تقرير/ هيلين علي –
روناهي / ديرك – أكد أهالي ديرك من الشعب المسيحي؛ بأنهم يحتفلون بأجواء احتفالات أعياد الميلاد بكل ديمقراطية وحرية، بعيداً عن لغة الحروب، وتمنوا أن يسود الأمان في كل سوريا كما في مناطق شمال سوريا.
شهر الصلوات والمحبة
الاحتفال بعيد الميلاد المجيد وقدوم رأس السنة الميلادية في الغرب والشرق؛ يتميز بأجواء يغلب عليها الدفء والجمال، ففي كل عام بمثل هذا الوقت تشرع المدن حول العالم بالتحضيرات اللازمة للاحتفال، وفي مدينة ديرك أيضاً تكثر بهذه المناسبة الأضواء المشعة وتزيين الأشجار وشرفات المنازل، وفي الشوارع والأماكن العامة والمتاجر، كما تتزين المدينة بتماثيل بابا نويل والأجراس، وتتعالى أصوات الترانيم والتراتيل الميلادية من جوقات الكنائس كطقس سنوي يتميز به شهر كانون الأول، وفي هذا السياق ووسط هذه الأجواء التي تزرع البهجة في قلوب أهالي المدينة، كانت لصحيفتنا عدة لقاءات مع أبناء الشعب المسيحي.![]()
وقد التقينا بهذه المناسبة مع الأب في كنيسة “مارت شموني”، بشارة شمعون ابن مدينة ديرك الذي بدوره صرح بالقول: “من المعروف إن هذا شهر الأعياد والمناسبات، ونحتفل فيه بعيد ميلاد ربنا يسوع المسيح ورأس السنة الميلادية، ومن الطقوس الأساسية لدينا هو وضع شجرة الميلاد وتزيينها والتي تعني قيمة رمزية أساسية ليسوع، كما إن ألوان الزينة ترمز لفضائنا المسيحي من “محبة، لطف، سلام، تواضع ومسامحة”.
وتابع الأب شموني بأن شهر كانون الأول يدعى في الطائفة المسيحية بشهر الصلوات والمحبة والأفراح، وهو شهر نظافة القلوب من الخبث والحقد والكراهية، كما صلواتنا في هذا الشهر هي الصلاة لربنا يسوع الذي يختلف عن باقي الصلوات (القيامة والموت)، ونردد تراتيل وأناشيد معينة في هذا الشهر مثل (ملاك العلا) المأخوذ من الكتاب المقدس، وأضاف قائلاً: “كما صلينا دوماً لأجل السلام، سنصلي هذا العام من أجل أن يعم السلام في كافة مناطق سوريا، وأن تنزاح الأنانية والكراهية من النفوس”.
طقوس عيد الميلاد
وبهذا الصدد أشارت سارة أفرام قائلةً: “في هذه الأعياد ننشغل بالعبادات وكثرة الصلوات، كما نضع شجرة الميلاد التي تبعث البهجة في قلوب أطفالنا، ونتبادل الهدايا والزيارات، وفي ليلة رأس السنة تقام الحفلات ليرتادها الناس وهم يراقبوا السنة الماضية تمضي، وفي منتصف الليل تُقرع الأجراس، وتُطلق الألعاب النارية ويصيح الجميع كل عام وأنتم بخير”.
وتوجهت المواطنة خاتون لحدو بمباركة كل شعوب المنطقة، وكل أنحاء المعمورة في هذه السنة الميلادية آملةً أن تكون سنة تبعث الطمأنينة والسلام في قلوب الناس، ولفتت قائلةً: “من الأجدر بنا أن نُحيي جوهر هذا الميلاد بدفئه وسلامه؛ لتكن خطوة مبشرة تساعدنا لبدء مرحلة جديدة بعيدةً عن الحروب”.
تستنير مناطقنا بروح الأعياد
وبهذا الصدد حدثنا أيضاً الشاب حنا غابريل قائلاً: “تأهيلاً للاحتفالات الميلادية نحن الشبيبة في مدينة ديرك؛ لدينا فعاليات وتدريبات في الفوج الكشفي الموسيقي كالتدريب على التراتيل الميلادية والمعزوفات (كنجمة العيد وليلة العيد)، ونتناولها بأبعاد مختلفة في حفلات الأعياد، كما ونزين المغارات داخل الكنائس والتي ترمز للمغارة أو (المزود) الذي ولد فيه المسيح، ونشارك في كرنفالات الأطفال، ونرتاد الكنائس لإكمال طقسنا بطابع الوقار والمرح”.
وبهذا الخضم عبر الطفل فارتان توماس عن سعادته بقدوم العيد، مشيراً بأن الزينة وحضور التدريبات والفعاليات المتعلقة بالعيد وارتياد الأسواق جميعها تنشر البهجة وفرحة العيد في قلوبهم، ولفت بالقول: “أكثر ما يُريحنا هو سماع الترانيم والأناشيد من جوقات الكنائس”.
وكما بارك سليمان بيطار بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية جميع الأخوة في المنطقة والخارج، ودعا جميع الأهالي في الداخل والخارج بتوحيد الصفوف والتضامن مع قواتنا وأبنائنا الذين يحمون أرضنا وعرضنا ضد تهديدات الدولة التركية التي تتغافل عن أعيادنا وأفراحنا، وما تحمله أدياننا من رسائل المحبة والسلام والإخاء.
وقد وافقه الرأي سالم أفرام قائلاً: “على الرغم من كل التحديات التي نمرُّ بها إلا أن بلدنا يستحق أن يعيش فرحة العيد بتألق، وعلينا أن نعمل خلال هذه الأعياد المجيدة على إعادة روح الفرح إلى شوارعنا، ورسم البسمة على وجوه أطفالنا إلى أن نحقق السلام الكامل وتستمر الأنوار في سماء وطننا”.
