سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العلاقات الأمريكية ـ التركية إلى أين؟

تحقيق/ فيروشاه أحمد –
من طبيعة الأنظمة العالمية الاستبدادية وعبر التاريخ أن تحدِّد للدول الأخرى خارطة سياسية واقتصادية وتحدِّد لها سقفاً كي لا تتجاوز تلك الخارطة، وهذا حال أمريكا مع تركيا حين وضعت لهاً سقفاً بهذا الخصوص، لكن يبدو أنَّ الأتراك قد تجاوزوا هذه المحددات وبات طموحهم أكبر من تلك الخارطة، ولأنَّهم في إشكاليةٍ وصراع في سوريا بات التباين بين الدولتين واضحاً حين وقفت أنقرة مع المعارضة السورية وبخاصة مع درع الفرات.
كانت هذه المقدماتُ بدايةَ الشرخ بين الحكومتين وما يدعو المتتبِّع والمهتم أن يطرح عدة أسئلة على نفسه أو أن يقرأ الأزمة السورية بأكثر من عين وأكثر من اتجاه، كي يستشف ما قد يطرأ مجدداً على هذه العلاقة، أم أنَّ تركيا سوف تفعل كما فعلت في عفرين بأن تبيع الغالي من كرامتها السياسية مقابل أن يخسر الكرد مشروعهم الوطني؟
سرد تاريخي
لم تأخذ العلاقات الأمريكية شكلها الكبير صدفة، بل أصبحت متينة من خلال مجموعة أسباب منها اعتراف حكومة (عصمت اينونو) بإسرائيل كدولة عام 1949م هذا الاعتراف كان بمثابة توثيقٌ للعلاقات بين تركيا والغرب وأيضاً انضمام تركيا للحلف الأطلسي حينها تحوَّلت العلاقة بين البلدين إلى تحالف استراتيجي في وجه التمدُّد الشيوعي، خلال هذه المرحلة باتت تركيا لاعباً أساسياً ومدللاً لدى الأمريكان في رسم سياسات المنطقة.
أمريكا لم تخترْ تركيا حليفاً لها إلا من خلال أهميتها لأمرين اثنين، الأول موقعها الجيو سياسي والجيو استراتيجي، والثاني إمكانية عمل الحكومات المتعاقبة على تقديم خدمات لأمريكا، وهذا ما جعل تركيا رقماً هاماً في السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، أثناء الحرب الباردة بين القطبين الاشتراكي والرأسمالي فبقيت العلاقات متينة أيضاً وبخاصةٍ بعد مشاركة تركيا في قوات التحالف الدولية لضرب العراق في الكويت، وسماحها لأمريكا باستخدام أراضيها لأغراض عسكرية.
أما ما يخصُّ ما بعد سقوط السوفييت وظهور دول جديدة مجاورة لتركيا، ومن ثم أحداث الحادي عشر من أيلول 2001م وظهور إيران كقوة إقليمية كبيرة أخذت هذه العلاقات شكلاً آخر؛ فتوضحت معالم هذا التحوُّل والشكل من العلاقات أثناء الغزو الأمريكي للعراق 2003م حين ساندت أمريكا باشور كردستان بمنحه الفيدرالية، ونبشها الأحداث التي وقعت عام 1915م بخصوص المجازر العثمانية بحقِّ الأرمن، ومؤخراً تخلِّيها عن تركيا أثناء أزمتها مع الروس (سقوط الطائرة الحربية الروسيّة)، ودعمها لقوات سوريا الديمقراطية في محاربة داعش.
كانت حرب الخليج الثالثة 2003م بمثابة انفصال الروح عن الجسد بين واشنطن وأنقرة، حين منعت الأخيرة واشنطن من استخدام قاعدة أنجرليك الجويَّة أثناء غزوها للعراق. هذا الموقف كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، بعكس العلاقات التي كانت في حرب الخليج الثانية بينهما والتي أعادت الروح لهذه (تورغوت أوزال، حين رأى أنَّ هذه الحرب قد تكون بوابة يمكن من خلالها أن يكسب ودَّ الأمريكان ويعيد للبلدين علاقتهما إلى ما كانت عليه).
