خلال الأعوام الثلاثة الماضية، طرأت تغيرات ديمغرافية وسياسية عدة في مناطق شمال وشرق سوريا، تسببت في زيادة الكثافة السكنية في بعض مدنها على حساب البلدات والقرى في الأرياف، إضافة لكثافة سكانية طارئة نتيجة احتلال تركيا لبعض المناطق كعفرين وسري كانيه وبالتالي تهجير مئات الآلاف، ونزوح بعض السوريين من المناطق التي سيطرت عليها الحكومة السورية إلى شمال وشرق سوريا وتوجه القسم الأكبر من هؤلاء إلى بعض المدن كقامشلو التي باتت عصباً سياسياً وتجارياً في المنطقة، هذه الأحداث الطارئة دفعت بأسعار الإيجارات والعقارات للارتفاع حتى وصلت لعنان السماء دونما مبالغة، نتيجة انعدام التوازن بين العرض والطلب.
وعن سؤالنا حول هل يتوافق متوسط بدل الإيجار اليوم مع دخل الفرد، يقول جمعة “بالطبع لا، هناك منْ يكون قادراً على دفع الإيجار وهناك منْ لا يستطيع”، فمتوسط دخل الفرد في مدينة قامشلو يقدر بمئتي ألف ليرة سورية لذا تضطر غالبية الأسر للعمل في أكثر من وظيفة أو أن يعمل عدد من الأشخاص بالأسرة الواحدة لتغطية مصاريف العيش، وهنا توضح فاطمة هادي من سكان حي الغربي في مدينة قامشلو, أنها تمكنت من العثور على شقة للسكن لقاء 50 دولار أمريكي شهرياً, وتقول “ليس لدي مردود مادي سوى راتب زوجي المتوفي, ونحن مرغمون على دفع الإيجارات الغالية لعدم وجود قوانين تحدد أسعار إيجارات المنازل”.
وطرحت بعض الجهات في الإدارة الذاتية هذه المشكلة ضمن اجتماعات المجلس التنفيذي في إقليم الجزيرة، ويقول الرئيس المشترك لاتحاد الأصناف بقامشلو دوران عنز بأنهم يعانون منذ مدة من مشاكل عدة مع المكاتب العقارية في إقليم الجزيرة، حيث لا تلتزم المكاتب العقارية بالعقود الصادرة عن الاتحاد، إضافة لمشاكل بدل الإيجار؛ لذا فإن الاتحاد من الجهات المعنية في الإدارة بالتواصل، وبالفعل عقدت عدة اجتماعات وطرحت الحلول، وبموجبها تشكلت لجنة من هيئة الإدارة المحلية والبلديات والإدارة في الحسكة وقامشلو، إضافة لممثلين عن اتحاد الأصناف، وتصب هذه اللجنة جهودها كافة لإيجاد حلٍ لأزمة بدل الإيجار للشقق السكنية والمحال التجارية.
السابق بوست
القادم بوست