سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

صورة فيسبوك… تُطلِق مشروعاً يُجابه التصحر وحرب من نوعٍ آخر

قامشلو/ صلاح إيبو ـ

حفزت صورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة شبابية مهتمة بالبيئة لإطلاق مشروع تطوعي بيئي يهدف لمجابهة التصحر الفكري والبيئي في إقليم الجزيرة، هذا الإقليم الذي يوصف بالسلة الغذائية لسوريا، لكنه يفتقر لمساحات خضراء مشجرة إلا ما ندر.
لذا بدأت مجموعة مؤلفة من ثماني شبان من مناطق روج آفا المختلفة بطرح فكرة “الجدائل الخضراء” الهادفة لتشتيل أربع ملايين شجرة من مختلف الأصناف في إقليم الجزيرة، تكون نواة لاستمرار المشروع على مدار خمس سنوات وربما أكثر.
يقول أحد مطلقي هذا المشروع، الكاتب محمود جقماقي المتحدر من مقاطعة عفرين المحتلة، إن المشروع يعتمد على العمل التطوعي وتقديم المساعدة بدون مقابل: “هدفنا نشر ثقافة زراعة الأشجار في إقليم الجزيرة التي تبدو شبه خالية من بساتين الفاكهة وكذلك الأشجار الحراجية لم تلقَ الاهتمام اللازم حتى باتت شبه متصحرة”.
مشروع تجميل فاشل ساهم بزراعة ملايين الأشجار
وظهرت فكرة هذا المشروع الذي دخل مرحلته الثانية اليوم، من صورة انتشرت الصيف المنصرم على مواقع التواصل الاجتماعي لعمل فني قامت به إحدى البلديات لتجميل مدخل البلدة عبر تشييد مجسمات لأشجار إسمنتية، ولاقت هذه الصور انتقادات من الأهالي وكانت المقولة الأبرز للتعليقات وقتها “في سلة غذاء سوريا، نزرع الأشجار الاصطناعية”.
ويُشير جقماقي إلى الأثر البيئي للمشروع على مناخ المنطقة برمتها وكذلك جماليتها على المدى المتوسط والبعيد، بالقول: “زراعة أربع ملايين شجرة بعد سنتين أو ثلاث سنوات سيؤدي حتماً لتغيير في مناخ المنطقة الشبه الجاف على المدى المنظور”.
ودخل المشروع حيز التنفيذ قبل ثلاثة أشهر، ويهدف لإبراز روح التطوع لدى المجتمع ومساهمة الجميع من مؤسسات في الإدارة ومؤسسات وشركات خاصة لمساعدة الفريق التطوعي ليرى النور.
الفريق التطوعي الذي بدأ بالمشروع، طرق كل الأبواب، طلباً بالمساعدة ومد يد العون كلاً وفق إمكانياته، غالبية المؤسسات والشخصيات التي تواصل الفريق معهم ساهموا بطرق مختلفة منها المادية والمعنوية وتقديم المواد اللوجستية في إنجاح المرحلة الأولى من المشروع والذي بدأ بزراعة أنواع معينة من بذور الأشجار والشجيرات نهاية العام المنصرم في مشتل عفرين بمدينة قامشلو التابع لهيئة الزراعة في إقليم الجزيرة.
المرحلة الثانية بدأت
لكن المرحلة الثانية من المشروع تتم بجهود ذاتية بحتة، إذ أُطلقت هذه المرحلة نهاية شهر شباط الحالي وتستمر للخامس من شهر آذار المقبل، بهدف زراعة مليوني شجرة اعتماداً على طريقة الإكثار الخضري “العُقل” والإكثار البذري لاحقاً.
ويتم العمل حالياً في حديقة جامعة “روج آفا” على تعبئة الأكياس بالخلطة الزراعية، ليتم بعدها زراعة الأقلام (العُقل) في غضون أيام قليلة، ويتم تجهيز موقع آخر بالقرب من الاتحاد الرياضي في مدينة قامشلو، وذاك الموقع يتسع لقرابة مليوني شتلة.
ويقول محمود جقماقي إن عدداً كبيراً من المؤسسات التي تواصلوا معها قدّمت يد العون لهم وتابع: “لا يسعني ذكر أسماء الجميع، لكن الكل ساهم وفق إمكاناته وهو أمر جيد ومرحب به وهو مصدر فخر لنا، إذ تمكنا من كسب ثقة غالبية منْ تواصلنا معهم عبر أهداف المشروع ونتائجه المرجوة”.
