سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أحد عشر عاماً على الأزمة السوريّة ولا ملامح لنهايةٍ وشيكة

رامان آزاد_

أحد عشر عاماً وخريطةُ الميدانِ تتغيّر وفقاً لمعطياتِ القوةِ العسكريّةِ، وطاحونةُ الحربِ تحصدُ المزيدَ من الأرواحِ، وفيما توزع السوريون ما بين المهاجرِ الأوروبيّةِ ومخيماتِ اللجوءِ في دولِ الجوار والنزوحِ في الداخلِ، تعصفُ الأزمةُ الاقتصاديّةُ بكلِّ السوريين على اختلافِ تموضعهم، ويواصلُ الاحتلالُ التركيّ هجماته وتتريكَ المناطق التي احتلها، وأما الجهدُ السياسيّ الدوليّ لحلِّ الأزمة فهو عنوانُ المحاصصةِ، لتكونَ مناطق شمال وشرق سوريا بقيةَ الأملِ لحلِّ الأزمةِ، مقابلَ اعتمادِ الأسلوبِ العسكريّ.
الجنوب وشرارة الأحداث
بالمجمل لم تبدأ الأحداث في سوريا وفق التوقيت المحليّ والشروط الموضوعيّة وأسبابها الحقيقيّة، بل جاءت في سياق محاكاة لما جرى في تونس ومصر، ولعبت البيئة الدوليّ’ والإقليميّة دوراً كبيراً في تغيير مساراتها، بالنسبة لأطرافِ الصراع، وكانت البداية في 15/3/2011 من درعا جنوب سوريا على خلفية حادثة إقدام أطفال على كتابةِ عباراتٍ مناوئة للحكومة، لتكون شرارة البداية، وتمثلت أولى الأحداث بخروج مظاهرات محدودة تعلن تضامنها مع درعا، إلا أنّها سرعان ما تدحرجت إلى العنف المتبادلِ وتدخل البلاد دوامة الحربِ الأهلية وتتعد الأطراف المتدخلة وتتغبر خرائط الميدان وتتدخل أنقرة مناطق سوريّة مستغلة التناقض الدوليّ والعلاقة مع موسكو، وينتهي السنة الحادية عشرة للأزمة مع أزمة اقتصاديّة خانقة وغلاء معيشيّ غير مسبوق، ودون بارقة أمل بانفراجٍ قريبٍ.
تصاعد العنف وتوافد الإرهابيين عبر الحدود التركية
لم يكن قد مر أثر من ثلاثة أشهر على الأحداث عندما بدأ إعلان انشقاق ضباط وعناصر من الجيش السوريّ، وأعلن حسين هرموش تشكيل لواء الضباط الأحرار في عينتاب في 9/6/2011، وطالب زملاءه بالانشقاقِ، ليكون ذلك أولِ إطارٍ تنظيميّ للعسكرةِ، واتخذ اللواءُ مقرُّه في تركيا، حيثُ التدريبُ والتمويلُ والتسليحُ. وفي 29/7/2011 أعلن العقيدُ المنشقُّ رياض الأسعد كيانٍ عسكريّ باسم “الجيش السوريّ الحر، وفي 24/11/2011 أُعلن عن المجلسِ المؤقّتِ للجيشِ الحرّ، وظهرت بالداخلِ عشراتُ المجموعاتِ خاضتِ الصراعِ المسلّحَ بدونِ قيادةِ عملياتٍ مركزيّةٍ ولا توجيهٍ سياسيّ. وتشكلت العديد من الكتائب المسلحة.
في 2/11/2011 أعلن عن مبادرة الجامعة العربيّة وتضمن وقفَ العنفِ والإفراجَ عن المعتقلين وسحبَ الجيشِ من المدنِ، وإرسالَ مراقبين عرب، وفي 12/4/2012 أعلن عن وقف إطلاق النار بموجب خطة لمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربيّة كوفي أنان لكنها سقطت بعد ساعات من سريانها.
في 22/1/2012 طرحت مبادرة جديدة للجامعةِ العربيّةِ، والمتضمنة تشكيل حكومةٍ وطنيّةٍ خلال مدة أقصاها شهران، وتسليم صلاحياتِ الرئاسة إلى نائب الرئيس بالتعاونِ مع الحكومة القائمة لإنهاءِ الأزمةِ. تشكيل حكومة وحدة وطنية إلا أنّ دمشق رفضت المبادرة واعتبرته تدخلاً سافراً في شؤونها. ووجّهت حكومة دمشق، الجيش إلى حمص وهاجمت حي بابا عمرو وأعلنت السيطرةَ عليه بعد 27 يومٍ من القصفِ وأعلنت السيطرة عليه في 1/3/2012، وأعلن العقيد رياض الأسعد قائد ما يسمّى الجيش السوريّ الحر أنّ مقاتليه نفذوا انسحاباً “تكتيكيّاً”. وفي 18/7/2012، أخذتِ الأزمةُ السوريّة مساراً تصعيدياً بتفجير خلية الأزمة في مبنى الأمن القوميّ بحي الروضة في قلب دمشق والذي أودى بحياةِ وزير الدفاع داوود راجحة ونائبه آصف شوكت، وحسن تركماني معاون نائب رئيس الجمهوريّة.
