بيريفان خليل_
لإيقاف النزيف الدموي، الذي يقوم به المحتل التركي بارتكاب مجازر بحق مواطني شمال وشرق سوريا، عبر آلته الحربية أطلقت الإدارة الذاتية حملة لفرض حظر جوي بهاشتاغ “ NoFlyZone4RojavaNow“ والتي نجحت ببداياته لتتصدر الحملة المستوى الأول في معظم الدول، متأملة، أن يستيقظ ضمير المجتمع الدولي، ويلبي مطالبهم بهذا الشأن.
استمراراً للقصف التركي الهمجي على مناطق شمال وشرق سوريا تارة عبر المسيرات، وتارة أخرى عبر الطائرات الحربية أعلنت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا عن إطلاق حملة هاشتاغ على منصات التواصل الافتراضي للمطالبة بفرض حظر جوي على مناطق شمال وشرق سوريا، تزامناً مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي صادف العاشر من الشهر الجاري، وذلك لإيقاف الحملة الدموية، التي يفتعلها المحتل التركي مستهدفاً الطفل قبل المسن، المرأة قبل الرجل، والعشائر العربية، وشعوب المنطقة.
الإعلان كان عبر مؤتمر صحفي انعقد في دائرة العلاقات الاجتماعية في شمال وشرق سوريا في السابع من الشهر الجاري بمدينة قامشلو، حيث أكدت الإدارة في البيان: “إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وانطلاقاً من حرصنا على أمن وسلامة مواطنينا، نتوجه لشعبنا بكافة مكوناته، وشعوب العالم، وكافة الفعاليات السياسية والاجتماعية والدبلوماسية، لمساندتنا في حملتنا التي سنطلقها في العاشر من كانون الأول الجاري (يوم حقوق الإنسان)، على منصات ومواقع التواصل الافتراضي، لفرض حظر جوي على شمال وشرق سوريا”، مبينة الهدف من إطلاق هذه الحملة: “التي تهدف الحملة إلى وقف آلة الحرب للدولة التركية عن ارتكاب المجازر، وجرائم الحرب ضد شعبنا، وتعرض شعبنا وثقافاته لخطر الإبادة”.
تلبية الدعوة جاءت مسرعة
لاقت الحملة فور الإعلان عنها من قبل الإدارة الذاتية دعماً من مؤسسات المجتمع المدني، وكذلك الأحزاب السياسية، فيما عبر المجلس العام في حزب الاتحاد الديمقراطي عن دعمها من خلال بيان: “كانت الإدارة الذاتية الديمقراطية دوماً الحل الأمثل لإنهاء المعضلة السورية والمشروع الوحيد لإعادة بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية والحفاظ على الأمن والاستقرار تتشارك جميع المكونات في إدارة المنطقة، إلا أن دولة الاحتلال التركي تسعى جاهدة للنيل من إرادة شعوب ومكونات المنطقة عبر الاحتلال والتهديد والوعيد، وخلق فوضى في المناطق الأكثر أماناً واستقراراً في سوريا”.
وشد المجلس على يد الإدارة الذاتية في حملتها “ندعو جميع أعضاء ومؤيدي حزبنا وجميع أبناء شعبنا وأصدقائنا إلى المشاركة بكثافة وضم أصواتهم لتصل إلى كافة أرجاء العالم من أجل المطالبة بفرض حظر جوي ووقف الإرهاب، الذي يهدد مناطقنا والمتمثلة في إرهاب الدولة التركية”.
وأيدتهم أيضاً حركة المجتمع الديمقراطي، التي بينت ببيانها إلا أن المجازر التي يقوم بها المحتل التركي يجب أن تتوقف، والحملة التي أعلنت عنها الإدارة الذاتية في مكانها لتتوحد الرؤى وتوقظ ضمير المجتمع الدولي: “ندعم ونساند الحملة التي ستطلقها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في العاشر من كانون الأول الجاري على منصات التواصل الاجتماعي لفرض حظر جوي على مناطق شمال وشرق سوريا، لوقف آلة الحرب التركية عن ارتكاب مجازر أكثر، وجرائم حرب ضد المدنيين.
مرة أخرى ندعو جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية وعلى رأسها الأمم المتحدة، وجميع منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية إلى توحيد الموقف حيال الجرائم، التي تقوم بها الدولة التركية بحق المدنيين”.
