تقرير/ وفاء الشيخ –
روناهي/ قامشلو ـ للمرأة مشاركة فعالة في نهوض الاقتصاد المجتمعي؛ كونها حجر الأساس في المجتمع، وكل نشاط اقتصادي تؤديه سواء داخل أم خارج المنزل، ويكون بهدف إشباع احتياجات الأسرة والمجتمع من خلال تحقيق فائدة اقتصادية تعود بالمنفعة والتطوير نحو الأفضل.
ولطالما كانت المرأة هي العضوة الأساسية في عملية تطوير الاقتصاد، فهي التي تحافظ على اقتصاد منزلها وتقوم بتسيير أمور أبنائها، وتعتبر اللبنة الأساسية في عملية الاقتصاد، وبعد ثورة روج آفا تطور اقتصاد المرأة بشكلٍ كبير ليشمل الأصعدة كافة. ولكي نتعرف أكثر على اقتصاد المرأة في روج آفا التقت صحيفتنا بالإدارية في اقتصاد المرأة حورية شمدين فحدثتنا قائلةً: “قبل أي شيء نعمل على تطوير دور المرأة في كل مجالات الاقتصاد، ومساعدتها من الناحية الاقتصادية من خلال فتح مكاتب الاقتصاد والجمعيات التعاونية التي انشأت في روج آفا ـ شمال سوريا وعدم التفرقة بينهن”.
الريادة في تنظيم الاقتصاد
وبالنسبة إلى أهمية الاقتصاد أكدت حورية أن اقتصاد الشمال السوري يقوم على سياسية اقتصادية وأفكار جديدة ومتطورة؛ وتعدل بين الفئات الاجتماعية، وتتبع تنظيم محدد، وذلك للقضاء على الفكرة المترسخة في الأذهان على أن الاقتصاد أساسه المال فقط، وإنما العمل والتفكير على كيفية اكتساب الفائدة وتقديم المنفعة للجميع. وأضافت: “وكون المرأة الرائدة والأولى في تنظيم المنزل والمجتمع منذ العصور القديمة ولها دور فعال وبارز في المجال الاقتصادي؛ نوليها اهتماماً زائداً، حيث أنها اكتشفت الكثير من أساليب تسويق المنتجات التي تعود بالنفع على المجتمع”.
مشاركة أكثر من ثلاثة آلاف امرأة في الجمعيات التعاونية
وتابعت حورية: “وقدمت المرأة العديد من المشاريع الناجحة التي كان لها صدى كبير في الشمال السوري، وكانت البداية بإقامة مشروع الجمعيات الزراعية، وتقديم البذار والأدوية الزراعية اللازمة للموسم الزراعي، وشاركت أكثر من ثلاثة آلاف امرأة في تلك الجمعيات، بالإضافة إلى فتح مشاريع صغيرة في ديرك وكركي لكي، وتأجير المحلات التجارية دون مقابل للنساء اللواتي ليس لديهن مكان لبيع منتجاتهن المختلفة سواء كانت ألبسة أو منتجات غذائية، لذلك تم فتح سوق صغير في ديرك يشمل النساء كافة اللواتي يرغبن ببيع ما لديهن من منتجات وسلع وامتد المشروع على مدار سنتين وحقق نجاحاً كبيراً”.
وأكدت حورية أن اقتصاد المرأة سيعمل على إنشاء مشاريع عدة في مناطق أخرى من الشمال السوري، ولكن وفق تنظيم جديد، وتطرح المشاريع وفق طلبات الشعب واحتياجاتهم، كما يقدم اقتصاد المرأة الدعم المادي للمشاريع، بالإضافة إلى الإشراف الدقيق على المشاريع لتكون ناجحة ويستفيد منها فئات المجتمع كافة، كما افتتحت مداجن ومعامل الموؤنة وإنشاء ورشات الخياطة.
نظام مجتمعي
ونوهت حورية: “عند الدخول والعمل في مجال الاقتصادي تراودنا العديد من الأسئلة عن كيفية الحفاظ على المالية والصندوق وكيفية جمعها، وبالنسبة لنظام العمل الذي أسسته إدارة الاقتصاد وعملت عليه لكي تتمكن من مساندة الشعب؛ فإنه نظام يعمل مع واقع الحياة العملية والواقعية والعمل في نظام الجمعيات والمشاريع التعاونية التي تأسست لخدمة مصالح الشعب والمجتمع وتأمين حاجياته، والعمل على رفع مستوى دخل الأسر، وذلك بعيداً عن أنظمة النظام البعثي الذي فرضه على الشعب في الشمال السوري”.
السعي لتغيير تاريخ آلاف السنين
ويعمل اقتصاد المرأة على مفهوم ارتقاء الطبقات المعدومة والقضاء على البرجوازية وتفاوت الطبقات واختلافها، وخلق مساواة بين الشعب، وعلى هذا الأساس يتم تأسيس الجمعيات التعاونية لتحطيم الذهنية العنصرية، والهيئات الخاصة باقتصاد المرأة تسعى إلى تغيير تاريخ آلاف السنين السابقة، ذلك التاريخ الذي رفع من مكانة ذوي الذهنية المتحجرة والسلطوية والعنيفة على المرأة، وحط من شأن المرأة وقدراتها، والسعي إلى تقوية ذهنية المرأة وتحقيق الهدف واسترجاع حقوق المرأة التي سلبت منها، وتعريفها بكيفية بناء اقتصادها من جديد وبأساس متين وقوي.
العمل على تطوير المرأة في المجالين الصناعي والتجاري
ويسعى اقتصاد المرأة إلى تطوير المرأة في المجالين الصناعي والتجاري بشكل واسع وملحوظ ووضع الخطط المناسبة للعمل، كما أنه يتم التجهيز لبعض المناطق كالحسكة وسري كانية بوضع مولدات كهربائية ضخمة باسم جمعيات اقتصاد المرأة، والتخطط لإنشاء جمعيات خاصة بزوجات الشهداء، بالإضافة إلى إنشاء جمعيات في القرى والبلدات لنساء المكون العربي لتحسين الوضع الاجتماعي والمادي للشعب والمساواة بين المكونات كافة وعدم التفرقة بينهم، وبهذا الصدد؛ أكدت الإدارية في اقتصاد المرأة حورية شمدين: “جميع عضوات الجمعية متعاونات، ويقون بتسيير الأمور بالنحو المخطط، كما أن هنالك جمعيات خارج إدارة اقتصاد المرأة مثل جمعيات عوائل الشهداء والاقتصاد العام لروج آفا، يتم التعامل والمساندة في بعض الأمور، ولكن لكل واحدة منها إدارة خاصة، وأخيراً أتمنى أن يكون صندوق اقتصاد المرأة حافلاً بالنجاحات والمشاريع القيمة وأتمنى من كل النساء العمل نحو الأفضل لتطوير اقتصاد بلدنا وازدهاره”.
