المنظمات الدوليّة بصمتها أصبحت شريكة بقتل وتهجير الشعب السوري

قال الحقوقي محمد سعيد الذي وثّق ممارسات الاحتلال التركي في عفرين، إن الأخير ارتكب مجازر حرب في شمال وشرق سوريا واستخدم أسلحة محرمة دولياً، مؤكداً أن الأمم المتحدة بصمتها على هذه المجازر فقدت مصداقيتها.

تستمر ممارسات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في مختلف مناطق المحتلة، وفي هذا السياق أجرت وكالة أنباء هاوار لقاءاً مع الحقوقي في ديوان العدالة الاجتماعية في إقليم عفرين محمد سعيد، الذي وثّق جرائم الاحتلال التركي.

مجازر حرب!!!

وفي بداية حديثه أشار محمد سعيد أن الاحتلال التركي ومرتزقته ارتكبوا العديد من مجازر الحرب وخالفوا القوانين الدولية منذ بدء هجومهم على شمال وشرق سوريا وخصوصاً في مدينتي سريه كانيه وكري سبي/ تل أبيض.

ولفت سعيد إلى أن جيش الاحتلال استخدم الأسلحة المحرمة دولياً بحق أبناء هذه المنطقة، كما استهدف الأطقم الطبية التي تنقل الجرحى والمصابين، إلى جانب استهدافه للمشافي والنقاط الطبية، عدا عن استهدافه المباشر للأطفال والنساء.

تشدُّ على يدِ الطغاة لإكمال مسلسل الجرائم

وعبّر سعيد عن أسفه للصمت الدولي والمنظمات الأممية التي تُرتكب هذه الجرائم أمام أنظارها وتم توثيقها عبر الكاميرات.

وأضاف بالقول: “من المؤسف أن تستمر الجرائم والانتهاكات بحق السوريين إلى ما لا نهاية وأمام أعين المنظمات الدولية التي أصبحت شريكاً في سفك وقتل وتهجير الشعب السوري كرداً وعرباً وسرياناً وآشور، لا بل أصبحت تشد على يد الطغاة لإكمال مسلسل الجرائم”.

وأوضح محمد سعيد أن الاحتلال التركي ينتهك القوانين الدولية في جميع المناطق التي يحتلها من جرابلس والباب وإعزاز وإدلب، وتابع قائلاً “في عفرين أجبر جيش الاحتلال التركي السكان الأصليين على الهجرة عنوة رغم المطالبات المستمرة من قبل الهيئات ومنظمات المجتمع المدني لإيقاف هذه الانتهاكات والمجازر التي تتكرر يومياً في كل أنحاء عفرين”.

ووثق محمد سعيد ممارسات وانتهاكات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين منذ بدء الهجمات عليها في كانون الثاني من عام 2018.

وأكد أنه منذ ذلك الحين، استشهد وجرح ما يزيد عن ألف شخص من سكان عفرين في قصف الاحتلال التركي، واختطاف نحو 6 آلاف شخص من كلا الجنسين، وتهجير أكثر من 300 ألف شخص، وقطع ما يزيد عن 150 ألف شجرة زيتون و 15  ألف شجرة صنوبر ومئات الآلاف من الأشجار المتنوعة.

وأشار أن هذه الممارسات تضاف إلى الممارسات الأخرى مثل حالات الاغتصاب، الخطف والسلب والنهب وابتزاز من تبقوا في عفرين وفرض الإتاوات عليهم، عدا عن نهب مواسم الزيتون وأشجار الفاكهة ومحاصيل الخضار ونقلها إلى تركيا لبيعها هناك.

نِفاق الأمم المتحدة..

ولفت محمد سعيد إلى نفاق الأمم المتحدة والمنظمات التي تدّعي الإنسانية وتساءل “هل من المعقول أن يتم تهجير 300 ألف نسمة من سكان المنطقة الأصليين لتوطين آخرين في منازلهم تحت مسمى منطقة آمنة. أي قانون دولي يجيز هذه الممارسات؟. هل يعقل أن يتم تهجير 70 ألف طفل من منطقتي سريه كانيه وكري سبي بحسب ما وثقته منظمات الأمم المتحدة دون أن تتحرك منظمات الطفولة ؟ هل من المعقول أن تقصف دولة تريد نشر السلام وإنشاء منطقة آمنة، الأطقم الطبية للهلال الأحمر؟”.

وعبّر الحقوقي محمد سعيد عن خيبته من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو وغوتيرس إلى تركيا ولقاءه بأردوغان الذي انتهك كافة القوانين الدولية التي يدعي غوتيرس حمايتها، وقال “للأسف الشديد باتت المنظمات الدولية أسيرة القرارات السياسية وتتحرك وفق مصالح القوى العظمى ووراء مصالحها المادية وتطبيق أجندات سياسية مدمرة على شعوب المنطقة الأصيلة”.

وأشار سعيد أن بقاء المنظمات الأممية الدولية والأمم المتحدة على هذه الحال سيؤدي إلى فقدانها المصداقية وقال إن أمريكا وحلف الناتو حاربوا العراق بحجة الأسلحة الكيماوية ولكن تركيا قصفت سريه كانيه بالفوسفور الأبيض وهناك أدلة على ذلك ولكن يبقى المجتمع الدولي صامتاً وترفض منظمة حظر الأسلحة التحقيق باستخدام هذه الأسلحة المحرمة دولياً.

وفي ختام حديثه قال الحقوقي محمد سعيد إن ما يجري في سوريا منذ عام ،2011 وحتى الآن ومقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتهجير الملايين يؤكد عجز المنظمات الدولية عن إيجاد الحلول للأزمات.