سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

محمد شيخو مدرسة للفن والنضال

قامشلو/ شفان خليل –

الاحتفاء بذكرى رحيل الخالد محمد شيخو لم يأت من فراغ، وهذا الكم الهائل من التذكير ــ وإن لم ينسه أحد ــ بشخصه وإبداعه الفني الرائع، إن دل على شيء فهو يدل على مكانته في وجدان وقلوب شعبه. فاسم محمد شيخو أصبح على لسان الصغير قبل الكبير.
ولد الفنان محمد شيخو عام 1948 في قرية خجوكي التابعة لمقاطعة قامشلو، ودرس المرحلة الابتدائية في القرية وانتقل إلى قامشلو عام 1964 حيث كان يعاني الفقر، اجتاز دراسة المرحلة الإعدادية بصعوبة لضيق ذات اليد، وفي سن العشرين قصد حسين توفو وخليل إيزيدي ليتعلم العزف على آلة الطنبور، وبدأ بالأغاني الفلكلورية التي أسرت قلوب الملايين من الكرد.
ففي كل سنة وفي التاسع من آذار ومع قدوم الربيع تأتي ذكرى رحيله، بعد أن ترك إرثاً وافراً من التراث الفني الكردي. وفي هذا العام مضى على رحيل جسده 32 سنة، لكن فكره وفنه الراقي سيبقى لآلاف السنوات تتناقلها الأجيال من جيل لآخر.
مراسم وفعاليات الاستذكار تعم أرجاء كردستان، ولعلها أكبر دليل على أن الخالد محمد شيخو كان إنساناً استثنائياً في زمن غير عادي، وهو الذي طاف أرجاء كردستان ليشبع بعضاً من شوقه الروحي إليها، وكان وجعه الأكبر عندما يرى الكرد منقسمين وكان حلمه أن يراهم يداً واحدة.
الكاتب الكردي كوني رش أحد أصدقاء الراحل ومن المقربين إليه في حياته، تحدث لصحيفتنا عن الفنان والإنسان محمد شيخو وقال: “هذا اليوم هو يوم مميز لجميع الكرد في ظل الإدارة الذاتية، فقبل سنوات كانت الحكومة السورية تمنعنا وتجبرنا على العودة إلى بيوتنا، إن كان ذلك في يوم ذكرى محمد شيخو أو ذكرى جكر خوين، أو غير ذلك من الأيام الهامة في التاريخ والثقافة الكردية، فبعد 32 سنة نحن الآن بكل حرية نزور ضريح الخالد محمد شيخو، نستذكر فنه الأصيل ونضاله الكبير”.
وأضاف كوني رش: “أيضاً أعتبر نفسي أحد طلاب مدرسة الفنان الراحل محمد شيخو الفنية، ونحن فخورون بوجود شخص مثل محمد شيخو في تاريخ الشعب الكردي، لأن محمد شيخو كان مدرسة بحد ذاته في مواقفة الوطنية وتحليه بالشجاعة النادرة، وكان إلى جانب ذلك فطناً ولبقاً وعلى علاقة حميمة مع كل من حوله، وقد كان فنه الملتزم ثورة على الواقع في وقته وميراثاً للأجيال القادمة التي ستذكره كل حين”.
محمد شيخو كان مدرسة في الفن الملتزم والحس الوطني وعرف كيف يوظف فنه في خدمة الوطن ويسخره في إيصال صوت الشعب الكردي للعالم، وإن رحل بجسده؛ فإن أغانيه وفنه وما تركه من إرث سيبقى دروساً في الوطنية والفن الملتزم بقضايا الإنسان قبل كل شيء.