سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الأحمد: الإدارة الذاتية طوق النجاة وأساس الحل للأزمة السورية

قامشلو/ إيفا إبراهيم ـ

أوضح الإداري في مكتب العلاقات بحزب سوريا المستقبل بقامشلو موفق الأحمد، بأن مشروع الأمة الديمقراطية طوق النجاة لحل الأزمة في سوريا ككل، وأكد بأن مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا سيكون الأساس لحل جميع قضايا الشرق الأوسط العالقة والمستعصية.
هدفها التوسع واحتلال مناطق جديدة
حول هذا الموضوع أجرت صحيفتنا لقاءً معه، وفي البداية تحدث الأحمد عن هدف الدولة التركية من الانتهاكات التي ترتكبها في مناطق شمال وشرق سوريا وخاصةً في المناطق المحتلة كعفرين وسري كانية وكري سبي وقال: دولة الاحتلال التركي تخاف وترتعب من النجاحات الكبيرة للإدارة الذاتية الديمقراطية، لذلك قام بالعدوان واحتل عدة مناطق في شمال وشرق سوريا “عفرين، كري سبي، سري كانيه”، حيث عمليات التغيير الديمغرافي جارية على قدمٍ وساق في تلك المناطق، كما أن الانتهاكات مستمرة بحق البشر والحجر ولم يسلم أحد منهم، إضافةً إلى اللعب بتاريخ المنطقة وإيهام العالم بأحقية المحتل التركي بالسيطرة على تلك المناطق تحت حجج واهية وكاذبة ومكشوفة، ومنها حماية أبناء المنطقة ومحاربة الإرهاب، ونحن نعلم بأن هدف الاحتلال التركي تحقيق حلم السلطنة العثمانية التي عاثت بالأرض فساداً لمدة أربعة قرون، وخلفت وراءها الجهل والتخلف والانحطاط الفكري والعلمي والثقافي، وما يجري في مدينة عفرين المحتلة، سواءً من تحول المدارس إلى سجون ومعتقلات إضافة إلى سرقة حقول الزيتون وعمليات التتريك، أكبر دليل على تلك السياسات المنحطة أخلاقياً.
مخالفة القوانين الدولية مسؤولية المجتمع الدولي
وحول الصمت الدولي حيال كل ما يجري من انتهاكات وجرائم، تحدث الأحمد بقوله: احتلال مدن “عفرين وسري كانيه وكري سبي” جاءت نتيجة اتفاقات وتفاهمات روسية تركية بمشاركة النظام السوري أيضاً، حيث تعتبر الدولة التركية الراعي الرسمي للإرهاب، لأنها تخالف كل العهود والمواثيق الدولية وتتدخل في عدة دول، منها سوريا وليبيا ولبنان واليمن وغيرها من دول المنطقة.
وتابع الأحمد فقال: الدولة التركية دولة مارقة تخالف القوانين والأعراف الدولية، وما هو مستغرب الصمت الدولي الواضح تجاه كل هذه الانتهاكات والجرائم التي تحدث في المناطق المحتلة، وعدم تحرك المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية ذات الصلة دليل على إفلاسها. نحنُ في حزب سوريا المستقبل نوجه نداءنا العاجل للمجتمع الدولي ولكل أحرار العالم والمنظمات المجتمعية وحقوق الإنسان لوقف هذه الانتهاكات فوراً، ووقف العدوان الغاشم وإخراج المحتل التركي من الأراضي السورية، ومن ثم تطبيق القرارات الدولية بحق هذا المحتل الذي عاث خراباً ودماراً وقتلاً في مدننا المحتلة، وبإمكان المجتمع الدولي التعامل معه تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
تكاتف شعوب المنطقة أفشلت المخططات التركية
وبخصوص خلق فتنة بين شعوب شمال وشرق سوريا من قبل الدولة التركية قال الأحمد: هنا علينا التحدث بكل شفافية ووضوح، ويجب أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع التاريخ، نعم حاولت الدولة التركية المحتلة ولا تزال تحاول بث فتنة عبر التغيير الديمغرافي في المناطق المحتلة وتوطين العرب مكان الكرد، لكن شعوب المنطقة أدركت الأهداف والمخططات التي تستهدفهم وأفشلتها جميعاً، والنظام البعثي أيضاً حاول غير مرة زرع بذور الفتنة والطائفية ولكنه أيضاً لم يستطع تنفيذ مخططاته.