المؤسسات المعنية بشؤون المرأة لم تكن غائبة كالعادة عن الانضمام إلى هذه الفعاليات، منسقية مؤتمر ستار لشمال وشرق سوريا عبر بيان أصدرته بهذا الشأن دعت المؤسسات الاجتماعية إلى دعم الحملة: “لأجل إيقاف الهجمات الوحشية، التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي وآلة الحرب التي تهدد شعوب المنطقة، ولدعم ومساندة حملة الهاشتاغ التي ستطلقها الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا في العاشر من كانون الأول اليوم العالمي لحقوق الانسان من أجل فرض حظر جوي على مناطق شمال وشرق سوريا، إننا في منسقية مؤتمر ستار ندعو كافة مجالسنا ولجاننا وفعالياتنا في عموم شمال وشرق سوريا وتنظيماتنا وممثلياتنا في الخارج على المشاركة في الحملة، كما نتوجه إلى كافة النساء في جميع المؤسسات، ولعموم شعبنا ولجميع التنظيمات والحركات النسائية في المنطقة والشرق الأوسط والعالم للمشاركة في حملة الهاشتاغ”.
الدعوة للانضمام إلى الحملة جاءت على نطاق واسع من جميع أنحاء العالم لدعم ومساندة المدنيين، الذين يتعرضون لمجازر وإبادة جماعية من قبل آلة الحرب التركية، فكان هناك استعداد كبير للمشاركة فيها من قبل 201 حزب، وقوى سياسية ديمقراطية ويسارية وبيئية إلى جانب شخصيات برلمانية وأكاديمية فنانين ومثقفين، وغيرهم من الشخصيات الاعتبارية في العديد من دول العالم.
بآلة الحرب التركية فقد الكثيرون أعزاءهم
لم يتوقف القصف التركي الوحشي على مناطق شمال وشرق سوريا على الرغم من الاتفاقية الموقعة بتدخل روسي بين أنقرة، وحكومة دمشق وقوات سوريا الديمقراطية بوقف إطلاق النار عام 2019، فقصف المدافع والهاون والطائرات الحربية، وكذلك عبر الطائرات المسيرة استهدفت أبناء المنطقة من جميع الفئات العمرية، ومن مختلف جغرافية شمال وشرق سوريا لترتكب مجازر دموية بحقهم، والإحصائية التي كشفت عنها منظمة حقوق الإنسان واتحاد المحامين في الجزيرة في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، كانت دولة الاحتلال التركي الأكثر إجراماً في المنطقة، التي كانت لها أطماع باحتلال المزيد لذا كان استهداف المواطنين أداة أخرى تسعى من خلالها لتحقيق أطماعها، وبتأكيد من المؤسستين فإن إحصائية الضحايا نتيجة الاستهداف بالطائرات المُسيّرة بلغت:
ـ إقليم الجزيرة: استشهاد 61 شخصا، وجرح 65 شخصا.
ـ إقليم الفرات: استشهاد 14 شخصا، وجرح 14 شخصا.
ـ دير الزور: استشهاد شخصين، وجرح ثلاثة آخرين.
أما بالنسبة للضحايا نتيجة الاستهداف بالطائرات الحربيّة فقد كانت الإحصائية على الشكل التالي:
ـ إقليم الجزيرة: استشهاد 23 شخصاً وجرح 16.
ـ إقليم الفرات: استشهاد شخصين، وجرح اثنين آخرين.
ـ مقاطعة الشهباء: استشهاد 15 شخصا، وجرح سبعة أشخاص.
والقصف المدفعي أيضاً كما ذكرنا آنفاً كان أداة أخرى لاستهدف أنباء المنطقة، حيث بلغت إحصائية الضحايا نتيجة الاستهداف بالقصف المدفعي ما يلي:
ـ إقليم الجزيرة: استشهاد 18 شخصا، وجرح 80 آخرين.
ـ إقليم الفرات: استشهاد 59، وجرح 61 شخصا.
ـ الرقة: استشهاد شخص واحد.
ـ منبج: استشهاد خمسة أشخاص وجرح خمسة آخرين.
ـ مقاطعة الشهباء: استشهاد ثلاثة أشخاص، وجرح شخص آخر.
وباستهداف قناص: جرح مقاتل وطفل.
آلام أبناء المنطقة في صور مع الهاشتاغ
انطلقت الحملة مساء يوم السبت العاشر من كانون الأول الجاري بوسم “#NoFlyZone4RojavaNow” وتوسعت دائرة المشاركة عبر منصات ومواقع التواصل الافتراضي، حيث حمل المشاركون رسائل هامة من خلال نشرهم وكانت لأوجاعهم وآلامهم صور تظهر جرائم المحتل التركي بحق الإنسانية، ومن تلك الصور صورة الطفل المريض رشمار رشو (خمسة أعوام) المرتبطة حياته بمضخة الأوكسجين إلى البقاء مع هذا الجهاز بجوار مولّدة الكهرباء، ليعاني هذه المرّة من ضوضاء هذه المولّدة والمكان غير النظيف في قرية مزارع تل شعير التابعة لناحية فافين بمقاطعة الشهباء، وكذلك صورة الشهيد عصام عبد الله، الذي استشهد نتيجة قصف تركي على قرية تقل بقل التابعة لديرك ليلة 19 الشهر المنصرم، وأيضاً صورة خريطة الأطماع التركية في سوريا ككل، لتحقيق الأطماع العثمانية، وكذلك صور جثامين الشهداء وهم في مراسم شهادتهم يزفون بفخر عوائلهم.
وشهدت الساعات الأولى من انطلاق الحملة مشاركة الآلاف من الغيورين على وطنهم، وعلى أبناء شعوبهم، ومن المشاركات الإعلامية جيان بوظو شاركت في الحملة عبر تغريدة على توتير “على العالم رد الدين لأبناء شمال وشرق سوريا وإيقاف حرب الإبادة التركية، من أجل شهداء سجن الصناعة هل من أحد يعتذر من أمهات الشهداء، هل من أحد يعتذر من أطفال الشهداء؟ هل من أحد يعتذر من آباء الشهداء؟ 121 شهيدا 121 قصة وجع، ودموع 121 من الأمهات التي احترق فؤادهن، 121 من العرسان، الذين لم يفرحوا بشبابهم، 121 شهيدا من الحسكة، بين 20ـ 26 كانون الثاني المجد والخلود لأرواحكم الطاهرة”.
وأيضاً شارك الناشط دجوار أحمد آغا في الحملة ودعمها بعبارات تبرز الحقائق “تدمير كل شيء جميل في الحياة، تحطيم إرادة الشعوب الحرة، هي أهداف الطاغية، أردوغان يغرق الشرق الأوسط بالدماء ويساند الإرهاب”.
الهاشتاغ يتصدر المواقع عالمياُ
أن تنال الحملة المستوى الأول في العديد من الدول مثل تركيا، العراق، سوريا، انكلترا، سويسرا، ألمانيا ليس بالشيء الهين، وأن تصل النتائج حتى الساعة الواحد من بعد الظهر 11 كانون الأول الجاري إلى 81 ألف مشاركة أيضاً إشارة إلى أن فرض الحظر الجوي غاية لجميع أنحاء العالم، لإيقاف مصاص الدماء أردوغان من غطرسته تجاه أنباء شمال وشرق سوريا.
تذكير بحملة مماثلة
وكانت قد أطلقت حملة للغرض نفسه في حزيران المنصرم بعد إصدار 33 حزباً سياسياً في شمال وشرق سوريا، في السادس عشر من تموز المنصرم، بياناً مشتركاً، أعلنوا فيه إطلاق حملة (هاشتاغ) عبر الفضاء الرقمي، تحت شعار “من أجل سلامة خمسة ملايين نسمة، يعيشون في المنطقة”، وقتذاك أيضاً لاقت نتائج مبهرة حيث تصدر الهاشتاغ المراتب الأولى الثلاث على مستوى ثلاثين دولة أوروبية، وعالمية.
وكانت هناك مشاركة واسعة من أنحاء العالم “ألمانيا، بلجيكا، سويسرا، دانمارك” في هذه البلدان جاء الهاشتاغ في المرتبة الأولى، كما كانت هناك مشاركة جيدة من النروج، رومانيا سوفينيا، سلوفاكيا، روسيا، أذربيجحان، وجورجيا”.
