سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

براكيات على جوانب الطرق ومفارقها في الشهباء

تنتشر براكيات بيع المواد المختلفة على مشارف الطرق في مقاطعة الشهباء، ويعتبرها مُهجّرو عفرين مصدر رزق لهم وإعادة إحياء المنطقة، للاستمرار في المقاومة حتى تحرير عفرين.
تشهد مقاطعة الشهباء في الريف الشمالي لمدينة حلب تدميراً شبه كامل للبنية التحتية إثر المعارك والاشتباكات التي شهدتها المنطقة على مدى خمسة أعوام، بين مرتزقة الاحتلال التركي وقوات الحكومة السورية من جهة ومرتزقة داعش من جهة أخرى حتى تحريرها من قبل أبنائها وبناتها عام 2016.
وتحررت مقاطعة الشهباء من مرتزقة داعش، على يد قوات جيش الثوار وجبهة الأكراد من أبناء المنطقة، ونتيجة الحروب والقصف الهمجي على القرى والبلدات في الشهباء تدهورت البنية التحتية بالكامل وأصبحت غير مؤهلة.
مرتزقة الاحتلال التركي وداعش دمروا قرابة 70 بالمئة من البنية التحتية، ناهيك عن تدمير وسرقة المنشآت الحيوية للمنطقة.
ومع بدء العدوان التركي ومرتزقته على مقاطعة عفرين؛ اضطر الأهالي إلى النزوح والتوجه صوب مقاطعة الشهباء، للاستمرار في المقاومة.
الأهالي أعادوا هيكلة المنطقة وإحياءها من جديد، وذلك عبر ترميم المنازل شبه المدمرة وترميم المحال التجارية، بالإضافة إلى فتح براكيات على جوانب الطرق ومفارقها.
ومن أجل تأمين لقمة العيش والاستمرار في المقاومة قرر مُهجّرو عفرين بناء براكيات صغيرة لبيع حاجات المواطنين اليومية، بالإضافة إلى ترميم المحال التجارية، عبر جمع الخردوات من بين الركام لترميم محالهم ومنازلهم بها.
وتكثر الأحاديث بين المُهجّرين حول ذكرياتهم في عفرين ومصدر رزقهم هناك، وكيف تم سلب كل شيء منهم من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، فقرروا أن يعيدوا إحياء الشهباء من جديد، والاستمرار في المقاومة حتى تحرير عفرين من الإرهابيين وعودة جميع المُهجّرين إلى درياهم.
المواطن علي حسين، يقول إنه كان يعمل سابقاً في الزراعة والاهتمام بأشجار الزيتون في عفرين، وكانت حالتهم جيدة، وعند تهجيره إلى مقاطعة الشهباء افتتح براكية لبيع المواد الغذائية بالإضافة للوقود.
وأضاف حسين “هدفنا من فتح براكيات ومحال تجارية هو من أجل تأمين لقمة العيش، وإلا نبقى عاطلين عن العمل، في بداية تهجيرنا كنا نعاني ظروفاً صعبة، وقررنا أن نفتح براكيات بجمع خردوات من بين الركام”.
ومن جانبه لفت المواطن حيدر سيدو، أن البنية التحتية لمقاطعة الشهباء كانت مدمرة بشكلٍ شبه كامل نتيجة الحروب التي شهدتها المنطقة لأعوام.
سيدو كان يملك محلًّاً لبيع الخردوات ومستلزمات الصرف الصحي في عفرين، ومن أجل تأمين مستلزمات الصرف الصحي في الشهباء قرر أن يفتتح مرة أخرى محلًّاً لبيع الخردوات كون المنطقة تعاني من بينية تحتية هشة.
وأضاف سيدو: “نحن أهالي عفرين، لا نستطيع أن نبقى من دون عمل، وننتظر المنظمات الدولية لتقديم مساعدات لنا، هدفنا تأمين لقمة العيش ومساعدة الأهالي وإعادة إحياء المنطقة من جديد”.
واختتم سيدو حديثه بأنهم وعلى الرغم من الظروف الصعبة مستمرون في مقاومتهم، مؤكداً على استمرار المقاومة في الشهباء حتى تحرير عفرين والعودة إليها في أٌقرب وقت ممكن؛ وهذا بحسب وكالة هاوار.