حوار: آزاد كردي –
تعد مدينة منبج واحدة من أكثر المدن السورية غنى بالآثار وتنوع بالتاريخ منذ الأف الثالث قبل الميلاد، كما وتحفل بمخزون ثقافي تجسده بها آثارها المتناثرة في كل بقعة منها. وتطرح في كل آونة العديد من التساؤلات عن إجابات شافية لكثير من المواقع الأثرية بمنبج بيد أن قلة الخبراء هذا المجال كان السبب وراء ذلك. وبهذا الصدد، التقت صحيفتنا “روناهي” بالخبير الأثري في مديرية الآثار بمدينة منبج وريفها والحاصل على إجازة جامعية في كلية الآثار في الجامعة اللبنانية الفرع الأول أوديسكو، وعضو في البعثة السورية الفرنسية المشتركة والبعثة الدنماركية، وعضو في عدة بعثات في بيروت القديمة؛ عبد الوهاب الشيخو. وكان الحوار التالي:
ـ تتمتع منبج بكنوز تاريخية من الحضارات المتنوعة لاسيما في مرحلة ما قبل المسيح التي تتسم بالغنى وقلة المصادر؟، فهل توضحون أبرز هذه الحضارات؟
كانت كركميش عاصمة لحضارة الحثيين، أي مدينة جرابلس الحالية التي تبعد عن مدينة منبج 35 كم تقريباً. وتجسد ذروة الصراع المحتدم عموماً بين الحثيين والمصريين، واصطدامهما مع بعضهما في معركة قادش. وبالتأكيد تبرز أهمية تاريخ هذه المنطقة من خلال المصادر الثانوية وعمل البعثات في تل برسيل وتل أحمر الآشوريتين إضافة إلى المدونات وبشكل مادي تكشف عن حضارة هذه المنطقة التي تعود إلى قبل الآلف الثالث أو الرابع أو الخامس قبل الميلاد. النافل القول، إن هناك سويات أثرية من خلال عمل بعثات الأثرية في تل الحلوانجي، إذ مثلت اكتشافات للعصر البرونزي الوسيط في الفترة الآشورية. إذن كان هناك تمازج حضاري يمثل في الصراع بين الآشوريين والحثيين والمصريين، وتأثير هذا الفن واضح في حضارة مدينة منبج.
ـ يبدو ظاهرة التأثر واضحة على كل من المصريين والحثيين بمنبج، بالشعائر والطقوس الدينية، أيهما برأيك تأثر بالآخر؟