سياسات روسيا ترسخ الاحتلال التركي وجرائمه

روناهي/الشهباء- المواقف الروسية في سوريا عامة وفي شمال وشرق سوريا خاصة، تبدو متباينة وغير متزنة في الفترة الأخيرة، رغم التناقضات الظاهرة بين الطرفين وعدم إيفاء تركيا بالتزاماتها في مناطق خفض التصعيد، و تسير بالتوازي مع اتفاقيات سرية بين الدولتين في ظروف إقليمية ودولية متوترة، ربما تسير بالمنطقة إلى حرب كبرى. وتمكن الاحتلال التركي من الاستمرار في جرائمه واحتلاله الجائر.

 وفي ظل التوازن السياسي والميداني الهش، تستمر تركيا بانتهاكاتها في عفرين وباقي المناطق وتعمل على تتريك المنطقة وتغير ديمغرافيتها لصالح تركيا والجماعات المرتزقة المرتبطة بها، وتعيد روسيا تموضع قواتها في تل رفعت نهاية الشهر المنصرم، الهدف كان حماية المدنيين هناك، لكن منذ ذاك الحين تعرضت المدينة لثلاث هجمات بالقصف الصاروخي والمدفعي من قبل تركيا ومرتزقتها في إعزاز ومارع، وتسبب باستشهاد مدنيين وجرح عدد أخر.

هذه التطورات والسياسة الروسية غير الواضحة في المنطقة والتي بدأ النظام السوري هو ذاته يتحسس مدى ضررها على وحدة سوريا يثير العديد من التساؤلات في ذهن المدنيين السوريين وعلى وجه الخصوص أهالي عفرين في الشهباء.

وفي هذا السياق اعتبر الرئيس المشترك لمجلس مقاطعة الشهباء المحامي عماد داود أن السياسة الروسية الحالية في المنطقة ستقود سوريا إلى التقسيم ولن تجلب السلام للمنطقة في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال التركي في مناطق الشهباء المحتلة وعفرين، وقال: ما تم ممارسته في عفرين هي جريمة بحق الإنسانية، مضيفاً: “لكن المقاومة التي انتهجها هذا الشعب انتصرت في المرحلة الأولى من مقاومة العصر، وستنتصر في مرحلتها الثانية وما خروج الآلاف من أبناء عفرين والشهباء بعد مضي سنة ونصف على احتلال عفرين في تظاهرات ضد الاحتلال إلا دليل على تمسك هذا الشعب بحقوقه وارضه التاريخية”.

 وأدان الرئيس المشترك لمجلس مقاطعة الشهباء الموقف الروسي حيال ما تعرضت له مدينة تل رفعت من قصف قبل أيام وتساءل عن جدوى وجود القوات الروسية في تل رفعت “إن دولة روسيا ربما وضعت نقاطها في تل رفعت لحماية دولة الاحتلال التركي وليس لحماية المدنيين هناك، ولم تحرك هذه القوات الروسية الموجودة في تل رفعت ساكناً ولم تصدر أي بيان إدانة أو ما شابه ذلك”.

ورأى المحامي عماد داود أن السياسة الروسية المتبعة في سوريا لا تتوافق مع تطلعات الشعب السوري بالقول: “السياسة الروسية في هذه المرحلة لا تراعي مصالح شعوب سوريا وإنما تتماشى مع مصالحا الخاصة في المنطقة، وهذه السياسة الروسية ستضر بالدولة السوري ووحدة الأراضي السوري وسيادتها”.

وقالت الرئيسة المشتركة لمجلس مقاطعة عفرين على هامش التظاهرة التي قام بها أهالي عفرين والشهباء يوم السبت ضد انتهاكات دولة الاحتلال التركي في عفرين لصحيفتنا، أن مخططات الاحتلال التركي ظاهرة للعيان، ولا تقتصر انتهاكاتها على عفرين وشعبها فقط بل تعدتها إلى باشور كردستان عبر هجمتها الأخيرة على قرى المدنيين في برادسوت وباقي مناطق باشور كردستان، وتابعت “من هذا المنطلق ننظر إلى مخططات دولة الاحتلال التركي ونعتبرها أنها تهدد الوجود الكردي في جغرافية كردستان عامة، وعفرين خاصة باعتبارها قوة احتلال تعمل على تغير ديمغرافية المنطقة وتتريكها”.

وأوضحت شيرين موقف مجلس عفرين من الجانب الروسي الذي كان له الدور الرئيسي لاحتلال تركيا لعفرين بالقول: “روسيا ساهمت بشكل مباشر في دعم سياسات تركيا الاحتلالية في سوريا، وهي المعنية بالدرجة الأولى في كبح لجام الاحتلال وانتهاكاتها في شمال وشرق سوريا عامة وعفرين على وجه الخصوص”

هذا ويتعرض المدنيون في عفرين لانتهاكات يومية من قبل مرتزقة الاحتلال التركي، وتشمل هذه الانتهاكات القتل العمد والخطف بهدف دفع الفدية والتغير الديمغرافي بالسطو على منازل المدنيين بقوة السلاح، ووفق إحصائيات حقوقية أنه حدث أكثر من 230 انتهاك خلال 40 يوماً فقط في عفرين، منها توثيق مقتل خمس مدنين كرد بشكلٍ متعمد.