أصناف متأقلمة ومُعتمدة
وتشرف المهندسة الزراعية “خفشة عرفات” على تقسيم الأقلام المُعدة للزراعة وفق أصناف موثوقة، اليوم يبدأ الفريق بزراعة أشجار الفاكهة التي تقبل التكاثر بـ”العقل”، وهي طريقة إكثار خضرية سريعة وسهلة على عكس الإكثار البذري الذي يتطلب عملية تطعيم بعد سنة من عمر الشتلة.
وتشمل الأنواع المراد تشتيلها بالعُقل، أشجار فاكهة وأخرى للزينة ومنها “التين، العنب، الرمان والتوت”، إضافة لأصناف حراجية كالطرفة، في حين لا تقبل بعض الأصناف الحراجية الإكثار بالعُقل. لذا؛ سيتم جمع بذورها وتحضير بيئة التشتيل ليتم العمل بها خلال فصل الخريف القادم ومن هذه الاصناف “السرو الأفقي والسرو العامودي، العفص الشرقي، الدلب، والصنوبر البروتي (الثمري) والصنوبر الحلبي” وتعتبر هذه الأصناف متأقلمة مع البيئات السورية عامة وكذلك في شمال وشرق سوريا، حيث المناخ الشبه الجاف.
وتُنوه خفشة إلى أن آلية جمع العقل هذه تمت وفق أسس علمية ومن قبل مهندسين زراعيين من مناطق مختلفة في شمال وشرق سوريا، وقدمت هيئة الزراعة بعض التسهيلات لجمعها من مراكز وبساتين عدة، ويتم اليوم تصنيفها بحسب النوع والصنف وترتيبها وفق جداول لضمان توزيعها الأمان على المزارعين بالمجان العام المقبل بعد نجاح عميلة التشتيل.
الثقافة الزراعية في الجزيرة… هل تتغير؟
رغم أن الإدارة الذاتية ممثلة بهيئة الزراعة وبعض المؤسسات الخاصة العاملة في هذا المجال افتتحت مشاريع عدة لتشييد مزارع خاصة لزراعة أشجار الفاكهة في المنطقة، ومنها مشروعين بسعة خمسة آلاف شجرة في الحسكة وآخر في ديرك، إلا أنها لم تنجح في نشر هذه الثقافة الزراعية بين الأهالي، بل حتى زراعة الخضار التي تُدر ربحاً جيداً ودوري لم تلقَ صدىً عند المزارع الجزراوي فهل سينجح مشروع الجدائل الخضراء في تغيير الثقافة الزراعية هنا؟
فرهاد رشيد يوسف، متطوع آخر في مشروع الجدائل الخضراء، يُشير إلى أن هذا المشروع سيُساهم في كسر الثقافة النمطية التي يتبعها مزارعي إقليم الجزيرة، التي تعتمد على زراعة الحبوب وبعض أصناف الخضار ولاسيما الشتوية منها.
ولم تنجح هيئة الزراعة وباقي الإدارة في مناطق شمال وشرق سوريا، بكسر الصورة النمطية لدى سكان إقليم الجزيرة لتشجيعهم على زراعة الأشجار المثمرة، كنمط زراعي جديد في المناطق التي تتوفر فيها المياه.
ويرجع الفني الزراعي فرهاد رشيد يوسف السبب في عدم تقبل المزارعين في هذه المنطقة هذا النمط الجديد من الزراعة لأسباب اقتصادية؛ لأن الأشجار المثمرة تحتاج إلى رعاية أكثر من القمح والشعير، ولها برنامج مكافحة وتسميد معين على مدار العام، ولا سيما السقاية الدائمة خلال فصل الصيف والربيع.
والسبب الأهم لعدم انتقال المزارع لزراعة الأشجار المثمرة إلا في نطاق حدائقي فقط وفق يوسف، هو عدم استعداده للعناية بهذه الأشجار لسنوات عدة حتى يحصل على إنتاجه الوفير وهنا السبب اقتصادي بكل معنى للكلمة.
سياسات بعثية رسخت الذهنية
كانت الحكومة السورية، تمنع مزارعي الجزيرة من زراعة الأشجار المثمرة والحراجية منها في الأراضي الزراعية؛ بحجة تخصيص هذه المنطقة لزراعة القمح والشعير والقطن، ووفق أهالي المنطقة ذاتهم، تعرض العديد من المزارعين للسجن ودفع الغرامة المالية لزراعة الأشجار في القرى التابعة لمدينة الحسكة، وهنا سببت هذه القوانين في ترسيخ نمط زراعي في ذهن المزارع ومنعت إدخال أنواع زراعية جديدة للمنطقة.
بعد عام 2011 لم يطرأ أي تطور على النطاق الزراعي في هذه المنطقة وباتت حبيسة العادات السابقة، ورغم انتشار بعض المشاتل الخاصة في السنوات الأخيرة بالحسكة وقامشلو، إلا أن العادات الزراعية بقيت كما هي واقتصرت الزراعة على بساتين بسيطة وزراعات حدائقية خاصة.
