوسط، والمظالم، التي تعرضت لها شعوبها، واستطاع من خلال مبدأ الأمة الديمقراطية، أن يصل إلى مفهوم عصري فيه كافة الحلول للقضايا العالقة في المنطقة، حيث طرح القائد عبد الله أوجلان، هذا المفهوم حلاً للقضية الكردية، ولباقي القضايا العالقة في منطقة الشرق الأوسط، لإنهاء الصراع وحالة الحروب، التي نشبت بين شعوب المنطقة، لسيادة مفهوم الدولة القومية”.
وأوضح: أن “مفهوم الأمة الديمقراطية مفهوم جديد في منطقة الشرق الأوسط، فهو يختلف عن الحداثة الرأسمالية السائدة، وأيضاً عن الديمقراطية اليونانية الزائفة المنتشرة في المنطقة، كما يتعارض تماما مع الدولة القومية ،التي تعتمد على اللغة الواحدة، والعلم الواحد، والقيادة الواحدة، أي أن الأمة الديمقراطية، هو مفهوم عصري جديد، يلبي طموحات شعوب المنطقة في التحرر والوصول إلى الديمقراطية والحرية، ونستطيع أن نتلمس هذا الأمر من خلال تجربة الإدارة الذاتية، التي تم بناؤها في شمال وشرق سوريا، والتي اتخذت مبدأ الأمة الديمقراطية أساسا لإدارة شمال وشرق سوريا”.