ما قام به أُوزال أثناء حرب الخليج الثانية من إغلاق خط استيراد النفط و الانضمام إلى الحصار الدولي على العراق، وقطع التبادل التجاري مع العراق وفتح القواعد العسكرية لأمريكا ولحلف الناتو؛ الفعل الجلي لعودة العلاقات إلى ما كانت عليه، بل أحسن مما كانت عليه بكثير، وبذات السياق كان لتركيا مطامع سياسية واقتصادية من هذا التحالف منها السيطرة على شمال العراق ومنطقتي الموصل وكركوك، هذا الموقف جعل الشارع السياسي التركي ينقسم على ذاته، قسم انتقد التبعية لأمريكا وقسم صغير مؤيد له.
بحسب منطق أمريكا لا يمكن أن يقال لها: لا! وحين حاولت تركيا أن تقول: لا لبعض السياسات الأمريكية نتيجة عدم تجاوبها ببعض الأمور المتعلقة بسياسات تركيا منها عدم اعترافها بقبرص التركية، وفي الفترة الماضية لوحظ تطوُّر في علاقات تركيا مع الروس وإيران وسوريا وحماس وتدهور علاقتها مع إسرائيل بعد حرب غزة الأخيرة 2009م وإغلاق تركيا قاعدة أنجرليك الجوية الأمريكية وعدم السماح للأمريكان باستخدامها.
تضارب مصالح تركيا في سوريا خلق إشكالية لها مع أمريكا
أصبحت الأزمة السورية بالنسبة لبعض الدول الإقليمية والدولية بورصة سياسية واقتصادية يمكن أن تفرِّق دولاً وتجمع دولاً بحسب مصالحها، والتباين في سياسات الدول هي من تجعل هذه العلاقات تكبر أو تصغر أو تضمحل.
والرؤية التركية للأزمة السورية أوقعتها في تناقضات مع أغلب الدول وقد تتقارب هذه الرؤى بحسب مصالح البلدين، فكانت الخلافات التركية الأمريكية من جملة الخلافات المهمة التي يمكن قراءتها من عدة أوجه؛ ومن جملة خلافات واشنطن وأنقرة إصرار تركيا على رحيل الأسد، بينما أعلنت أمريكا بأن محاربة الإرهاب تأتي بالمرتبة الأولى، وفيما بعد عدَّلت تركيا من موقفها حين وافقت على الرؤية الأمريكية من خلال لقاءات أستانا. ومن هنا يُمكن التأكُّد من أنَّ الأزمةَ بين البلدين شبيهةٌ بتلك التي حدثت بعد الغزو التركي للقسم الشمالي من قبرص عام 1984م عندما حظرت توريد الأسلحة لها، وها هي واشنطن مرة أخرى تُحَمِّل أنقرة تداعيات سياساتها في سوريا وهي تُحسِّن علاقاتها مع روسيا وإيران وتحاول أن تتجاهل أمريكا، هذا الخلاف أكَّد للشعب التركي أنَّ ما يحدث إنما هو نتيجة للتبعية التي صبغت العلاقة بينهما منذ عقود طويلة، لأنهم يدركون أنَّ أمريكا تتعامل معهم بفوقيَّة مباشرة وفي المجالات كافة.
