المشاركون في الاحتفالية الكُبرى في مقاطعة الحسكة: الشمال السوري هو صمام الأمان لكل سوريا

بحضور الآلاف من مكونات الشمال السوري، نظم حزب سوريا المستقبل احتفالية كبيرة في المدينة الرياضية  بغويران بمقاطعة الحسكة، أول احتفالية يُحشَد فيها هذا الكم الهائل من أبناء سوريا على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، وقد  بدأ الاحتفال بدقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلاها عزف الفرقة النحاسية التابعة لقوات الحماية الجوهرية،  كما وألقيت فيها العديد من الكلمات التي تؤكد على وحدة وتكاتف شعوب الشمال السوري،  والعيش المشترك ضمن الإدارة الذاتية الديمقراطية التي ضمنت حقوق الجميع حيث تسود العدالة والديمقراطية والمساواة. وقد أكدت الكلمات على ضرورة وضع دستور سوري جديد يشارك فيها جميع السوريين وخاصة مجلس سوريا الديمقراطية التي تُعبّر عن تطلعات الشعوب والقوميات والمذاهب والطوائف السورية على امتداد الشمال السوري،  وقد التقت صحيفة روناهي على هامش الاحتفال بعدد من الشخصيات للاطلاع على آرائهم حول الاحتفالية والهدف منها:

التدخلات الخارجية لن تُفرق شعوب شمال وشرق سوريا

حيث تحدث إلينا الرئيس المشترك لمقاطعة الحسكة عبدالغني أوسو قائلا: تشهد مقاطعة الحسكة احتفالية كبيرة على مستوى شعوب وقوميات الشمال السوري برمته،  حيث يحضره أبناء جميع المدن والبلدان في الشمال السوري، أنها لوحة مصغرة من الفسيفساء  والموزاييك السوري،  حيث توحدت على أرض مقاطعة الحسكة جميع أبناء سوريا، ليُعبّروا عن وحدة المصير، والآمال والطموحات في العيش المشترك جنبا إلى جنب في سوريا تعددية ديمقراطية حرة،  والوقوف صفاً واحداً في وجه التهديدات الخارجية وخاصة التركية منها،  والتي تحاول بث الفتنة بين أبناء سوريا وخاصة في الشمال السوري،  حيث يؤكد هذا الحضور الجماهيري على أن التدخلات الخارجية لن تستطيع أن تفرق هذه المكونات والقوميات التي عاشت مع بعضها البعض لمئات السنين،  وأن المؤامرات والتهديدات ستجعلها تتضامن مع بعضها البعض وتتكاتف وتتصدى لها بكل حزم،  وستقاوم كل الاعتداءات التي من شأنها إلحاق الأذى بالأمن والاستقرار في الشمال السوري”.

شعارنا “سوريا ديمقراطية تعددية حرة”

وأضافت  عضوة العلاقات الخارجية في حزب سوريا المستقبل نجلاء حمزاوي: إن هذه الاحتفالية ليست الأولى من نوعها،  فقد شهدت العديد من المدن في الشمال السوري احتفالات مماثلة لها، حيث يشارك فيها جميع أبناء الشمال السوري على مختلف أعراقهم ومذاهبهم، في صورة لم تشهدها الساحة السورية من قبل حيث اجتمعت كل القوميات والطوائف تحت شعار واحد، وهو سوريا ديمقراطية تعددية حرة،  وهذا دليل على طموحات الشعب السوري وسعيه نحو الحرية والديمقراطية، وهو تعبير عن إرادة الشعب السوري في العيش المشترك بين جميع مكوناته دون أن يكون هناك إقصاء أو تهميش لأي مكون أو طائفة،  كما أن الشمال السوري الذي أصبح ذو قوة سياسية وعسكرية لا يمكن إلا أن يكون طرفاً في حل الأزمة السورية،  وأن تجاهل إرادة شعوبها ستتجه بسوريا نحو المزيد من الكوارث،  وأن وضع الدستور السوري بغياب ممثلين عن الشمال السوري لن يكون له النجاح وسيكون دستوراً مصيره الفشل حتماً، وعلى النظام السوري أن يُدرك بأن الحل الأنسب للخلاص من الأزمة السورية وحلها حلا جذريا هو التفاوض مع الشمال السوري ومجلس سوريا الديمقراطية،  الذي يعبّر عن إرادة الشعوب في الشمال السوري،  وبناء سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية وضمان حق الجميع ضمن الدستور”.

دستور جديد يضمن حقوق الجميع

• وبيّن العضو المشرف على الاحتفالية الشيخ ماجد العراك أهداف هذه الاحتفالية قائلاً: “لهذه الاحتفالية الكبيرة التي أقامها حزب سوريا المستقبل دلالات كثيرة، فهي تُعبّر عن وحدة الشمال السوري حيث تحضرها جميع مكونات الشمال السوري من كرد وعرب وسريان،  وهي صورة مصغرة عن المجتمع السوري برمته،  وعلى جميع الأطراف السورية الإدراك بأن سوريا هي لجميع السوريين،  وهي ليست حكراً على أحد، لذلك علينا العمل من أجل بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية ،  وإنشاء دستور سوري يضمن حقوق الجميع وقائم على الاعتراف بالآخر،  كما على  أعداء سوريا في الداخل  والخارج أن يُدرِكوا بأن الشعب السوري وخاصة الشمال السوري قد حقق الكثير من المنجزات خلال مراحل الثورة،  وقدّم الكثير من التضحيات والشهداء في سبيل الديمقراطية والمساواة وتمكن من دحر قوى الارهاب،  التي ساندتها تركيا وقدمت لها كل التسهيلات من أجل محاربة المشروع الديمقراطي في الشمال السوري،  وعلى الحكومة التركية إدراك القوة والتلاحم التي تربط  السوريين ولن تكون باستطاعتها زعزعة هذه الوحدة  والتلاحم وسيكون مصيرها الفشل إذا ما اعتدت على الشمال السوري،  لأن المقاومة ستكون كبيرة جداً ومن كافة المكونات، هذا الاعتداء لن يكون على طائفة أو مذهب بعينه بل سيكون على الجميع،  وعليها أن تعيد حساباتها من جديد فإرادة شعوب الشمال السوري أقوى من مؤامراتها ودسائسها،  وستكون المقاومة هي الخيار الوحيد أمامنا في الدفاع عن مشروعنا الديمقراطي، الذي يستند إلى العيش المشترك وأسس العدالة والحرية والديمقراطية وإخوة الشعوب، كما إن الاحتفالية هي رسالة تعبّر عن رغبة شعوبنا بالعيش بسلام في ظل سوريا تعددية ديمقراطية، وندعو النظام السوري إلى إعادة الحوار والتفاوض مع مجلس سوريا الديمقراطية،  من أجل حل الأزمة السورية والوصول  بسوريا نحو بر الأمان،  ووقف المزيد من سفك الدماء والدمار،  لأن الشمال السوري هو صمام الأمان لكل سوريا.