سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قصة اغتصاب تقشعر لها الأبدان… فهل من منقذ؟؟!!

تقرير/ أفين يوسف –
روناهي/ قامشلو ـ ليست الأولى ولا الوحيدة التي تعرضت للاغتصاب على يد المرتزقة المدعومين من الدولة التركية الفاشية، بل هي واحدةٌ من مئات النساء اللاتي يتعرضن للممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية يومياً على يد هؤلاء الطغاة بعفرين، وفي مناطق مختلفة من سوريا. إسراء يوسف خليل امرأة من ريف حلب الشمالي، في العقد الثالث من عمرها، وأم لطفلة صغيرة، وزوجة عنصر مرتزق من درع الفرات، تروي مأساتها عبر تسجيلٍ مصور.
نشر ناشطون تسجيلاً مصوراً لامرأة تدعى إسراء يوسف خليل من أهالي ريف حلب الشمالي وهي زوجة مقاتل في لواء السلطان سليمان التابع لـ “درع الفرات” المدعوم من تركيا، تتحدث فيه حول تعرضها للاغتصاب بقوة السلاح عدة مرات من قبل القيادي في اللواء ذاته والمدعو محمد الجاسم الملقب بأبي عمشة. والجدير بالذكر أن فصيله يتمركز في قرية الشيخ حديد بريف عفرين التي شهدت أيضاً عدة حالات اغتصاب لنسوة من أهالي عفرين، وبعضهن الآخر زوجات لعناصر في “درع الفرات”.
تروي إسراء يوسف خليل قصة معاناتها واغتصابها من قبل القيادي في لواء السلطان سليمان محمد جاسم الملقب بأبي عمشة بعفرين. وتحدثت إسراء في تسجيل مصور تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية قائلة: “أنا امرأة سورية من ريف حلب الشمالي، وزوجي مقاتل من عناصر درع الفرات، وبما أن محمد الجاسم أبا عمشة وأخوته يعيشون هنا بينما زوجاتهم في تركيا، طلبت منهم أن يعتبروني أختهم الصغرى، وأن أغسل لهم ثيابهم وأصنع لهم الأطعمة التي يشتهون، وهكذا بدأ المدعو أبو سراج وهو أخو أبو عمشة بالتردد إلى منزلي وإعطائي ملابسه لأغسلها له، وأحياناً كان يطلب مني أن أطهو بعض المأكولات التي يشتهيها فأقوم بتحضيرها وطبخها، وكان يعطيني المال أحياناً كونه يعلم أن راتب زوجي لا يكفينا، وفي إحدى المرات جاء أبو سراج من تركيا في الساعة الثانية عشرة ليلاً، ودخل المنزل وأخذ منا الهواتف والسلاح، وكان زوجي حينها قد أصيب بكسر ثلاثي في ساقه في إحدى المعارك، وحسب الشخص الذي كان يعالج الكسر فإنه طلب نقل زوجي للقرنية ليتم علاجه لأنه من المحتمل أن يصاب بالغرغرينا، لذلك طلب منا المدعو أبو سراج تحضير متاعنا للخروج والذهاب للقرنية أنا وسلفتي، وهنا قال أبو عمشة لأخيه أبو سراج لا تتدخل بهم! أريد أن أتحدث معهن في بعض الأمور”.
تابعت إسراء سرد القصة والدموع تنهمر من مقلتيها بغزارة وقالت: “أرسل أبو عمشة زوجي وأخاه إلى القرنية، بينما بقيت مع سلفتي وابنتي الصغيرة في المنزل، فقام أبو عمشة بقطع الكهرباء عن المنزل ووضعنا في غرفة معتمة، بينما أخاه سيف يحرس الباب، وأشعل أبو عمشة ضوء الجوال وبدأ بضربي وشتمي قائلاً: “أنت وحدة فلتانة”، فقلت له: لكن ماذا بدر مني يا “معلم” أنا أقوم بخدمتكم وأعتبر نفسي أختكم الصغيرة، لكنه انهال علينا بالضرب أنا وابنتي وسلفتي وهو يسب ويشتم ويهيننا، واتهمني بأنني أقوم بمساعدة أخيه أبي سراج لوجود علاقة جنسية بيني وبينه، وقلت له: إن هذا الكلام غير صحيح، فأنا امرأة حامل منذ ثلاثة أشهر وأغسل ثياب أبو سراج وأصنع له الطعام فقط بدافع إنساني كوني أعتبره أخاً لي، وأنا متزوجة منذ ست سنوات وليس لدي سوى هذه الطفلة، وهذا هو حملي الثاني، فقام بشدي من شعري وسحبني بعنف وجرَّني إلى الغرفة الثانية، ومن ثمَّ هددني بالمسدس وقال: “سأقوم بتصفية زوجك وأخيه إذا لم تخضعي لأوامري، ولن أخسر سوى رصاصتين، وسأقتل ابنتك، وهنا توسلت إليه ألا يفعل بهم شيئاً لأنني لا أملك في الدنيا أحداً سواهم فلا أقارب لدي ولا أهل، وقلت له سألبي طلبك لكن لا تقتل عائلتي ولا تؤذِ ابنتي، وهنا قام بتمزيق ملابسي وتعريتي وقام باغتصابي بكل وحشية، ولشدة وحشيته أجهضت جنيني ذي الأشهر الثلاثة، ومن ثم دفعني خارج الغرفة وهددني إذا قمت بإخبار أحد بما جرى بأنه سوف يقوم بتصفية زوجي وأخيه فوراً”.
