No Result
View All Result
المشاهدات 29
رستم عبدو –
يعد الحوريون من أقدم شعوب الشرق القديم, حيث وصفهم أنجناد Ungnad في كتابه “سوبارتو” بأنهم أقدم التجمعات العرقية وعنصراً حضارياً من المقام الأول منذ العصر الحجري الحديث. كما أن سبايزر في كتابه الأصول الرافدية, سلّم بالوجود الأصيل للحوريين.
ظهر مصطلح “حوري” للمرة الأولى في القرن السادس عشر ق.م في المصادر الحثية, وظهر خلال القرن الخامس عشر ق.م في آلالاخ, حيث أن أدريمي ملك آلالاخ استخدم تسمية شابي خوري Shabe Hurri, كذلك ورد في النصوص الحورية والأورارتية والحثية بصيغة “خوردي” وتعني الجندي اليقظ, إلى جانب ورود العديد من الأسماء الحورية في وثائق ونصوص سومرية وأكادية ونصوص من ناكار (تل براك) ونابادا (تل بيدر) وأشنكم (جاغر بازار) وشخنا (ليلان), كما ورد اسم الحوريين في كتاب العهد القديم بصيغة “حُوريم”.
كان موطنهم الأصلي في المناطق الواقعة على جانبي المجرى العلوي لنهر دجلة وروافده الشرقية, حيث يرى بعض الباحثين أنهم جاؤوا في فترة متأخرة من المرتفعات الواقعة شمال شرق الهلال الخصيب, في حين يرى البعض الآخر بأن الحوريين هم السوباريون القدماء أو أحفاد السوباريين, إلا أن أغلب الباحثين يعتقدون أنهم قدِموا إلى منطقة أعالي دجلة عبر بحر قزوين من قفقاسيا Caucasias أو مناطق أخرى واقعة في الجهة الشمالية الشرقية وذلك اعتماداً على الروابط اللغوية والمواضيع الفنية.
انتشر الحوريون في المناطق الشمالية والشمالية الغربية من بلاد ما بين النهرين, التي كانت تسمى آنذاك بلاد سوبارتو, حيث أسسوا مدناً وإمارات, وكانت الهوية الفريدة للحوريين والموسيقا والمعبودات (الديانة) والطقوس بمثابة المفاتيح التي لعبت دوراً مهماً في تشكيل أولى هذه المدن والإمارات.
توسعت مناطق انتشارهم وزاد نفوذهم بعد انهيار مملكة ماري (تل الحرير). وبسقوط العاصمة البابلية بيد الحثيين كان الحوريون قد أسسوا مملكة قوية عرفت باسم مملكة حوري – ميتاني وكانت عاصمتها واشو كاني (تل الفخيرية), حيث امتدت هذه المملكة من زاغروس حتى فلسطين ويؤكد ذلك ما ورد في المصادر المصرية التي تعود إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة بالقول “الحوريون شعب يقطنون المناطق المتاخمة للحدود المصرية الشمالية” وكان المقصود سوريا وفلسطين الحالية.
أطلقت على بلادهم أسماء عدة مثل خرّي, أرض خوري وميتاني, خاني كلبات, نهري, نهرينا, ماتو نخريما, بلاد خارو.
كانت أوركيش (تل موزان) واحدة من المدن الرئيسية التي أسسها الحوريون في المنطقة السهلية الواقعة في أعالي الخابور بمحاذاة جبال طوروس، بل هي أولى المدن الحورية التي تشكلت في المناطق السهلية, وكانت مركز مملكتهم أواخر الألف الثالث ق.م, كما كانت في الوقت ذاته مدينة دينية هامة ومركزاً لعبادة كُمَرْبي Kumarbi الإله الرئيس في البانثيون الحوري وأب لجميع الآلهة، ويظهر في النصوص الحورية وهو يتجول في الجبال.
توسعت مملكة اوركيش لتصل إلى الجبهات الشمالية لبلاد ما بين النهرين في عهد سلالة أور، وماثلت أكاد في قوتها, ورد اسم اوركيش كذلك في نصوص من العصر البابلي القديم مصوغة بأسلوب اليوميات أو الدليل التجارية, حيث كانت أوركيش واحدة من تلك المحطات, وورد اسم أوركيش وبعض ملوكها في مراسلات ماري, كما ورد ذكرها في نصوص حثية كما في أسطورة سيلفر, وعلى لوح عائد لـ أتل شين Atal- Shen الذي ادعى بأنه ملك أوركيش ونوار.
No Result
View All Result