المخيم الجديد في شيراوا رسالة مفادها في المقاومة حياة

تقرير/ شيار كرزيلي –

روناهي / الشهباء- تقوم الإدارة المحلية ومجلس بلدية الشهباء ومجلس بلدية شيراوا التابع للإدارة الذاتية بتحضير مخيم آخر في ناحية شيراوا، بسبب استمرار التهجير القسري لأهالي عفرين، لكثرة الانتهاكات التي يقوم بها مرتزقة جيش الاحتلال التركي في الآونة الأخيرة.

منذ بداية تهجير أهالي عفرين إلى ناحية شيراوا ومقاطعة الشهباء، سعت الإدارة الذاتية ومجلس الشهباء بتأمين المأوى لهم، حيث قامت الإدارة بالتنسيق مع عدة لجان من أجل تنظيف المقاطعة من الألغام الأرضية من أجل سلامة المهجرين، وخاصةً في المساكن التي كانت قد زُرِعت فيها الألغام، كما قامت بإنشاء العديد من المخيمات مثل مخيم برخدان بفافين ومخيم سردم ومخيم كوجر، ومخيم الشهباء في شيراوا.

من أولوياتنا تأمين المأوى لهم

وفي خِضم هذا الموضوع حدثنا الرئيس المشترك لهيئة الإدارات المحلية والبلديات بمقاطعة الشهباء فائق الأحمد عن هذه الخطوة التي تقوم بها الإدارة الذاتية لصحيفتنا قائلاً: “الكل يعلم المراحل التي مرت بها عفرين وشعبها، نتيجة العدوان التركي ومرتزقته على هذه المدينة الآمنة، التي آوت جميع أطياف الشعب السوري، والتي سميت بمدينة السلام، فالاستقرار الذي كان يسود منطقة عفرين لم يرضِ المحتل التركي”.

وأضاف فائق بأن هذا ما لم يرض سياسات الدولة التركية لأنها كانت تطمع بالسيطرة على سوريا والشرق الأوسط والنيل من المشروع الكردي، الذي هو مشروع ديمقراطي يجمع الشعب السوري، ونتيجة الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين وتهجير الأهالي إلى خارج المقاطعة فتوجهوا إلى المناطق الآمنة بالقرب من عفرين.

وأشار الأحمد قائلاً: “أصبح لنا في مناطق الشهباء وشيراوا قرابة سبعة أشهر، وفي البداية عانينا الكثير نسبةً إلى إن مقاطعة الشهباء تعرضت للحروب والاحتلال والخراب والدمار منذ قرابة ستة سنوات، فالبنية التحتية للمقاطعة كانت مدمرة بشكلٍ كلي، فلا الطرقات كانت معبدة وشبكات المياه والكهرباء كلها كانت مدمرة، ونحن كإدارة محلية في مقاطعة الشهباء قمنا بالبدء بعملية إصلاح، وكان من الأولويات التي قمنا بها هو تأمين المأوى للأسر التي أُجبرت على التهجير من عفرين، حيث قمنا بتأسيس المخيمات في مقاطعة الشهباء بدءاً من مخيم برخدان ثم مخيم سردم، وقسم من المهجرين سكنوا في القرى التي كانت تفتقد لكل مقومات الحياة بسبب ما عانته تلك القرى من ويلات الحرب”.

مخيم جديد يتم تجهيزه

وذكر الأحمد بأنه تم تأمين المستلزمات الخدمية من شبكات الطاقة الكهربائية ومياه الشرب، وقد تم تغطية 95 بالمئة من مقاطعة الشهباء بالطاقة الكهربائية وبشكلٍ مجاني، كما قاموا بالتحضير لمخيم جديد في شيراوا لاحتضان الأسر التي تقطن المدارس والجوامع والبيوت المهددة بالانهيار تزامناً مع قدوم الشتاء. وأكد الأحمد بأن هذه المخيمات هي رسالة للمحتل بأن شعب عفرين سيعود قريباً لعفرين، وبأنهم مرابطون ومقاومون في ظل الإمكانيات الصعبة التي نشهدها.

