نوروز الحرية وتحطيم الاحتلال

آزاد كردي –

جاء محملاً بروح النضال التي زادت من جماليته المستمدة من ألوان الربيع؛ فنسجت شعوب شمال وشرق سوريا خيوطه بلون المقاومة والتصدي للاحتلال التركي، والقضاء على مرتزقة داعش في آخر معاقله؛ فبات حديقة غنّاء مزدانة بالورود والأزاهير.. إنه نوروز 2019م الذي اتخذ طابع المقاومة؛ ليغدو نوروز الحرية للشعوب المحتلة….

مركز الأخبار ـ أصدرت حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM بياناً للرأي العام وخاصة الشعب الكردي والكردستاني وشعوب العالم بمناسبة نوروز 2019، وأشارت فيه: “نوروز هو يوم الحرية والمقاومة، يوم نعيشه كل يوم، نباركه لشعبنا الكردي والكردستاني وشعوب العالم”.

وأوضحت حركة المجتمع الديمقراطي عبر بيان التهنئة: “في كل عام نحتفل بنوروز عيدا للانعتاق والحرية، نعبر فيه عن رفضنا للظلم والديكتاتورية، نعيشه عام ونحتفل به في يوم”.

وبيّنت: “نوروز ليس يوماً عادياً في حياة شعبنا وشعوب المنطقة؛ لما له من دلالة تاريخية عظيمة ومؤثرة في حياتنا منذ أكثر من 2600 عام، وقد جعلناه كشعب حياً “خالداً” من كاوا الحداد إلى كاوا العصر وأوجلان الحرية، وليلى كوفن المقاومة التي تحولت مقاومتها لفلسفة مقاومة لتحطيم العزلة المفروضة على القائد أوجلان، بل ستتحول كل المناسبات والمواقف وسائل لتحقيق الحرية للقائد وكل سجناء الرأي، فلم تعد ليلى كوفن مجرد شخص، بل فلسفة مقاومة سلمية راقية لتحقيق أهداف أرقى وأسمى”.

وأوضحت حركة المجتمع الديمقراطي: “لقد أصبح نوروز روحاً نعيشه في كل مكان، من السجون إلى الجبال، القرى، والمدن وكل ساحات العالم”. وبيّنت: “نستقبل نوروز هذا العام ونحن نحطم قيود الإرهاب الفكري والجسدي، نعيش لحظات نصر تاريخي مشابهة لإسقاط كاوا الحداد لديكتاتورية الظلم، وتحطيم الشعب لقلعة الارهاب والقتل ورفع راية الحرية ناراً من قلب قصر الظالم الديكتاتور”.

وتابع البيان: “إننا في حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM مستمرون في نضالنا الديمقراطي المجتمعي السلمي البناء، بتنظيم مجتمع حر يتكاتف ويتحد حراً في وجه النظم والقيود التي تمنع وتعرقل التطور الاجتماعي ونعمل على إزالة كافة أشكال التمييز والفرقة بين أبناء المجتمع على أساس فلسفة الأمة الديمقراطية والعيش المشترك بين كافة الشعوب والأديان والمذاهب والمعتقدات، لنكون بنية اجتماعية متينة خالية من كل أشكال التلوث الفكري، لنصل لمجتمع أيكولوجي لائق بروح نوروز وجوهر هذا اليوم، لتصبح كل أيامنا نوروزاً”.

وباركت TEV-DEM قدوم نوروز على كافة الشعوب وقالت: “لا يسعنا بهذا اليوم المبارك إلا أن نهنئكم شعوباً متحدة متعايشة مع روح نوروز الحرة، وندعو شعوبنا كافة للوحدة والعيش المشترك أحراراً بثقافتهم وقناعاتهم ومعتقداتهم التي نكن لجميعها كل الاحترام”.

وأكدت حركة المجتمع الديمقراطي: “سنجعل كل العام نوروزاً ضد الاحتلال في كل مكان، سنجعل نوروز اساساً لتحرير عفرين من الاحتلال التركي وتحرير كل شبر من أرضنا المحتلة في روج آفا وباكور وباشور وروجهلات كردستان، عفرين ستعود حرة وأجمل، والاحتلال زائل لا محال”.

واختتمت حركة المجتمع الديمقراطي بيانها: “دمتم أخوة في هذه الارض المباركة بروح نوروز، عاشت أخوة الشعوب، عاش نوروز يوماً للمحبة والحرية والسلام”.

وفي هذا السياق؛ نظمت الإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها؛ احتفالاً بعيد النوروز الذي تحتفل به شعوب شمال وشرق سوريا كافة؛ لأنه يمثل جذوة السلام العالمي. هذا واحتفل أهالي مدينة منبج بهذه المناسبة، منذ ساعات الصباح الباكر الذين توافدوا على الملعب البلدي الواقع بالقرب من الحديقة العامة، في وسط مدينة منبج.

