مؤتمر اقتصاد المرأة الثاني تكلل بجملة مشاريع اقتصادية تفتح أمامها الآفاق

تقرير/ نشتيمان ماردنلي –

روناهي/ قامشلو- لمناقشة الصعوبات التي واجهت المرأة في المجال الاقتصادي بالإضافة إلى دراسة خطط العمل والوضع التنظيمي والأعمال المنجزة على صعيد تطوير اقتصاد المرأة خلال العامين الأخيرين أقيم مؤتمر اقتصاد المرأة الثاني مؤخراً

من الضروري للمرأة معرفة وفهم وتحليل مكانتها ودورها في المجتمع بكافة المجالات لتلعب دورها بالشكل المطلوب، ومن أهمها المجال الاقتصادي الذي يعتبر أساساً لتحقق استقلالها الذاتي بعد أعوام من حرمانها من حقها من قبل الذهنية الذكورية والأنظمة المستبدة، وعلى هذا الأساس وبتاريخ 21 أيلول 2020, انطلق مؤتمر اقتصاد المرأة الثاني في جامعة روج آفا بقامشلو بحضور 80 مندوبة من كافة مناطق شمال وشرق سوريا وممثلات عن المؤسسات المدنية.

لأن اقتصاد المرأة لا يزال يواجه صعوبات وتحديات عدة ركز مؤتمر ستار من خلال عقد المؤتمر الثاني لاقتصاد المرأة مؤخراً على مناقشة الصعوبات التي واجهته خلال العامين الأخيرين لإيجاد الحلول المناسبة لها، لأن أول أهداف المؤتمر هو فتح الآفاق أمام المرأة باستمرار، وتشجيعها على الانخراط في كافة المشاريع التي تدعم الاقتصاد المجتمعي.

رد على كافة أشكال العنصرية

وحول الصعوبات التي مر بها اقتصاد المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا بينت الإدارية في لجنة اقتصاد المرأة بمؤتمر ستار غالية نجار لصحيفتنا بأن المرأة في شمال وشرق سوريا مرت بالكثير من الصعوبات والعوائق التي كانت تقف حاجزاً أمام تقدمها على كافة الأصعدة من هجمات خارجية وسياسات أيديولوجية تحاك ضدها على وجه الخصوص، بالإضافة إلى الذهنية الذكورية في مجتمعاتنا, لكن هذه التحديات لم توقف عمل المرأة وإرادتها في التقدم والسعي لتحقيق الأفضل لمجتمعها ومحيطها وذاتها على الدوام.

مؤكدةً بأن أول أهداف انعقاد المؤتمر هو أن يكون رداً على كافة أشكال العنصرية والهجمات الخارجية بكافة أشكالها.

وبالرغم من كل المساعي لدعم المرأة اقتصادياً إلا أنه لا يزال اقتصاد المرأة في شمال وشرق سوريا يعاني من بعض العقبات، منها نقص الأيدي الخبيرة، ونقص الدعم أيضاً، وهذا ما يشكل عائقاً أمامها للوصول للاكتفاء الذاتي بشكل تام.

وعن دور مؤتمر ستار بدعم المرأة اقتصادياً ومخططهم بهذا الخصوص أضافت غالية: “نحن في مؤتمر ستار كلجنة مهتمة بشؤون اقتصاد المرأة ستكون أغلب اهتماماتنا في الأوقات المقبلة هو السعي لتطوير اقتصاد المرأة عن طريق الاهتمام بالزراعة لغنى الأراضي الزراعية في مناطقنا بشمال وشرق سوريا، للوصول إلى الاكتفاء الذاتي الذي يحقق التوازن في المجتمع, كما نسعى إلى الاهتمام بالناحية التجارية والصناعية أكثر لتحقيق التكامل بين كافة الأجزاء التي تطور من اقتصاد المرأة”.

ونوهت غالية إلى أن المؤتمر أنجز الكثير من الأعمال الداعمة التي فتحت آفاقاً كثيرة أمام المرأة من بناء الجمعيات الزراعية والحيوانية والتجارية ومجال البيع والشراء والتسويق، كما حقق إنجازاً فعلياً للإنتاج الحرفي والصناعي.

وأردفت: “ساهمت جمعيات الاقتصاد المجتمعي في شمال وشرق سوريا في تطوير اقتصاد المرأة وإيجاد فرص العمل الجماعي التضامني والتي تهدف إلى كسر احتكار بعض التجار وعلى وجه الخصوص في الفترة الراهنة التي تمر بها المنطقة من غلاء بعد فرض قانون قيصر على الحكومة السورية التي أثرت سلباً على اقتصاد البلاد بشكل عام”.

“المرأة تنير الآفاق للنصف الآخر”

مسترسلةً بأن المرأة في شمال وشرق سوريا حققت منجزات مباركة إلى أن وصلت لمرحلة العالمية نوعاً ما، وقالت: “أصبح يحتذى بالمرأة في شمال وشرق سوريا في كافة أرجاء العالم من خلال مشاركتها رغم كل العوائق في كافة المجالات والأصعدة، منها السياسية والثقافية والعسكرية، وعلى وجه الخصوص الاقتصادية لأن الاقتصاد جزء لا يتجزأ من السياسة فعلى المرأة معرفة ذاتها سياسياً لتستطيع أن تتألق في الاقتصاد وتحقيق استقلالها الذاتي بعد أعوام من فرض سياسة حرمتها من حقها في الإدارة والاستقلال فالسياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة”.

ضعف اقتصاد المرأة يعود إلى ما قبل ثورة روج آفا والشمال السوري، بحسب غالية، مبينةً أن حقوق المرأة كانت مهضومة بشكل كامل، ولكن بعد ثورة روج آفا حققت بنفسها قفزة غيرت المفاهيم إلى درجة كبيرة، وأصبحت المرأة هي الريادية في مجالات كانت حكراً على الرجل.

وفي ختام حديثها ناشدت الإدارية في لجنة اقتصاد المرأة بمؤتمر ستار غالية نجار كافة النساء أن يكسرن حواجز التخلف التي تبقيها مقيدة، وأن تكافح للوصول إلى حقيقتها التي تؤكد بأن المرأة نصف المجتمع وهي من تنير الآفاق للنصف الآخر، وقالت: “لأجل أن تحقق مبتغاها في التوزان والاكتفاء والقضاء على كافة أشكال التمييز ضدها”.

وعلى أساس النقاشات حول خطط العمل والهيكل التنظيمي والمواضيع والاقتراحات التي تطرقن إليها الحاضرات خلال المؤتمر اتخذت قرارات عدة مشاريع والعمل عليها ليكون نتاجها إيجابياً ويحمل في طياته النهوض بالمرأة والمجتمع، ومن أبرزها: بناء أكاديمية اقتصاد المرأة, فتح مصنع المحارم, افتتاح تدريبات للمرأة في مجال الاقتصاد, تطوير الزراعة المروية, تنظيم مشروع جمعية الحيوانات الصغيرة في 100 قرية من قرى شمال وشرق سوريا, وفتح وكالة بحوث لتطوير اقتصاد المرأة.

واختتم فعاليات المؤتمر بقراءة أسماء الإداريات اللواتي تم اختيارهن في النواحي والمقاطعات في الأقاليم الثلاثة، وهن بدورهن أقسمن على أن يواصلن العمل بكل جد ومثابرة.