وبالعودة للأزمة السورية ومدى تأثيرها السلبي على العلاقات بينهما، ظهرت عِدَّةُ إشكالات ساهمت بتوتير العلاقات بين البلدين؛ أوَّلُها دعمُ واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية والعمل معاً في تحالف يضمُّهما لمحاربة القوى الظلامية، بهذا الشكل دخلت مصالح البلدين في تقاطعات مُتعدِّدة وفي أكثر من مجال، مما أعطى لهذه العلاقة صفة التراجع والعد التنازلي لها، وكان لمجيء ترامب إلى البيت الأبيض الأثرُ البالغ في وصول علاقة البلدين لنقطة البداية، ولا يخفى على كلِّ مُتابعٍ أنَّ لإسرائيل اليد الطولى في تصعيد التوتر بين البلدين؟

مساعي الاحتلال التركي باءت بالفشل
الفوبيا السياسية التي تُلاحق الحكومة التركية هي بمثابة لعنة تاريخية وسياسية تتبعهم إلى أن تقوم للكرد قائمة، بإدارة ذاتيه وبمشاركة المكونات كافة في إدارة المنطقة. من هذه الفوبيا وتأثيراتها لن ترضى تركيا ببناء الكرد في سوريا لأي حالة وجود لهم حتى لو كانت الإشارةُ حمراء من دول العالم كافة، هذه اللعنة السياسية تلاحق أردوغان وحكومته؛ ولم يأتِ هذا الكلام من فراغ سياسي، بل نتيجة نجاح مشروع الأمة الديمقراطية في شمال سوريا في احتضانها شعوب شمال سوريا كافة وتلاحمهم معاً في التصدي للمرتزقة والاعتداءات الإقليمية، وهذه الأسباب مجتمعة وغيرها جعلت من العلاقات الأمريكية التركيَّة تسير نحو الهاوية، هذا الخوف من تبلور الكرد دفع تركيا ومرتزقتها لاحتلال مدينة عفرين في بدايات 2018م. وليبرِّر أردوغان هذا الاحتلال عمل على إحياء اتفاقية واهية بين حكومتي تركيا وسوريا الموقعة عام 1998م والتي يعتبرها أردوغان اتفاقية استراتيجية مع سوريا، وانطلاقاً من مبدأ محاربة الإرهاب وهو شعار عمل عليه كلُّ المتصارعين على سوريا، وما يتَّضح من ذلك لدى القوى الدولية أن الوجود التركي في سوريا يشكِّل خطورة على المصالح الأمريكية، وما ينتظر السوريين في هذه المرحلة الصعبة والحسَّاسة قد يكون الأصعب عليهم من كلِّ المراحل الفائتة، ومن الملاحظ أنَّ أمريكا بشخصية ترامب تدرس تحركات أردوغان وبقية الأطراف وتقرأ أجنداتهم في المستقبل السوري وتُحدِّد لهم سياسات تتعلَّق بوجودهم في مستقبل سوريا.

شعوب شمال سوريا تصدت للسياسات الخارجية
العلاقات الدولية وفق منظور الاستراتيجية الأمريكية تؤكِّد على المصالح قبل أيِّ شيءٍ آخر، ومن أولويات هذه السياسة أنها تراقب وتحلِّل ديناميكية الحكومات في الشرق التي تهدِّد مصالحها، وتبقى تركيا الدولة الأكثر إقلاقاً لهذه السياسة وبخاصة في سوريا.
منذ 2002م ظهرت بوادر الخلافات بين البلدين، أمريكا تعمل وفق مبدأ استغلال الفرص وها هي تعمل في تحالف مع الكرد في محاربة الإرهاب كونها قرَّرت أن تكون مناطق نفوذها شرق الفرات وهي المنطقة التي يقطنها الكرد، وبالأمس تخلَّت عنهم وقايضت تركيا بوجهة أخرى (عفرين).
شعوب شمال سوريا ومن خلال دبلوماسيتهم وقوات سوريا الديمقراطية يحاولون الاستفادة من التناقضات السياسية بين الدول وبخاصة بين تركيا وايران، وبين تركيا وأمريكا حتى تستطيع بناء فيدراليتها الديمقراطية في الشمال السوري، وحماية مناطقهم من التدخلات الخارجية ولا سيما العدوان التركي يلجأ إلى تسويات ومقايضاتٍ مع أمريكا وغيرها لإفشال مشروعهم الوطني.
________
المصادر.
د. سعيد الحاج ………………مقال. باحث في الشأن التركي.
بكر البدور ………………… مقال. باحث. في شؤون الشرق الأوسط.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle