آخر مدنيي الباغوز يتحررون من الظلام

تواصل قوات سوريا الديمقراطية رسالتها الإنسانية بتحرير المدنيين من قبضة مرتزقة داعش الذين انغمست حياتهم بالظلام في ظلّ حكم داعش وما فرضته عليهم من قوانين مجحفة… فحررت الدفعة الأخيرة من عوائل المرتزقة وقادتهم إلى مخيم الهول، في حين تسلم قيادات داعش وأعضاؤها أنفسهم لقسد ويروون تفاصيل انضمامهم وعلاقة الاحتلال التركي بداعش…..

مركز الأخبار ـ وصلت دفعة جديدة من عوائل مرتزقة داعش إلى مخيم الهول الواقع 45 كم شرقي مقاطعة الحسكة, ممن كانوا قد بقوا في آخر جيب لداعش في قرية الباغوز التابعة لمنطقة هجين في الريف الشرقي لدير الزور.

وبحسب مراسل وكالة هاوار في مخيم الهول بأنه قدو وصل إلى الآن أكثر من 23 شاحنة صغيرة وبعضها كبيرة مزودة بمقطورة إلى مخيم الهول تحمل ما يقارب الـ 1300 نازح بينهم عوائل مرتزقة داعش من جنسيات مختلفة غير السورية, قادمين من قرية الباغوز، أغلبهم نساء وأطفال.

وأشار إلى أن فور وصول الوفدين إلى المخيم سارعت إدارة مخيم الهول على الفور بكافة أقسامها الاغاثية والخدمية, لتقديم المساعدة إلى الوافدين, كما وسارعت فرق الهلال الأحمر الكردي أيضاً إلى معالجة المرضى وتقديم الخدمات الصحية, إلى جانب نقل العشرات من النساء الحوامل والمسنين إلى مشافي مدينة الحسكة.

وبحسب ما أشار اليه الإداريون في مخيم الهول والمسؤولون عن عملية إحصاء الوافدين؛ فإن أغلب الوافدين هم من الجنسية التركية, الروسية, العراقية, وسوريين من مدينة حلب, حماة, إدلب, الرقة, والباب.

هذا ولم يستطع مراسل وكالة هاوار حتى لحظة إعداد الخبر من الحصول على الإحصائية الأخيرة التي قد وصلت إلى المخيم في هذه الدفعة؛ نظراً لاستمرار عملية الإحصاء من قبل إدارة المخيم والجهات الأمنية المعنية بالإحصاء, وتأتي هذه الدفعة كالثالثة من نوعها التي وصلت للمخيم والتي سبقتها خلال الأيام الماضية والتي وصل خلالها ما يقارب الـ 2800 شخص من عوائل مرتزقة داعش.

ومن جانبه؛ كشف المرتزق ابرار محمد الذي توجه من السويد إلى سوريا عبر الأراضي التركية، تفاصيل تحالف ما يسمى الجيش الحر مع مرتزقة داعش وهجومهم على عفرين تحت اسم الجيش الحر، والدعم الذي قدمته الدولة التركية لداعش وتلقي معظم قيادات داعش العلاج في المشافي التركية وذلك بالتعاون مع الاستخبارات التركية.

وتبدأ قصة هذا المرتزق مع عزمه السفر إلى سوريا للقتال فيها عام 2013، ولكنه كان بحاجة إلى شخص ينسق مع الأمر حتى يصل إلى تركيا ويعبر منها إلى سوريا. ولذلك؛ نسق مع أحد الأشخاص من أنطاكيا التركية والذي كان على تواصل مع المجموعات الإرهابية والمرتزقة على الجانب الآخر للحدود (داخل سوريا). محمد لا يتذكر اسم هذا الشخص، ولكنه قال بأن هذا الشخص طلب منه التوجه إلى مطار اسطنبول، وأن يتواصل معه فوراً بعد وصوله، وهذا ما حدث، إذ تواصل محمد بعد نزوله من الطائرة مباشرة مع ذاك الشخص، والتقى به ورافقه إلى محطة الحافلات ليتنقل من اسطنبول إلى هاتاي التركية. وبعد ساعات من وصوله إلى ولاية هاتاي، التقى مع المنسق ليبدأوا السفر إلى الأراضي السورية عبر طريق الريحانية. وأكد أنه خلال رحلته إلى سوريا وبالضبط إلى مدينة إدلب لم يلتقي بأي دورية أو قوات أمنية تركية على الطريق وعلى الحدود أيضاً، وهذا ما جعله يدخل بكل سهولة إلى الأراضي السورية. وأشار إلى أنه خلال عبوره إلى الأراضي السورية التقى بعدد كبير من الأجانب ومجموعات غالبية أعضاءها يحملون الجنسية التركية.

