نارين متيني: “حوار الكرد لم يتوقف وعلينا أن نتفق”

حوار/ إيفا ابراهيم –

أكدت رئيسة تيار المستقبل الكردستاني نارين متيني بأن الحوار الكردي – الكردي بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية مستمر. وناشدت جميع القوى السياسيّة الدوليّة والهيئات والمنظمات القانونيّة الإنسانيّة العالميّة، وبخاصةً الأمم المتحدة في القيام بواجبهم الإنساني والأخلاقي والقانوني.

ولمعرفة المزيد حول هذه المواضيع؛ أجرت صحيفتنا معها الحوار التالي:

– يقوم مرتزقة الاحتلال التركي بقطع مياه محطة علوك عن المدنيين في الحسكة في سابقة لم تشهدها التاريخ؛ أين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، من كل ما يحدث؟

طبعاً مع الأسف الشديد المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ترى وتسمع كل ما يفعله هؤلاء المجرمون من مرتزقة جيش الاحتلال التركي، ومن يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية، دون أي موقف أو فعل رادع لما يفعلونه، بدءاً من جرائمهم في مناطق شمال وشرق سوريا، وبخاصةً في المناطق المحتلة “كعفرين وكري سبي (تل أبيض) وسري كانيه (رأس العين)، وآخرها جريمة قطع المياه “محطة علوك” عن مليون مواطن سوري في منطقة الحسكة وريفها. ويبدو أن هذه المنظمات والمجتمع الدولي أيضاً، باتوا يفضلون مصالحها مع دولة الاحتلال التركي، وتنظيم الإخوان المسلمين صانعي مرتزقة داعش، والارهاب على واجباتها الأخلاقية والقانونيّة والإنسانيّة، ويبدو إنها مستفيدة من علاقاتها بأردوغان الذي يغريهم بالمال، وبمساعدة بعض الشخصيات العالمية والدول، مثل قطر الداعمة لتنظيم الإخوان المسلمين، ليسيطروا على حكم دول مثل تونس وليبيا واليمن ولبنان وسوريا ومصر.

– صرح المرشح للرئاسة الامريكية جو بايدن بأنه عند فوزه بالرئاسة الأمريكية سيعمل على دعم المعارضة التركية لإسقاط نظام أردوغان؛ هل تدخل هذه التصريحات في إطار الحملة الانتخابية أم هناك شيء آخر؟

أعتقد أن تصريحات جو بايدن، أو أي مرشح للرئاسة الأمريكية غالباً ما تستهدف العواطف لدى الناخب الامريكي. ولكن؛ في الحقيقة أن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية تتعدى الأفراد حتى ولو كان رئيس الجمهورية، ومن ناحية أخرى المرشح الديمقراطي بايدن في حال فوزه سيكون له تأثير نسبياً في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ممكن في حال كان متوافقاً مع سياسة الكونغرس الأمريكي والإدارة الأمريكية ككل، ويبدو حسب متابعتنا للعلاقات التركية الأمريكية المتدهورة، أن هناك نية فعلية ضد تصرفات أردوغان ومغامراته وتوغله داخل حدود الدول، والأهم بأنه أصبح بعيداً عن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، لا بل أصبح يشكل تهديداً حقيقياً لمصالحها في الشرق الأوسط.

ـ ما رؤيتكم للأوضاع في المناطق السورية بشكلٍ عام، ومناطق شمال وشرق سوريا بشكلٍ خاصٍ؟

الأوضاع في مناطق شمال وشرق سوريا أفضل بكثير من المناطق الأخرى سواءً المناطق التي تحت سيطرة الحكومة السورية أو المحتل التركي، ومن النواحي كافة بالرغم من وجود الكثير من النواقص والمشاكل الروتينية. إن مناطق شمال وشرق سوريا لها إدارات تدار من قبل أبنائها، وقوى عسكرية تحميها، والمقبولة من كافة شرائح شعوبها. ولكن؛ يتم محاربتها بكل الوسائل والطرق من قبل المحتل التركي والنظام السوري لإفشالها، كما لا يخفى على أحد بأن الحكومة السورية والاحتلال التركي متفقين على محاولة إنهاء هذه التجربة الناجحة؛ لأنها تضر بمصالحها في السيطرة على مقدرات الشعوب في منطقتنا، ولولا هذه الحروب التي تشن على مناطقنا والكم الهائل من المؤامرات؛ لكان الوضع أفضل بكثير من الآن، فأبناء شمال وشرق سوريا مستبعدين من المحادثات الدولية، وهذا دليل على مدى محاربة الاحتلال التركي وبعض القوى الأخرى لحقوق الشعب الكردي خاصةً والسوري عامةً. ولكننا؛ نؤكد دائماً أن لا حلول للأزمة السورية دون حل القضية الكردية، وإنهاء الاحتلال التركي لمناطق سوريا كافة.

ـ نأتي إلى مبادرة وحدة الصف الكردي، هل توقفت بين الأطراف الكردية، وما هي الخطوات القادمة أن وجدت؟

المبادرة بين الأطراف الكردية مستمرة، وتستأنف أحياناً حسب الظروف المحيطة. ولكنها؛ لن تتوقف ولا بد لها من الاستمرار؛ لأن لا حل أمامنا سوى أن نتفق، فالمبادرة تسير بشكلٍ جيد رغم بعض التأخير، كما يتم بناء التوافق خطوة بخطوة، ونتطلع في الأيام المقبلة القريبة إلى التوصل لاتفاق كامل، ونستبشر خيراً لما فيه خير لشعبنا الذي يعاني من ظروف صعبة واستثنائية، وينتظر أن تنتج تضحيات أبنائه إلى توافق الكرد وبناء وحدة قوية فيما بينهم.

ـ في نهاية هذا الحوار؛ هل من مناشدة ولمن؟

طبعا مناشدتنا هي للقوى السياسيّة الدوليّة والهيئات والمنظمات القانونيّة الإنسانيّة العالميّة، وبخاصةً الأمم المتحدة أولاً، وأمريكا وروسيا الدولتان العظميتان الموجودتان في مناطقنا ثانياً، بأن يقوموا بواجبهم الإنساني والاخلاقي والقانوني؛ وذلك بالضغط على دولة الاحتلال التركي للخروج من مناطقنا المحتلة في عفرين وسري كانيه وكري سبي، ومحاسبتها على كل الجرائم الوحشية التي تندى لها جبين البشرية، وكف يدها عن سوريا وباشور كردستان ودعم حقوق الشعب الكردي في كل أجزاء كردستان.