حرب من نوع آخر
ينوه جقماقي في معرض حديثه إلى أن معلومات مؤكدة، تُشير إلى زيادة نسبة الإصابات بأمراض السرطان في إقليم الجزيرة، وقال: “وفق إحصائيات المشافي المتخصصة بعلاج السرطان؛ فإن نسبة 80% من الإصابات تتركز في إقليم الجزيرة، فما الأسباب يجب أن نبحث عنها”.
هنا يربط جقماقي هذه النسبة بالتدهور البيئي في المنطقة ولا سيما تلوث الهواء نتيجة الانبعاثات غير الطبيعية لأدخنة حراقات النفط البدائية، ويقول: “ثمة حربٍ ليست أقل خطراً من الحرب العسكرية، الأنهار التي تم تجفيفها في هذه المنطقة تُثير التساؤلات؟!، إذ لها أهداف سياسية عدة ولعل أهمها إحداث التغيير الديمغرافي في المنطقة عبر الحرب الاقتصادية والبيئة ونشر التصحر وإفقار الأهالي ودفعهم لهجرتها”.
ويربط جقماقي نتائج هذه الحرب الاقتصادية، بالحرب السياسية والعسكرية التي يشنها الاحتلال التركي على الإدارة الذاتية واحتلاله عفرين وسري كانيه، ويقول: “في عفرين تم إجراء التغيير الديمغرافي قسراً، هنا يحاولون تهجير السكان بطرق مختلفة لكن الأهداف واحدة”.
أبعاد اجتماعية واقتصادية عدة
فللوهلة الأولى ربما ننظر للمشروع، على أنه مجرد فكرة لزراعة الأشجار، لكن الحقيقة أنه يهدف لمجابهة سياسات عدة تواجه المنطقة على المدى البعيد، اقتصادياً يساهم المشروع بتوفير قدر كبير من المال لإنتاج أربع ملايين غرسة (شتلة) من مختلف الأنواع، إذ تصل تكلفة شراء هذه الغراس اليوم إلى 27 مليار ليرة سوريّة، في حين يوفر المشروع نسبة 70% من هذا المبلغ على مدار ثلاث سنوات، ناهيك عن الفوائد الاقتصادية لهذه الأشجار عند الوصول لطور الإنتاج على المدى الطويل لاقتصاد المنطقة والمزارعين.
العامل الاجتماعي هنا هو الأساس لنجاح المشروع واستمراريته، وتوفير ما سبق ذكره يتم عبر تنمية روح التطوع في المجتمع الذي بات العبء الاقتصادي الحالي يغيّب العديد من جوانبه الحسنة.
هنا يقول زيوار شيخو أحد الأعضاء المؤسسين، أنه لم يتوقع أن يكون التجاوب المجتمعي والمؤسساتي مع مبادرتهم هذه بهذا الشكل الإيجابي الذي وصفه “المشجع”، وتابع: “المشروع أعاد تنمية الروح الجماعية للمجتمع، اليوم يساهم تكاتف فئات المجتمع عامةً بدءاً من الكومينات ووصولاً للجامعات والمؤسسات العامة في نجاح المشروع”.
إذ يشهد مشتل جامعة روج آفا كل يوم متطوعين من فئات مختلفة، للمشاركة في تعبئة الأكياس المخصصة لزراعة العقل والبذور، كما تساهم العديد من الجهات الخاصة والعامة بتهيئة الأرضية الخاصة للمشتل عبر تزويده بالآليات والأدوات اللازمة.
خطط مستقبلية
يخطط الفريق التطوعي في المستقبل القريب إطلاق حملات بيئة للحفاظ على النظافة وكذلك العمل على تنظيم برامج للتوعية وإلقاء محاضرات للأهالي في مجالات الحفاظ على البيئة وأهمية الزراعة النظيفة والحفاظ على الموارد البيئية والطبيعية.
نجاح هذا المشروع مرتبطة بعوامل عدة اجتماعية واقتصادية، لكنه يساهم بشكل كبير في ترسيخ منظمات المجتمع المدني التي تنطلق من وحي الواقع وببصمات مجتمعية واعية بعيداً عن أجندات سياسية أو اقتصادية تساهم في تحديد أهدافها وتوجيهها، “الجدائل الخضراء” التي اعتمدت على جدائل شعر نسائية للتعبير عن نفسها، تربط المجتمع الحالي بجذوره القديمة التي بدأت من الزراعة وساهمت المرأة في تطويره بشكلٍ كبير على مر التاريخ العريق لحضارات ميزوبوتاميا (بلاد ما بين النهرين).
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle