توحيد اللباس المدرسي.. قرار إيجابي لغرس شعور الانتماء للمدرسة

تقرير/ ليكرين خاني-

روناهي/ كركي لكي- قرار توحيد اللباس المدرسي في شمال وشرق سوريا خطوة أساسية لنشر الوعي ومنح الطلبة الشعور بالانتماء إلى المدرسة إضافة إلى إلغاء الطبقية الاجتماعية بين الطلاب.

غرس الانضباط بين الطلبة أمر ليس باليسير فمن مهمة الإدارة ضبط الطلبة ضمن المدارس من كافة النواحي منها السلوكية والأخلاقية والتعليمية، لا سيما إذا كان من الناحية الشكلية، فمن المؤكد ضبطهم سوف يتم من خلال توحيد الزي المدرسي، فهي خطوة نحو الحد من الطبقية الاجتماعية بالإضافة إلى الحد من التشتت الذهني لدى الطلبة وتوجيه تركيزهم نحو الدراسة، وهذا ما توصلت إليه هيئة التعليم والتربية في شمال وشرقي سوريا، للحصول على نتائج إيجابية تحث الطلبة على الانضباط والشعور بالانتماء إلى المدرسة وغيرها الكثير من الإيجابيات، وفي هذا الإطار كان لصحيفتنا روناهي لقاءً مع إدارة لجنة التربية والتعليم في ناحية كركي لكي وبعض الأهالي لأخذ آرائهم حول توحيد الزي المدرسي.

“الالتزام بلباس موحّد يُعمّق التركيز على التعلم“

توحيد اللباس له إيجابيات من الناحية الأخلاقية والتربوية من حيث خلق فكرة المساواة بين الطلبة وخاصةً من الناحية المادية بحيث يتساوى الطلاب من كافة الطبقات ولا يتحسس أو يتشكل رادع أو خجل أو الشعور بالنقص لدى الطالب ذو الإمكانيات المادية الضعيفة، هذا ما أكده الناطق باسم لجنة التربية والتعليم في ناحية كركي لكي إحسان شبلي، وبين بأن عدم الالتزام بزي مدرسي موحد يؤدي إلى زيادة الانشغال بنوع وشكل الملابس يومياً في المدرسة، خاصةً الطلاب في الأعمار الكبيرة، لذلك من مزايا الزي المدرسي الموحد أنه يساعد الطلاب على زيادة تركيزهم على الدراسة بدلاً من الانشغال بمظهرهم في المدرسة أمام زملائهم، وبالتالي قد يشجع الزي المدرسي على توفير الجهد الذهني وتوجيهه للدراسة والتعلم، وأردف بالقول: “نحن بدورنا نثني على هذا القرار، بالإضافة إلى أنه سوف يقلل الحاجة  للإداريين والمعلمين ليكونوا شرطة ملابس داخل المدرسة لضبط لباس الطلبة، وسوف تكون الإدارة العامة حريصة على توفر اللباس المدرسي في جميع الأسواق وبأسعار تناسب القدرة الشرائية لجميع شرائح المجتمع”.

المظهر الموحّد يُلغي الطبقيّة الاجتماعية

وفي السياق ذاته التقت صحيفتنا بأهالي الطلبة ومنهم يحيى صالح الذي أيد بدوره قرار توحيد اللباس المدرسي وأكد على أن هذا القرار سوف يساعد على سير عملية التعليم بشكل أفضل، مضيفاً بالقول: “في الحقيقة أغلب الطلبة في وقتنا الحالي يستخدمون اللباس كطريقة للتعبير عن مستواهم الاجتماعي، فيرتدون ماركات معينة تجعل من حولهم يحكمون عليهم بأنهم ينتمون إلى طبقة اجتماعية أعلى من غيرهم، وهذا النوع من التباهي باللباس داخل المدارس يشكل نوعاً من الغيرة من جانب أقرانهم الذين ليسوا قادرين على امتلاك هذا النوع من اللباس، ونتيجةً لذلك فأن الزي المدرسي الموحد قد يقلل نسبة التنمر والاستهزاء بين الطلبة ويلغي الطبقية الاجتماعية ويسهم في توحيد الفكر والتوجه، وهو التردد إلى المدرسة بهدف التعلم فقط لا غير”.

خلق الانتماء تجاه السلك التعليمي

ومن جانبها أكدت معلمة اللغة الكردية في كركي لكي رنا محمد أن توحيد الزي المدرسي يسهم في الشعور بالانتماء تجاه المدرسة، مبينةً بأن التشابه والتقارب الذي يجمعهم سيجعلهم يشعرون بالمسؤولية تجاه المدرسة وبالتالي تزداد الثقة والاحترام بين الطلاب ويساعد على ضبط الطلبة من الناحية الفكرية والشكلية، واختتمت بالقول: “الحد من عدم الالتزام بزي موحد يجعل المجتمع يفرق ما بين الطلبة والمعلمين أمر لا بد منه، فالالتزام باللباس يحفز شعور الطلبة بالانتماء إلى مجتمع مدرسي وتعليمي، بالإضافة لما له من إيجابيات في ابتعاد أجيالنا من تقليد الموضات الغير متوافقة مع أخلاق مجتمعنا وثقافتنا، وبالتالي سوف نتمكن من تمييز الطالب سواءً بالمدرسة أو في الوسط الاجتماعي كونه طالب مدرسة”.