تُعدُّ مدينة الرقة من أهم النقاط الاستراتيجية بالنسبة لمرتزقة داعش والتي اعتبرتها عاصمة خلافتها المزعومة, ومارست في ظل سيطرتها على تلك المنطقة أبشع أنواع التعذيب بحق أهالي المدينة, إلى جانب فرض العديد من القوانين والقرارات لإخضاع أهالي المدينة لحكمها, وعانى الشعب لمدة أربع سنوات متتالية من هؤلاء المرتزقة في ظل غياب تام لأية قوات عسكرية قادرة على محاربة أولئك المرتزقة لحين انطلاقة حملة غضب الفرات على أيدي قوات سوريا الديمقراطية .
عندما وقعت الرقة في براثن المرتزقة، وأحيل نهارها إلى ليل دامس، انبرى شيبها وشبابها في الدفاع عنها، وعَلم الجميع أن التنظيم أساس نجاح كل عمل، لذلك عملت فصائل الرقة المقاتلة على تنظيم نفسها في أفواج عسكرية، ساهمت في تطوير قدراتها العسكرية والسياسية، ورفعها إلى أعلى درجات الجاهزية، لأي عمليات عسكرية قد تستهدف المدينة, ونظمت نفسها تحت سقف قوات سوريا الديمقراطية، وبعد التحرير الكامل للمدينة أصبح الحفاظ على أمنها واستقرارها، الهدف الأول لهم، وفتحت الباب أمام انتساب الشباب والشابات إلى صفوفها.
انطلاق حملة تحرير الرقة
أطلقت قوات سوريا الديمقراطية في السادس من شهر تشرين الثاني 2016 حملة غضب الفرات، وأعلنت عن ذلك من خلال بيان صحفي في بلدة عين عيسى الواقعة شمال مدينة الرقة 50 كم، بإسناد من التحالف الدولي بعد أن تأكد التحالف الدولي من قدرة تلك القوات على تحرير المنطقة من المرتزقة والمحافظة على أمنها واستقرارها كما حصل قبلها في مدينة منبج شمال سوريا.
استهدفت قوات سوريا الديمقراطية في حملة غضب الفرات تحرير مدينة الرقة، بكامل حدودها الإدارية، من مرتزقة داعش بعد مناشدات كثيرة من أهالي مدينة الرقة لتخليصهم من مرتزقة داعش, رغم معارضات كثيرة من قبل بعض الأطراف الإقليمية والدولية الطامعة في المنطقة والرافضة لإيجاد حلول جذرية للأزمة السورية ومحاربة الإرهاب في المنطقة.
قسد وفصائل الرقة المقاتلة تحرر عاصمة الخلافة المزعومة
استطاعت قوات سوريا الديمقراطية بعد انضمام العديد من فصائل أبناء المدينة وعشائرها إلى صفوفها من تحرير مدينة الرقة السورية بتاريخ 20 تشرين الأول 2017 بعد معارك عنيفة جداً دامت لما يقارب سنة على عدة مراحل منفصلة, حيث بدأت المرحلة الأولى من الجهة الشمالية لتنتقل إلى الغربية بمرحلتها الثانية ثم الشرقية في المرحلة الثالثة وعزل المدينة عن كامل ريفها في المرحلة الرابعة إلى حين الوصول إلى المرحلة الأخيرة ألا وهي المعركة الكبرى لتحرير مدينة الرقة والتي استمرت لمدة 166 يوماً.
مشاركة فصائل من أبناء مدينة الرقة في تحرير المدينة رغم إمكانياتهم البسيطة، وعدم تمرسهم في المعارك لم يؤثر على سير المعارك ضمن حملة غضب الفرات فحسب, بل مكنت القوات من التعرف على جغرافية المنطقة للإسراع في تحريرها من قبضة مرتزقة داعش, ولم تثنيهم تضحياتهم عن المواصلة إلى حين تحرير مدينتهم بتاريخ 20 تشرين الأول 2017.
تسليم المدينة والعودة إلى حدود المدينة الإدارية