عملت تركيا منذ بداية الأزمة السورية إلى خلق فصائل مرتزقة تنفذ المخططات التركية على الأرض السورية، وتعمل تلك الفصائل المرتزقة على تنفيذ الأوامر التركية ومخططاتها، وقد وثقت خلال العمليات العسكرية التركية وبمساندة فصائلها الآلاف من الجرائم التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.
وخلال الأزمة السورية وخاصة في الفترة الأخيرة أصبح ظاهراً للعيان ما تقدم عليه الفصائل المرتزقة لتركيا وخاصة ما يعرف باسم الجيش الوطني في المدن السورية وخاصة في منطقة الشمال السوري، حيث تبدأ تلك الفصائل المرتزقة أعمال النهب والسلب والقتل والتشريد وطرد السكان الاصليين فضلاً عن الاختطاف وتشويه الجثث، ولعل الفيديوهات التي يوثقها هؤلاء المقاتلون لا تحتاج إلى إثبات، إذ دأبت هذه الفصائل على توثيق عمليات الانتهاك بالصوت والصورة، وأخيراً وثق مقاتلون من الفصائل المرتزقة التي تحمل الطابع الداعشي في تصرفاتها عملية اختطاف مقاتلة من قوات سوريا الديمقراطية وهم يتبادلون الحديث حول عملية الذبح.
سرقة ونهب
وبعد أن اطلق الاحتلال التركي عدوانه الأخير على مناطق شمال شرق سوريا، ذكر بعض النشطاء عن قيام ما يسمى بمرتزقة الجيش الوطني “داعش الجديد” بحالات سرقة ونهب واسعة وبخاصة للمنازل والممتلكات الخاصة، في المنطقة الواقعة بين سري كانية- رأس العين وكري سبي، تل أبيض وهي المنطقة التي استهدفها العدوان التركي، إذ يعمد بعض المرتزقة على الكتابة على الجدران لتخصص كممتلكات منهوبة والاستيلاء عليها، وأحيانا يقوم بعض مقاتلو إحدى الفصائل بكتابة اسم الفصيل على جدران المنازل أو المحال التجارية من أجل حسم السيطرة على هذه الأملاك وعدم قدوم أي فصيل آخر لكي يستولي عليها.
واستولى خلال العملية التركية في شمال شرق سوريا، المسلحون على جميع المنازل والمحال التجارية، فيما تم طرد أكثر من مئتي ألف شخص من مدينة سري كانيه- رأس العين وما حولها، ولم يختلف حال مدينة كري سبي عن حال شقيقتها.
أما من ناحية التصفيات الجسدية والإعدامات الميدانية فكانت الأبرز في سجل الانتهاكات فيديو يظهر مسلحين ينتمون إلى فصيل ما يسمى بـ«الجيش الوطني السوري» وهم يقومون بإعدام تسعة مدنيين رمياً بالرصاص في شمال وشرق سوريا، إضافة إلى التمثيل بجثث الشهداء وتذكر المصادر أن الأشخاص الذين نفذوا الإعدامات الميدانية يتبعون لفصيلين وهم أحرار الشرقية والسلطان مراد.
وكان الفيديو الأكثر صدمة في هذه الحرب، تباهي المرتزقة بقتل الأمين العامة لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف ويصفونها بألفاظ مسيئة، وكذلك التمثيل بجثة الشهيدة أمارا إحدى مقاتلات وحدات حماية المرأة وأعادت هذه الممارسات الذاكرة إلى عملية احتلال عفرين في 2018 واقدام عناصر الفصائل المرتزقة على التمثيل بجثة المقاتلة بارين كوباني .
تهجير جماعي
وتشير تقارير حقوقية إلى أن الفصائل التي اجتاحت شمال شرق سوريا، هي ذاتها الفصائل التي اجتاحت مدينة عفرين، إذ اعتقلت ما يقارب خمسة آلاف شخص من مدينة عفرين، فيما ارتكبت تصفيات جسدية لمدنيين ألصقت بهم تهمة الانتماء إلى وحدات حماية الشعب.
ويؤكد ناشطون أن هذه الفصائل، أحرقت الآلاف من أشجار الزيتون في مدينة عفرين الشهيرة بزراعة الزيتون، فيما صادرت ممتلكات المدنيين في المدينة وريفها، في عملية ممنهجة، فضلاً عن عمليات التهجير الجماعي للسكان الأصليين.
اعداد/ مصطفى الخليل
