سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

جل أحلامها كرسي ترى من خلاله ضوء الشمس..!

تقرير/ غزال العمر-

روناهي/ جل آغا – حبيسة أربعة جدران تأمل أن تحصل على كرسيٍّ متحرك لعلّها ترى ضوء الشمس، وعلى هذا الأمل لا تزال صامدة وتواجه ظروفها القاسية وهي على فراشها الذي لا تغادره.
عائشة عايد الحسن، 39 سنة، مقعدة منذ سبع سنوات نتيجة التهابات مزمنة بالعمود الفقري لديها، ونتيجة ظرفها المادي الصعب لاستكمال علاجها أدى بها الأمر لحالتها هذه، فهي تواجه ظروف الحياة القاسية بكل صبر وإرادة، وجل ما تحلم به كرسي متحرك، فتعيش مع أمها وأخواتها اللواتي يعملن في جمع الحجر ليحصلن على يومية بسيطة تكفيهن سؤال الناس؛ بهذه الكلمات وصفت الحاجة فضة العبد العزيز والدة عائشة المرأة السبعينية وضعها وبناتها.
زواج غير متكافئ
تزوجت عندما كانت بعمر الـ24 سنة برجل يكبرها بأعوام لترزق منه بثلاثة أطفال لم يبق لها غير واحدٍ منهم؛ ليتوفى الاثنان فور ولادتهم بسبب الأمراض التي كانت تعانيها أثناء حملها دونما علاج، ربت عائشة وشقيت وأفنت عمرها بالعمل لتكون صحتها الضحية، حيث توفي زوجها بعد 14 سنة.
لا يزورها ولدها الوحيد إلا نادراً، ففي كل عامٍ تراه عدة أيام فقط، تنتظر سماع صوته في الهاتف كلّ حين مرة، فاضت عيناها بالدموع وهي تصف لنا مدى شوقها له.
مدفأة ولقمة طعامٍ
أمنياتها ليست بالكبيرة ولا المستحيلة، مدفأة ولقمة طعامٍ وفاكهة تشتهيها؛ صار هذا من أعظم أحلامها، تجد عائشة صعوبة بالتحرك وتعاني من ارتفاع أسعار الأدوية لتزيد شدة الألم من معاناتها.
تتساءل عائشة لماذا لا يحصل الفقراء على مساعدات وما من يد عونٍ تُمد لهم؟!
كل ما تحصل عائشة عليه هو مبلغ ٦٠ ألف سنوياً كمصروفٍ من أولاد زوجها المتوفى، حيث يخصصون لها ٥٠٠٠ ليرة شهرياً وهي لا تساوي ثمن علبة دواء بحسب تعبيرها.
“صِلُوا أرحامكم”
لا تطلب عائشة الحسن من أقاربها وأولاد زوجها الذين ربتهم أكثر من صلة الرحم لتنهي كلامها: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”