ووسط إجراءات وتدابير أمنية مشددة، غير مسبوقة، انتشرت العديد من الحواجز الثابتة والمتحركة، شملت مناطق الريف والمدينة، لتأمين الاحتفالات التي تشهدها المدينة.

وشملت الاحتفالية؛ إيقاد النار معلنة بدء الاحتفال، ومن ثم ألقيت كلمات بهذه المناسبة، من قبل إدارة شمال وشرق سوريا، وأمينة عام حزب سوريا المستقبل؛ أكدت في مجملها على السلام الذي يعبر في طياته؛ اجتماع كل المكونات للاحتفال، بينما كان في سنوات قليلة؛ الاحتفال، خاصاً بالكرد فحسب. وكل الفضل في ذلك، يعود لفلسفة قائد الشعوب أوجلان الذي من المؤكد، أنه يحتفل بعيد النوروز. لكن؛ على طريقته هو. وكما ضمت الفعاليات وصلة غنائية؛ تابعة لفرقة الثقافة والفن في مدينة منبج، إضافة إلى إحياء فرقة التراث من مدينة الرقة فلكلور شعبي من قبل الفنان ملك اليتيم، إلى جانب عرض مسرحي مقدم من لجنة الثقافة والفن في المدينة. فضلاً عن وصلة رقص للفلكلور الشركسي. واختتمت الفعالية بوصلة للرقص الشعبي من قبل جميع أهالي منبج.

وأجرت صحيفتنا “روناهي” عدداً من اللقاءات مع المواطنين؛ للتعرف على آرائهم بهذه المناسبة. بالنسبة للمواطن ابراهيم الماشي، فأكد أنه سعيد بحضوره إلى هنا للمشاركة في عيد النوروز. وأضاف: “ففي هذا اليوم، أشرقت شمس الحرية على كل ربوعنا، كاسرة قيود المستبدين، أينما كانوا. وأنا شاركت بهذا الاحتفال؛ لأني أرفض العنصرية، وأثمن مبدأ الاحترام المتبادل بين الشعوب، على اختلافها، فلكل مكون؛ الطقوس والشعائر الخاصة به. لذا؛ أدعو من مكاني هذا إلى نشر ثقافة القبول والاحتواء، لا ثقافة التشدد والتطرف. كما أدعو أهالي منبج؛ للمشاركة اليوم؛ لأن عيد النوروز؛ ثقافة اجتماع وسعادة لكافة مكونات الشعب السوري، ضمن روح المحبة والأخوة والتسامح، والتمسك بتراب الوطن الجميل الغالي على قلوبنا”.

أما بالنسبة للمواطنة أسماء رمو؛ فأشارت إلى سعادتها الكبيرة لوجودها بين أحبائها في هذا الكرنفال الكبير، الذي يضم فعاليات فنية وغنائية مختلفة. وأضافت: “وأنا على شوق كبير لرؤيتها، ومشاركة الجميع اللحظات الجميلة. أدعو أهالي منبج للمشاركة بالاحتفالية، كي نثبت للعالم بأسره، بأن قيم الأمة الديمقراطية، تغرس فينا، فليس الكرد وحدهم من يحتفلون بهذا اليوم، وإنما جميع المكونات؛ لنعبر عن فرحتنا في رفع الظلم الذي بذله كاوا حداد عن شعبه فيما سبق. ولا يزال الكرد إلى يومنا هذا، يحملون هذا الفكر النبيل؛ لتخليص البشرية من الظلم أجمع. فما قيادتهم للحملة العسكرية؛ تجاه المرتزقة المتطرفين من داعش، ومقاومتهم الباسلة التي يبذلونها ببطولة لا نظير لها؛ لتحرير العالم من مبعث الظلم والتكفير”.

المواطن فايز حيدر أكد: “في هذا العيد، ترتسم مظاهر البهجة على محيا وجوه الأطفال والنساء والرجال. في هذا اليوم تتعانق فيه أرواح الخير، وتأفل أرواح الشر؛ لأن كاوا الحداد؛ استطاع في مثل هذا اليوم؛ أن يدافع بكل بسالة عن أبناء جلدته، وكل شعوب المنطقة، فكان رمزاً للسلام والمحبة والتسامح، ونبذ الكره والحقد”.

ولأول مرة بعد خمس سنوات من الحرمان وتهجير مرتزقة داعش للمكون الكردي، المسيحي والأرمني من مدينة الرقة، وبعد تحرير المدينة على يد قوات سوريا الديمقراطية عادت آلاف العوائل إلى مدينة الرقة؛ ولإحياء عيد النوروز وضمن الاستعدادات للاحتفال بالعيد، تقوم اللجنة التحضرية للعيد بتزيين مكان الاحتفال بصور الشهداء وأعلام قوات سوريا الديمقراطية، فيما كثف أعضاء لجنة الثقافة والفن تدريباتهم مع اقتراب يوم العيد الذي يصادف الـ 21 من آذار الجاري.