شهد عام 2013 استمراراً للاقتتال العنيف بين المجموعات التي تلقت الدعم من دول إقليميّة في المنطقة، وفي مقدمتها تركيا وقطر، وزادت أعدادُ الجماعاتِ الإرهابيّة والمرتزقة الأجانب الذين توافدوا من مختلف الدول ودخلوا عبر الحدود التركيّة إلى سوريا. وفي 5/6/2013، سيطرت قوات حكومة دمشق ومقاتلو حزب الله على مدينة القصير الاستراتيجيّة بريف حمص، بعد 18 يوماً من القتال العنيف.
وفي 21/8/2013، أحد أكثر فصول الأزمة السوريّة إيلاماً، بسقوط مئات الضحايا من سكان الغوطة الشرقيّة بعد استنشاقهم لغازاتٍ سامةٍ نتيجة هجومٍ بغاز الأعصاب، بعد ثلاثة أيام من وصول بعثة المفتشين الدوليين إلى دمشق.
رغم ما حققته المجموعات المسلحة من تقدّم ودخولها العديد من المدن، إلا أن دمشق غيّرت من استراتيجيتها وخططها؛ تجنباً للاستنزاف، مُركّزة سيطرتها على المدنِ الاستراتيجية ذات الأهمية والتي سُمّيت “سوريا المفيدة”، بموازاة ذلك كان الدعم الإيرانيّ حاضراً، ومعه حزب الله اللبناني، بالمقابل وكذلك تحولت سوريا إلى ميدان لقتال الجهاديين وظهور التنظيمات الإرهابيّة (جبهة النصرة وداعش)، لتزيد تعقيدَ الأزمةِ. وفتحت تركيا مطاراتها لاستقبال الإرهابيين من أنحاء العالم وسهلت عبورهم إلى سوريا، وحوّلت حدودها إلى معابر لتدفق السلاح إلى الإرهابيين والمرتزقة في سوريا، وقدّمت كلّ أشكال الدعم اللوجيستي والعسكريّ والطبيّ لهم. وبالمقابل فتحت الحدود أمام السوريين لتخلق أزمة اللاجئين.

داعش يجتاح الحدود إلى سوريا
عبر مرتزقة “داعش” الحدود العراقيّة إلى سوريا بجحافل واستغلت التناقض والصراعَ الدوليّ والإقليميّ وارتفاع منسوب الشحن الطائفيّ والقوميّ بالمنطقة ليكون قناة الاستقطاب والتجنيد وسيلة لتجنيد المسلحين، وفي صيف 2014 احتل مرتزقة داعش من سوريا والعراق، إذ احتل في 10/6/2014، مدينة الموصل العراقيّة، وفي 29/6/20144 أعلنن دولة الخلافة المزعومة، وفي 14/12/2014، احتل مدينة الرقة جعلها عاصمته، واحتل داعش الغالبيّة العظمى من محافظة دير الزور، وحاصر مدينة كوباني في 4/10/2014، وسيطر على مناطق في حلب، وإدلب، وحماة، وريف دمشق ومناطق سوريّة أخرى، واحتل نحو نصف مساحة سوريا.
انحسار سيطرة دمشق والتدخل الروسيّ
ومع سيطرةِ جبهة النصرةِ ومجاميع الإخوان المسلمين المدعومة من قطر وتركيا على مساحات كبيرة من محافظات حلب وإدلب وحماه ودرعا وحتى القنيطرة، وانحسرت سيطرة دمشق إلى أدنى الحدودِ في هذه المرحلة، أما في شمال سوريا خاضت وحدات حماية الشعب والمرأة أعتى المعارك في كوباني في مواجهة مرتزقة “داعش”، وكذلك الهجمات المتكررة لمرتزقة أنقرة على عفرين، وأعلنت عن الإدارة الذاتيّة في ثلاث مقاطعات (الجزيرة وعفرين وكوباني) في كانون الثاني 2014.