أكملت إسراء: “بعدها قاموا بإحضار زوجي من القرنية، وقاموا بضربه وأدخلوه إلى المنزل، وعندها شاهدني زوجي وأنا أبكي وسألني عن السبب، لكنني لم أتكلم وقلت له: لا شيء، وأنا بخير فقط أشعر بألم في بطني، كنت خائفةً عليه ولم أخبره بشيء لأن أبا عمشة هدَّدني بقتله إذا ما أخبرته عن اغتصابي، ولأن زوجي يثق بي كثيراً صدقني ولم يدقق في الموضوع، لكن أبا عمشة رجل مجرم ونجس، غار من أخيه أبي سراج لأنه كان يتردَّد علينا وكنت أقوم بغسل ثيابه، فظن بي السوء واتهمني بأنني على علاقة جنسية معه، وقام باغتصابي بكل دناءة ووحشية”.
أكدت إسراء بأن محمد الجاسم أبا عمشة قائد لواء السلطان سليمان التابع لـ “درع الفرات” كان يقوم باغتصاب النساء بعد إرسال أزواجهن إلى القرنية بمهام مختلفة، وكان يهدِّدهن بتصفية أزواجهن إذا لم يقمن بتلبية رغباته، وأن العديد من النساء تم انتهاك عرضهن وأجهضن على يده في منطقة الشيخ حديد تحت تهديد السلاح وجميعهن زوجات مقاتلين في الفصيل ذاته.
تابعت إسراء سرد قصتها قائلةً: “في المرة الثانية بينما كنت مع زوجي نسير على طريق الشيخ حديد، توقفت بقربنا سيارة أبي عمشة المصفحة، وطلب من زوجي الذهاب لإحضار بعض المال من عند شخص يدعى الشيخ ابراهيم، وقال له سأقوم بإيصال زوجتك للمنزل وأنت اذهب لإحضار المال، كنت مذعورة جداً حينها، ونظرت إلى زوجي بخوف وقلق، لكنني لم أستطع التكلُّم وصعدت معه في السيارة، وتوسلت إليه أن يتركني بحالي، وقلت له: إنَّني بمثابة ابنته اليمامة، لكنه قال لي: لن أتركك أيتها الساقطة، وقام أحدهم بدفعي بقوة وعنف فاصطدم رأسي بباب السيارة ففقدت الوعي، ولم أصحُ إلا بعد وقت حيث كان أحدهم يرش علي الماء بالقرب من باب منزلي، وأدركت حينها أنه تم اغتصابي ثانية من قبل المجرم أبي عمشة، فخرجت من السيارة بسرعة وأنا مذعورة وخائفة، وفوجئت بأن أمي التي لم أرها منذ ثلاث سنوات موجودة في المنزل، وقد جاءت لزيارتي، لكني حاولت التصرف بشكل طبيعي كي لا تعلم بالأمر، واتصلت من فوري بزوجي للاطمئنان عليه، وسألني إن كان هناك شيءٌ لأنه قلق من اتصالي لكنني طلبت منه أن يعتني بنفسه ولم أقل شيئاً، وعند عودته رآني جالسة أبكي، فتساءل قائلاً: لماذا تبكين كلما خرجت من المنزل؟ لكنني لم أتكلم لأنني كنت أخاف عليه من بطش أبي عمشة”.
وتابعت: “في أحد الأيام اتصل أبو عمشة مع زوجي مجدداً وطلب منه مرافقتي لأنه سيتم التحقيق مع امرأة، وصعدنا في سيارة أبي عمشة المصفحة واتجهنا إلى أحد المنازل، وعند وصولنا طلب أبو عمشة من زوجي البقاء خارج المنزل للمراقبة، على أساس أنه سيدخل برفقتي إلى المنزل للتحقيق مع امرأة من حركة التحرر الكردستانية، ولأن زوجي يثق به لم يشك يوماً بتصرفاته بقي خارجاً بينما أدخلني أبو عمشة للمنزل، وقام بإغلاق الأبواب، ولم تكن هناك أية امرأة هناك، حاولت الصراخ لكنه هددني بالمسدس مجدداً، وقال: إنَّه سيقتل زوجي أمام الباب إذا صرخت أو تفوهت بكلمة، وبدأ يصرخ “هيا ادخلي نريد التحقيق معك”، وطبعاً كان ذلك للتمويه لكي يظن زوجي أن هناك امرأة يتم التحقيق معها، حينها وضع المسدس على رأسي وأدخلني الغرفة وقام باغتصابي للمرة الثالثة، وعند خروجي رآني زوجي وأنا أبكي وسألني لماذا؟ لكنني قلت له: إنني ذعرت من منظر تلك المرأة التي تم التحقيق معها، وقلت لزوجي حينها لا تحضرني مرة أخرى لهذه الأماكن، أنا لا أريد التحقيق مع أحد لأنني أخاف من هذه المشاهد”.
واستأنفت حديثها: “بعد أيام تعرضت لكسر في ظهري، وكنت طريحة الفراش ولا أستطيع التحرك أبداً، وكان زوجي يقوم بإصلاح السيارة بسبب تعرُّضها لحادث، وجاء أبو عمشة وطلب من زوجي إحضاري للذهاب في مهمة، وشرح زوجي له وضعي وأنني لا أستطيع الخروج بسبب كسر في الظهر، وسأله أبو عمشة بغضبٍ عن سبب تعرض السيارة للحادث وكان زوجي قد قام بإصلاحها بالكامل على حسابه، لكن أبا عمشة قام بزجه في السجن وتعذيبه لمدة ثلاث ساعات، وقام بإطلاق الرصاص من فوق رأسه لإرهابه، وكان في نيته قتله لكنه لم يفعل”.
في ختام حديثها توسَّلت إسراء لكل من يشاهد شريط الفيديو أن يساعدوها ويخلصوها من محنتها، وينقذوها من هذا الظالم.