أما عن الجهات التي يتم التواصل معها لدعم هذه المشاريع، فأكد فائق بأن هيئة الإدارة المحلية العائدة للإدارة الذاتية تتبنى هذه المشاريع، بالإضافة للمساعدات المقدمة من الشعب من كافة مناطق روج آفا والشمال السوري، أما عن دور المنظمات العائدة للأمم المتحدة واليونيسيف فأوضح فائق بأن المنظمات التي تهتم بشؤون اللاجئين فهي بالكاد غائبة، فكان دورها مختصر على توزيع بعض من المواد الإغاثية وبعضاً من الكرفانات التي تستعمل كعيادات في المخيمات، أي لم تقم بالدور الواقع على عاتقها من الناحية الإنسانية والأخلاقية وحتى من الناحية القانونية، وهي تقوم بدور دعائي وإعلامي لنفسها أكثر من العمل الذي وجب عليها القيام به وأضاف: “حاولنا التواصل معهم وأجرينا لقاءات وعقدنا عدة اجتماعات ولكن لم نلق منهم سوى وعود بانتظار الوفاء بها”.

كيفية العمل ومراحله

وبعد قيامنا بجولة ميدانية في موقع المخيم التقينا بالمدير الفني للمشروع المهندس محمد أحمد  والذي وضح لنا كيفية العمل والمراحل التي تم تنفيذها والخطوات المتبقية، قائلاً: “بعد أن تم إصدار قرار من الإدارة المحلية، تم تكليفنا ضمن لجنة لاختيار أرضية مناسبة لإقامة المخيم، وبعد الدراسة والبحث تم اختيار أرض تناسب المشروع، وهي واقعة في قرية “جتا زارت” وهي بحدود 27ألف متر مربع، بطاقة استيعابية ما بين 150إلى 200خيمة، ويعتبر الموقع صخري”.

وتابع محمد بأنه تم البدء بالمرحلة الأولى من المشروع، وهي تسوية أرضية المخيم وإخراج الصخور من الأرضية وتجميعها على الساتر الذي تم إنشائه ، أما المرحلة الثانية هي طمر المشروع ببقايا المقالع من أجل تسوية الأرض من الحفر وميوله بشكلٍ مستوي من الأعلى إلى الأسفل من أجل عدم توقف الأمطار والإضرار بالخيم، حيث تم طمر أرضية المشروع بما يقارب ألف سيارة ناقلة وتم تسويته ، ونسبة الطمر تكون ما بين العشر سنتيمترات إلى نصف متر. أما المرحلة الثالثة سوف يتم فيها فرش الطريق الذي تم تخطيطه في المخيم بالبحص من أجل حماية السيارات والمارة من الوحل، ويتم الآن البدء بالمرحلة الرابعة وهي حفر ريكارات للصرف الصحي، وسوف يكون تجهيز وتركيب الخيم والانتهاء من توزيع شبكة الكهرباء خلال منتصف الشهر الحادي عشر.

وذكر أحمد بأنه سوف يتم توصيل شبكة الصرف الصحي مع شبكة صرف القرية، وسوف يكون هنالك تمديد لخط مياه الشرب من خزان المياه العائد للقرية. وتابع بأن عدد الآليات التي تعمل في هذا المشروع لا تتجاوز العشرة، وهي سيارات ناقلة وصهاريج مياه، وكليدر وتركس وباكر ومدحلة طرقات.

وبهذا الصدد التقينا البعض من العمال الذين يعملون في المشروع ومنهم سائق الكليدر خالد قدو، والذي حدثنا عن عمل التسوية التي تتم بعدة آليات قائلاً: “يبدأ دوامنا في الساعة السابعة والنصف وعملي هو تسوية الطمر وفرشه على الأرض عن طريق آلية الكليدر، ومن ثم يتم إحضار البقايا عن طريق السيارات الناقلة للطمر، ومن ثم تقوم صهاريج المياه برش البقايا بالماء ومن ثم تقوم سيارة المدحلة بتسوية الطمر، وهكذا ينتهي عمل التسوية.

وفي السياق ذاته أشار سائق ألة الباكر إبراهيم داود بأنهم يقومون حالياً بحفر طريق الصرف الصحي الذي سوف يوصلونه إلى الخط الرئيسي للصرف الصحي للقرية، واختتم إبراهيم حديثه بالقول: “نعمل بكل جد لإنهاء العمل الذي بدأناه بالإرادة الحرة، وبأيدٍ عاملة عاشت الألم، ولا تعرف إلا الاعتماد على ذاتها، والمقاومة في هذه الحياة”.