واستمر تدهور الوضع الأمنيّ وكانت حلب مقسّمة وانقطع تواصلها عن مناطق سوريا، ووصلت المجموعات المسلحة إلى وسط العاصمة دمشق، وفي 26/8/2015 وقّعت دمشق اتفاقاً مع موسكو، يخوّل القوات العسكريّة الروسيّة باستخدام قاعدة حميميم بكل وقتٍ دون مقابل، ولأجلٍ غير مسمى، وابتداءً من 30/9/2015، عززت روسيا حضورها العسكري في سوريا. 
التحالف الدوليّ في سوريا
تبنّت واشنطن مشروع تدريب ما سمّته المعارضة المعتدلة، وصوّت الكونغرس لصالح القرار في 17/9/2014، وفشلت أولى المجموعات من 50 مرتزقاً بالاختبار وقد دخلت سوريا في 4/3/2015، مزوّدين بالأسلحة الحديثة، وقُتل أفراد المجموعة خلال أيام معدودة وفرّ البقية وسلّموا أنفسهم وعتادهم لمرتزقة النصرة. وتقول واشنطن أنَّ كلفة المشروع بلغت نصف مليار دولار.
بفشلِ مشروع التدريب والمعارك النوعيّة التي كانت وحداتُ حمايةِ الشعبِ والمرأة تخوضها في كوباني، كانت التفات قوات التحالف الدوليّ لمحاربة داعش لتقديمِ الدعمِ الجويّ لهذه الوحدات، واستمر التعاون ما بعد تشكيل قوات سوريا الديمقراطيّة في 10/10/2015، وحتى اليوم. وحررت قوات سوريا الديمقراطيّة عموم شمال وشرق سوريا من داعش، ومنها تحرير مدينة كوباني في 26/1/2015، ومنبج في 12/8/2016، والطبقة في10/5/2017 والرقة في 17/10/2017 وقرى وبلدات ريف ودير الزور وصولاً إلى الباغوز في 23/3/2019، لتنتهي الخلافة المكانيّة لداعش.
أستانه احتواءٌ روسيّ لأنقرة
يمكن توصيفُ العلاقةِ الروسيّةِ ــ التركيّةِ بأنها صيغة “تنافع وتخادم”، فموسكو تحتاجُ موقع تركيا الجيوسياسيّ في إطار مشروعها الأوراسيّ، وعملت على خلقِ محرضاتٍ تدفع أنقرة باتجاهها. فتعمدت رفعَ منسوبَ المخاوفِ التركيّةِ الافتراضيّةِ، لإيجادِ متغيّر سياسيّ يوافق توجهاتها، وفي هذا الإطارِ جاءت زيارة أردوغان التصالحيّة إلى سان بطرسبرغ في 9/8/2015. وأقدمت موسكو على خطوات براغماتيّة وبدت موضوعيّة في مقاربة القضيةِ الكرديّة التي تبدي أنقرة رفضاً لها وتشكّل “فوبيا” لها.
هذا السجال الميدانيّ والسياسيّ، كان الدافع المباشر لإنتاجِ الاتفاقِ الروسيّ ــ التركيّ صيغةِ مبادلةٍ عنوانها (حلب ــ الباب) وضمنت بذلك أنقرة فصلَ عفرين عن كوباني، وفُرض الحصار الموسّع على عفرين، ولم يكن بالإمكان إجلاءِ المرتزقة من حلب، لولا الدورُ التركيّ، وتم الإعلان عن خروجِ حلب من سيطرةِ المعارضةِ وإجلاء نحو 15 ألف من فصائل مختلفة، بما فيها جبهة النصرة في 22/12/2016، أي خلال الفترة ما بين احتلال مدينتي جرابلس والباب، وشكل ذلك علامةً فارقةً في مسارِ الصراعِ المسلّحِ في سوريا، وجاء بعد الاستدراج الروسيّ لأنقرة المصالحةِ معها بعد توترٍ بين الجانبين بسببِ إسقاطِ القاذفةِ الروسيّةِ في المنطقةِ الحدوديّةِ في 24/11/2015، ونشرِت منظومة الصواريخ إس-400 في سوريا في 26/11/2015.
وفي 31/12/2016 أُعلن اتفاق روسيّ ــ تركيّ حول محادثات السلام السوريّة، وولدت منصة أستانه وضمّت (روسيا، تركيا، إيران) وعقدت 17 جولة أولها في 23/1/2017 وآخرها في 21/12/2021، تمخضت عن إنشاء مناطق التصعيد والقضم التدريجيّ للمناطق واستعادةِ دمشق السيطرة على كثير من المناطقِ، فيما كان الثمن بالمقابل أن تجمع أنقرة المرتزقة وتزج في معارك احتلال مناطق سوريّة جرابلس والباب وعفرين وكري سبي/ تل أبيض وسري كانيه. وكان لافتاً أنّ جولة من التسخين تسبق كل اجتماعٍ لأستانه. لتكون أستانه منصة محاصصة بين روسيا وتركيا وإيران، لتنظم خلافاتها في سوريا على حساب مصالح الشعب السوريّ.
