No Result
View All Result
المشاهدات 1
مثنى عبدالكريم-
هي ساعات قليلة ستنقضي وبعدها نودع عاماً كان صعباً بكل المقاييس، سنة مليئة بالذكريات المؤلمة، ومع ذلك أرى الاحتفالات تعم كل مكان، فأقول لنفسي نعم دع الناس تعبر عن فرحها بخلاصهم من هذه السنة المثقلة بالآلام والمواجع، دعهم يأملون أن تكون الأيام القادمة مليئة بالسلام الذي ينقصنا على كل مستويات التراتيب الكونية بين السلام الروحي والنفسي والإنساني. ولكني لن أحتفل لأن الواقع يفرض علينا ألا نفرح، وخاصة إذا كانت طبول الحرب تُقرع حولنا، لست عدواً للفرح ولكن كل ما أطلبه أن نتذكر من يبيت في البرد القارس بمواجهة الموت في الجبهات، ومن يترك أولاده وأهله ليحرس احتفالاتنا بعيون متيقظة كالنسر وهمة كالأسد المتربص بفريسته، تذكروهم في احتفالاتكم وتذكروهم في صلواتكم وقداستاكم وأمانيكم.
إنهم يستحقون ألا ننساهم، وأشعلوا شموع المحبة والتقدير قبل أهازيج الفرح على أضرحة القادة الحقيقين، واحتفلوا معهم فهم سيفرحون بفرحكم وسيسعدون بمشاركتكم لهم في كل شيء، نعم أيها السيدات والسادة شاركوا شهداءنا فرحتكم بنهاية هذا العام، وجددوا أمام أضرحتهم العهد، عهد البقاء والنضال والاستمرار ودحر العدو واستعادة كل الأراضي المحتلة. اذهبوا أيها السيدات والسادة إلى مراكز الإيواء ومخيمات اللجوء وأشعروهم أنهم موجودون بين أهلهم، احتفلوا معهم وثم انطلقوا لاحتفالاتكم، أما أنا فسأنطلق نحو الحرية التي أعشقها لأكون مع رفاقي ورفيقاتي في عين عيسى التي تتعرض اليوم لمؤامرة دنيئة مريرة، لتقع بين مطرقة المرتزقة وقوات الاحتلال التركي وسندان الصمت الروسي المقيت، هذا الصمت الذي يمكن اعتباره ورقة ضغط تستخدمها روسيا لتمرير أجندتها على أساس المصلحة الشخصية وتغليبها على المصلحة العامة، التي يجب أن تضمن استقرار المنطقة. قد يستخف البعض بموقع عين عيسى ويقول ألا نوليها الكثير من الاهتمام؟
وهذا محط نقد لأن الحالة الطبيعية هي ذكر ما يجري بل وتقييمه فلماذا عين عيسى؟!
ولماذا اليوم ؟! ولماذا بهذا التوقيت؟
ذلك أن الفاشي الطوراني التركي الذين لا يشبع من دماء السوريين، اختار الوقت الذي بدأت تركيا فيه من الداخل بالتصدع والانهيار، ليحاول تصدير أزمته الداخلية بل ونشرها كوسيلة هرب مما يجري داخل تركيا من تململ شعبي وتصرفات أردوغان وصهره، الذي لم يجلب لتركيا إلا المزيد من العزلة والضغط والانهيار الاقتصادي، وهذا يجيب لنا عن سبب التوقيت والزمان والمكان. ولماذا ينشر جواسيسه ويدعمهم بكل شيء، محاولاً التوسع وبسط سيطرته الاستعمارية التوسعية على كل شيء يراه، ليتحرك كثور هائج وعلى مرأى ومسمع من الروس الذين لا يعيرون الموضوع أي اهتمام، كما يقول المثل “أذن من طين وأذن من عجين”، تاركين الساحة لفراغ بايدن وترامب واستمرار صراع عدم نقل السلطة بينهم ليستغل ذلك المحتل التركي، وخاصة مع الدعوات الروسية الرسمية لسوتشي جديد والذي سيتبعه كالعادة آستانا أخرى.
ولكن نقولها وكررناها مراراً.. خيارنا هو النصر وقرارانا هو النصر وإرادتنا هي النصر، فنحن أصحاب الأرض وحماة العرض، ولنا كل الحق في الدفاع المشروع، وعندنا الكثير من المفاجآت التي ستذهل العالم، فلسنا دعاة حروب بل نحن صناع السلام وحكاية وطن.
No Result
View All Result