وأشار الأحمد قائلاً: الرابط الذي يربط شعوب المنطقة رابط الدم وهو أقوى الروابط، ففي ساحات التحرير امتزج الدم العربي مع الكردي مع السرياني والتركماني والإيزيدي وغيرهم، ليرسموا بدمائهم لوحة فسيفسائية رائعة عنوانها أخوة الشعوب، ونحنُ كشعب ليس لدينا أدنى شك في هذا المشروع الذي يحمل في طابعه مبدأ أخوة الشعوب والعيش المشترك، ولو كان هناك شك فيه لما انضممنا إليه في أي يوم من الأيام مهما كانت الظروف والتحديات، لقد جربنا كل المشاريع القومية والدينية وكلها فشلت ولم تجلب لشعوبنا سوى الدمار والعداء والتنافر والخراب، وكان الملاذ مشروع الأمة الديمقراطية المشروع الأنسب والأسلم، وهو طوق النجاة ليس فقط لمناطق شمال وشرق سوريا ولكن للحلول النهائية للأزمة في سوريا، باعتقادي سيكون لهذا المشروع دور هام في حل جميع قضايا الشرق الأوسط العالقة والمستعصية.
زيارة الحريري لهولير فشلت بكل المقاييس
وحول الزيارة الأخيرة لنصر الحريري على رأس وفد من الائتلاف لهولير ودور دولة الاحتلال التركي فيها تحدث الأحمد بالقول: أعتقد أن الزيارة الأخيرة للمرتزق نصر الحريري كانت بتوجيهات من “الميت التركي” بهدف ضرب الوحدة الوطنية الكردية، ونعلم أن أي تقارب كردي – كردي في هذه المرحلة بمثابة الحل لقضايا كثيرة في سوريا وفي الشرق الأوسط أيضاً، وهذا ما يزعج الدولة التركية المحتلة، لذلك تحاول بث الفتنة والتفرقة بين الإخوة الكرد من أجل الاستمرار في احتلالها وهيمنتها وسيطرتها على مدننا ومناطقنا المحتلة.
وبين الأحمد: لا أعتقد أن زيارة هذا المرتزق سيكون لها ذاك التأثير الكبير وبخاصة على الشعب والقوى السياسية الكردية، والشعب الكردي شعب عريق وأصيل متجذر بأرضه مُنذ فجر التاريخ الأول، وهم أحفاد كاوا حداد يحبون الحياة والتسامح والأخوة، لذلك فإن زيارة هؤلاء المرتزقة لن تؤثر كثيراً على وحدة الصف الكردي، ومن المنتظر أن يتجاوز الإخوة الكرد كل العقبات، وبخاصة أن الفرصة تاريخية لا تتفوت، والشعب الكردي والشعوب المحبة للحرية ينتظرون الوحدة الكردية بفارغ الصبر.
وأضاف الأحمد: توقيت الزيارة لم يكن مناسباً، لكن احتفالات الربيع وعيد نوروز سوف تنسي نتائج تلك الزيارة وستعود المفاوضات الكردية إلى طريقها الصحيح، لأن الكرد على دراية بأن هذه الفرصة التاريخية قد لا تأتي مرة أخرى.
وناشد الإداري في مكتب العلاقات حزب سوريا المستقبل بقامشلو موفق الأحمد، في نهاية حديثه، كل السوريين، أينما وجدوا وعلى اختلاف توجهاتهم وآرائهم وألسنتهم، بالجلوس والتحاور والنقاش لإيجاد حل للأزمة في سوريا والخروج من النفق المظلم وتحقيق السلام لإيجاد مستقبل واعد لأطفال سوريا الذين من حقهم أن يعيشوا مثل أطفال العالم كله، وعلى المنظمات الحقوقيّة والمجتمعيّة والأمم المتحدة والمجتمع الدولي التدخل ولعب دوره بشكل إيجابي لإيجاد الحل عبر تطبيق القرارات الدولية الخاصة بسوريا، ونحن جميعاً واثقون بأن الحلول العسكرية لم ولن تأتي إلا بالخراب والدمار، والحوار بين السوريين سبيل الحل الوحيد للأزمة السورية.