الطورانية التركية وحقدها الدفين على الأرمن

مثنى عبد الكريم –

لا تزال الفاشية التركية الطورانية مستمرة بعنجهيتها التي تنم عن كيان سرطاني خبيث يحاول الانتشار في كل أرجاء الجسد الإنساني، ولا تزال ترسم خطوط حروبها والتي أصبحت تعتمد اليوم الحرب بالوكالة، عبر إرسال مرتزقتها من السوريين (السوريين من فصائل المعارضة الخاضعة لجيش الاحتلال التركي) إلى ليبيا أولاً ليعودوا جثثاً وأشلاءَ على يد الجيش الليبي في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل سوى أن سلطانهم الذي جعلهم كعبيد وتربع على رؤوسهم وحولهم لدمى يلعب بها كلما أصابه ملل، وها هو الآن يعود ليرسلهم إلى حرب أيقظها الطوراني الأرعن عبر تحريض أذربيجان على أرمينيا ولم يكتفِ بهذا، بل دعم أذربيجان عبر استخباراته وتسخير طاقته العسكرية والمعلوماتية والإعلامية من جهة، ومن جهة أخرى عبر إرسال المرتزقة السوركيين إلى القتال على جبهات أرمينيا في إقليم قره باغ والتي قررت أرمينيا الاعتراف باستقلاله وسيادته وكذلك حمايته من هذا الهجوم الظالم.

هنا تحضرني أسئلة تمنيت أن يجيب عنها أحد ممن يتهمون (قسد) بالانفصال والإرهاب ألا وهي: هل سمعتم يوماً أن قسد تقاتل في العراق مثلاً؟!

هل سمعتم أنها قد أرسلت بعضاً من أفواجها وقطعها العسكرية لتقاتل في إيران؟!

هل سمعتم بأنها فرضت التعامل بغير الليرة السورية؟!

هل رفعت قسد أو مسد على أي بناء من أبنية إداراتها علماً لأي دولة؟!

هل سمعتموها تحرض أحد على أحد أو يصدر منها أي بيان يحرض على الكره والحقد والعنصرية؟!

والسؤال الأهم هل لديكم عقول تفكرون فيها وتقيمون وتحللون ما يجري اليوم على الساحة السياسية؟!

لا يمكن للحقيقة أن تختبئ خلف حجاب الكذب والخداع ولا يمكن للشمس أن تحجب بغربال.

وها هو اليوم شعوب شمال وشرق سوريا يقف مع المظلوم ويدعو له، فلم تبدأ أرمينيا الحرب وإنما من بدأتها أذربيجان والتي باتت تستعمل أسلوب الاستنزاف عبر التضحية بعدد من قواتها، وكل ما أخشاه هو هجوم مباغت قوي عبر تقنية جر الفريسة إلى الفخ، رغم استعداد أرمينيا وجاهزيتها، وكلي ثقة بنصرها فلن يسمح أحفاد المليوني شهيد وشهيدة والملايين المهجرة في أصقاع الأرض بأن يعود التاريخ لذكرى سيفو ١٩١٦ ولن يسمح هؤلاء الأشاوس بتكرار تلك الإبادة والمذبحة التي لن ينساها التاريخ ولا تزال محفورة في أعماق الذاكرة بكل تفاصيل الألم المر.

أعجبني منظر بل ولأكون أكثر صدقاً هزَّ مشاعري وأبكاني عندما رأيت عبر القنوات التلفزيونية الأرمينية الآلاف من الرجال والنساء والشباب والكهول بل وحتى الأطفال يحتشدون أمام مكاتب المتطوعين ليسجلوا أسماءهم ليذهبوا لجبهات القتال، منظر أم تودع أولادها لأختها وهي تستعد للالتحاق بوحدتها العسكرية وأولادها يقولون لها عودي منتصرة أو لا تعودي أبداً، ذكرني هذا المنظر بمقاومة كوباني وسري كانيه وكري سبيه وعفرين، فأيقنت أن النصر قادم لا محالة وأنهم لن يهزموا ولن تستطيع قوة في العالم أن تكسر إرادتهم بالثأر ممن فعل كل شنيع بحق الأجداد فالأحفاد، لن ينسوا وكل شريف لن ينسى وستُحكى حكاية وطن.