تقرير/ صلاح إيبو – شيار كرزيلي –
روناهي/ الشهباء – سلسة فعاليات متنوعة، ومسيرات واجتماعات لفئة الشبيبة من مهجري عفرين ومن أهالي الشهباء، نظمها اتحاد شبيبة روج آفا وشمال سوريا في مقاطعة الشهباء؛ بهدف تعريفهم على حقيقة المقاومة وضرورة تنظيم الصفوف في إطار المجتمع الثوري الذي يمكنه تخطي الحدود المرسومة كافة من قبل الاحتلال والسلطات الحاكمة في ذهنية المجتمع والتي تقوض بها قدرات الشعب وفئة الشبيبة عبر توجيههم لنشاطات أخرى ونشر ثقافات غير لائقة بينهم.
إذ تحاول الأطراف المتعددة توجيه نظر الفئة الشابة بالتحديد إلى مسارات معينة بالحياة تبعدها عن قضيتها، مثل نشر المخدرات والفواحش وربطهم بأجندات سياسية وثقافية بعيدة عن قيم مجتمعهم، لكن شبيبة عفرين التي تعلمت التنظيم والإيمان بقوَّتها وبالتحديد ظهر ذلك خلال مقاومة العصر في مرحلتها الأولى واستمرت إلى الآن بمرحلتها الثانية، وللتصدي لهذه المؤامرات؛ نظم اتحاد الشبيبة في عفرين والشهباء سلسلة نشاطات تهدف لحشد الطاقات الشابة في سبيل تحرير عفرين والمجتمع.
وفي إطار الاجتماعات المتلاحقة التي بدأت في الخامس والعشرين من شهر آب المنصرم، واستمرت على مدار أسبوع، أفضت النقاشات إلى أن الحل الأمثل هو أن ينظم كل شخص نفسه وأن يجعل من شخصه ثائراً، وأن يستعد الكل فكرياً وجسدياً لأي طارئ قد يحدث في هذه المرحلة، وأن يحمي كل شاب نفسه وبالأخص من الحرب الخاصة التي يشنها أعداء الشعب الكردي، فالعدو يهدف إلى محو الهوية والثقافة الكرديتين، وأكدت الاجتماعات والفعاليات كافة على قرب تحرير عفرين والمناطق الأخرى في الشمال السوري.
الهدف… بناء جيل منظم فكرياً
وفي لقاء خاص لصحيفتنا مع عدد من إداريي اتحاد الشبيبة، قال الإداري في اتحاد شبيبة روج آفا والشمال السوري هارون آبوي: “هدفنا هو بناء جيل منظم من النواحي كافة فكرياً وعسكرياً ليكونوا مستعدين في أي لحظة للدفاع عن الوطن وبالأخص في الوضع الذي يمر به مناطق الشمال السوري”، مؤكداً بأن الشبيبة وبالمكونات كافة مستعدين لتشكيل قوات الحماية الذاتية لتكون الخطوة الأولى للبدء والمشاركة في حملة تحرير عفرين.
وتبنى كونفرانس تحرير عفرين الذي عقد قبل فترة عدة مقررات هامة، من بينها العمل على تنظيم الشعب وركز على الفئة الشابة، كما تم الإعلان عن النفير العام لانخراط الشبيبة في صفوف وحدات حماية الشعب والمرأة استعداداً للبدء بحملة تحرير عفرين، وعلى هذا الأساس بدأ الشعب بتنظيم نفسه.
ظواهر اجتماعية سلبية تؤثر على طاقات الشبيبة
ونوه آبوي إلى أن سلسلة الاجتماعات ستستمر في مدينة حلب أيضاً والهدف هو ذاته، تنبيه الشبيبة إلى المخاطر التي تحيط بهم عبر نشر ظاهرة شرب الخمور والمخدرات وغيرها، والبداية بحسب آبوي سيكون عبر المحاضرات التوعوية والاجتماعات، والتنويه إلى الأطراف المتنوعة التي تحاول سلبهم إرادتهم الحرة وطمس هويتهم وإبعادهم عن خط المقاومة وتحرير عفرين.
وأشار آبوي إلى أن الوضع في سوريا حساس للغاية فمن ناحية تستعد قوات النظام البدء بحملة إدلب، ومن ناحية أخرى موضوع تحرير عفرين أيضاً يعتبر من الأساسيات، وأكد على أن شعوب شمال سورية وبخاصةٍ أهالي عفرين المتواجدين في الشهباء يستعدون لهذه الحملة لإعادة أراضيهم من المحتلين الذين نهبوا خيراتها وحرقوا طبيعتها.
تحرير عفرين يقع على عاتق الشبيبة
وعن تنظيم الشبيبة ومسؤوليتهم في حملة تحرير عفرين بين آبوي: “إن تحرير عفرين يعتبر من إحدى المسؤوليات التي تقع على عاتق الشبيبة. لذا؛ بذلنا نحن الإداريين في شبيبة شمال سوري مجهوداً من أجل إعادة التنظيم بين الفئة الشابة لأنه بالتنظيم سوف ننتصر”، مؤكداً: “هذه الحملة ستكون انتقاماً لشهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل بناء وطننا على مبدأ الأمة الديمقراطية”.
كما أضاف آبوي: “وعلى هذا الأساس عقدنا سلسلة اجتماعات للشبيبة في الشهباء وناحية شيراوا لشرح آخر الأوضاع التي تمر بها المنطقة ومفهوم الشعب الثوري وحقيقة الشعب المناضل عبر التاريخ، ودور الشبيبة في هذان المفهومان، وما هي الواجبات الوطنية والاجتماعية التي تقع على عاتقهم وكيف يمكنهم التحضير لحملة تحرير عفرين والمشاركة فيها، ومن الآن فصاعداً تستعد الشبيبة ومن الشعوب كافة لتشكيل قوات الحماية الذاتية لتكون الخطوة الأولى للبدء والمشاركة في حملة تحرير عفرين”.
المرأة الشابة يجب أن تقتدي بأفيستا وأقرانها
وشارك في هذه الاجتماعات عدد كبير من الشابات، حيث أكدت الإدارية في اتحاد المرأة الشابة فريدة نعسان: “إن السياسات التي نوهنا إليها في الاجتماعات المتعددة لا تستهدف الشباب فقط، بل تستهدف المرأة الشابة أيضاً، لذا وجب علينا التنويه لها وتنظيم صفوفها والتأكيد على أن للمرأة دور محوري في النضال ولا سيما مقاومة العصر ضد الاحتلال التركي في عفرين والتي استمرت 58 يوماً قدمت فيها الشابات المناضلات أرواحهن أمثال أفيستا وبارين وغيرهن الكثيرات من المكافحات في سبيل الحرية والكرامة”.
المرأة هي محرك المجتمع الأساسي
وعن مشاركة المرأة الشابة في هذه الاجتماعات وحملة تحرير عفرين المرتقبة، نوهت فريدة إلى أن المرأة تسعى للمضي على نهج الشهداء وتنظيم صفوفها، وأضافت: “كان الإقبال والتجاوب مقبولاً. نستطيع القول: إن المرأة هي محرك المجتمع. لذا؛ يتوجب على هذه الفئة القيام بمسؤوليتها وفق المرحلة الحالية تبعاً لمبادئ الشعب الثوري التواق للحرية”.
الشبيبة العربية انخرطت بالحملة
وفي الإطار ذاته قال الرئيس المشترك لاتحاد الشبيبة العربية في مقاطعة الشهباء ناجي محمد سلامة: “إن سلسلة الاجتماعات تهدف إلى تعريف الشبيبة إلى الوضع الراهن في سوريا ونزف الدم السوري، وألية الحلول المقترحة، والتأكيد على أن تحرير المناطق السورية من الاحتلال التركي هو هدف استراتيجي بالنسبة للشبيبة العربية في الشمال السوري”.
وتابع سلامة: “على الشبيبة اليوم التحرر من الأفكار القديمة ورفض السياسات الاستعمارية والإمبريالية”، ووجه سلامة نداء للشباب السوري كافة للانضمام إلى صفوف الشبيبة الديمقراطية والالتزام بالفكر الحر.
وبهذا الصدد قالت أيضاً الإدارية في ناحية أحرص أمينة رمضان خليل: “من خلال هذه الاجتماعات استطعنا التعرف على المخططات التي تستهدفنا، وآلية التصدي لها”، وأشادت أمينة بمفهوم الشعب الثوري الذي يهيئ المجتمع لمواجهة الظروف الطارئة كافة وآلية حماية نفسه بنفسه وتحرير أرضه.