ووصف محمد الأوضاع في إدلب أثناء دخوله إليها عبر معبر باب الهوى، بمعرض المجموعات المرتزقة وقال: “كانت هناك العديد من المجموعات التي تسيطر على المنطقة.. كانت كمعرض .. كانت التسميات مختلفة وكل واحدة منها كانت تطالبني بالانضمام إليها”.

والتقى محمد في إدلب مع أصدقاء له من السويد هم أيضاَ دخلوا سوريا عبر الأراضي التركية وانضموا إلى المجموعات الإرهابية، وبعد لقاءه معهم انضم إلى كتيبة ما تسمى بـ “المهاجرين الانصار” وجميع عناصرها كانوا من الأجانب قيادات داعش يتلقون العلاج في المشافي التركية.

محمد الذي كان يعمل كسائق لسيارة إسعاف في السويد، وأثناء تواجده في مدينة الرقة، التقى بالمرتزق أبو مصعب السويدي الذي أوكل له مهمة إدارة سيارات الإسعاف في المدينة، وبذلك كان محمد على دراية بكل المرتزقة الذين كانوا يتعالجون في سوريا وكذلك الذين يتم نقلهم إلى تركيا عبر سيارات الإسعاف لتلقي العلاج. وكشف محمد عن الشخصيات التي كان يتم إرسالها إلى تركيا من أجل تلقي العلاج في مشافيها، ويذكر المرتزق ابو حافظ المغربي، وكان أحد القيادات البارزة لداعش، ويروي تفاصيل عبوره إلى تركيا، ويقول: “في أحد الأيام تلقى أبو مصعب السويدي طلباً من لجنة الهجرة التي تهتم بشؤون دخول وخروج المرتزقة الأجانب، لإرسال القيادي أبو حافظ المغربي إلى الأراضي التركية لتتم معالجته هناك، بعد أن أصيب برصاصة كلاشينكوف في رجله اليمنى”. وأكد أنه تم نقل أبو حافظ المغربي إلى داخل الأراضي التركية عبر التعاون مع الاستخبارات التركية، وبقي هناك يتلقى العلاج عدة أشهر، وبعد انتهاء العلاج تمت إعادته إلى سوريا مرة أخرى. وكونه كان مسؤولاً عن سيارات الإسعاف، قال محمد بأنهم لم يكونوا ينقلون كافة الجرحى إلى داخل تركيا؛ وذلك لأن العلاج هناك كان يتم بالتعاون مع الاستخبارات التركية، لذلك كانوا ينقلون فقط القيادات والشخصيات المهمة التي تستطيع حفظ السر ولا تكشف عن التعاون مع الاستخبارات التركية.

بعد أن ضيّقت قوات سوريا الديمقراطية الخناق على داعش خلال حملة تحرير مدينة الرقة عام 2017، انتقل المرتزق ابرار محمد إلى الميادين. ولكن؛ نظراً لأنها كانت تتعرض لقصف قوات النظام توجه من هناك إلى بلدة هجين في ريف دير الزور على الضفة الأخرى لنهر الفرات، ومع استمرار حملة عاصفة الجزيرة بالقرب من هجين، سلّم المرتزق ابرار نفسه إلى قوات سوريا الديمقراطية.