اجتماعات بدو طائل
في 30/6/2012 عُقد مؤتمر جنيف1 بناءً على دعوة المبعوث الأممي إلى سوريا كوفي عنان ومجموعة العمل واتفقت مجموعة العمل التي تضمُّ الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وتركيا وجامعة الدول العربيّة على مبادئ مرحلة انتقالية، لكنَّ الأطراف المعنية بالنزاع اختلفوا على تفسير هذه المبادئ، وتعددت المبادرات الدولية بشأن التسوية السياسية للصراع في سوريا دون أن تسفر أي منها عن حلّ سياسي، ومن ثم فإن بقاء الصراع واستمراره حتى تتبلور وتنضج عوامل التسوية السياسية أصبح أمراً واقعاً يعكسه تعامل القوى الكبرى مع الأزمة. وبقي الجهدُ الدوليُّ مراوحاً في الاختلافاتِ البدائيّة، وعيّنت الأمم المتحدةِ على التوالي بعد كوفي عنان، الأخضر الإبراهيميّ وستيفان دي مستورا وصولاً للمبعوث الحالي غير بيدرسن.
كما عُقد مؤتمر سوتشي للحوار السوريّ في 30/1/2018، وسط مقاطعة غربيّة أحزابٍ وكياناتٍ سياسيّةٍ فاعلةٍ على الساحةِ السوريّة، وحضور ممثلي مجموعات المرتزقة المرتبطين بتركيا وممثلي حكومة دمشق، وتم الاتفاق على لجنة صياغة الدستور. وفي 23/9/2019 أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تشكيلَ “اللجنة الدستوريّة”، والتي عقدت العديد من الاجتماعاتِ، وفي 22/10/2021، اختتمت اللجنة الدستوريّة أعمال جولتها السادسة دون تقدم، في خطوة وصفها المبعوث الأمميّ إلى سوريا غير بيدرسن بـ “محبطة للغاية”.
الإدارة الذاتية تجسيدٌ لأحلامِ السوريين المسروقة
القول إنّ “الثورةَ السوريّةَ سُرقت” فضفاضة جداً، لأنّ من يرفعون شعاراتها إلى جيشٍ تركيّ يحتلون مناطق سوريّةً، والحقيقةَ أنّ “الثورة” ليست حِراكاً عبثيّاً، فهي قبل شيء آمالُ وأحلامُ الجماهيرِ السوريّة بمختلفِ انتماءاتهم ما قبل الوطنيّةِ العرقية والمذهبيّة وحتى الثقافيّة والمناطقية، وما حدث هو سرقةٌ موصوفةٌ لتلك الأحلامِ والآمال، وتفرّقَ السوريون ما بين طرقِ الهجرة إلى أوروبا ومخيمات اللجوءِ في دول الجوار ومخيمات النزوحِ داخل سوريا.
ما يحدث في شمال وشرق سوريا ليس تحوّلاً طارئاً، فالإدارةُ الذاتيّة تجسّدُ تلك الأحلام المسروقة، وبذلك فهي تمثل مشروعاً وطنيّاً قابلاً للحوار لحلّ الأزمةِ، وكان من ثمارها تحرير المناطق من مرتزقة “داعش”، إلا أنّها التحديات لم تنتهي، فما زالت خلايا داعش تعكر البيئة الآمنة من جهة، وهي عرضة لتأثيرات الأزمة الاقتصاديّة العامة، فيما مسارات الحوار الوطنيّ مازالت مغلقة، في وقت تواصل أنقرة هجماتها على كامل جغرافيا شمال وشرق سوريا.
ومع اندلاعِ الحربِ في أوكرانيا في 24/2/2022، انتقلت الآثارُ تلقائيّاً إلى سوريا، ذلك لأنّ الحربَ في سوريا لا تختلفُ عنها لجهةِ الأطرافِ الضالعةِ فيها، إلا أنّ الحربَ الأوكرانيّة لا منطقة رماديّة فيها، والفرز فيها قسريّ، وبالمقابل أخذتِ الحربُ الشكلَ المقنّعَ والاستنزافِ في سوريا عبر حربِ الوكلاء التي تسمحُ بهامشٍ كبيرٍ للمماطلةِ. ويبقى المجالُ مفتوحاً لجولةٍ من التصعيدِ تتجاوز أسبابها الذاتيّة، فقد تحولت سوريا خلال سنوات الأزمة إلى خزان بشريّ يرفد ميادين الصراع الخارجية في ليبيا وأذربيجان سابقاً واليوم في أوكرانيا.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle