سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

استقبال العام الدراسي الجديد بتحديات جمة أبرزها؛ مكافحة وباء كورونا..

تقرير/ آلان محمد –

روناهي/ الحسكة- من ترِكات الهجوم الوحشي التركي على العديد من المناطق في شمال وشرق سوريا, هو ابتعاد عشرات الآلاف من الطلبة عن مدارسهم, وبالتالي تأثر العملية التربويّة والتعليميّة برمتّها, مما أدى إلى خروج المدارس بأكملها في المناطق المحتلّة عن الخدمة, وتعطلت العديد منها في المناطق الأخرى, ومع بدايةِ العام الدراسي الجديد، بذلت هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتيّة, جهودٍ مضنية, لإعادة جميع الطلبةِ إلى مدارسهم.
من أصعب المراحل التي مرت بها العملية التربوية, والتي كان لها أثراً سلبياً بالغاً على الطلبة هو الهجوم التركي الهمجي بتاريخ 9/10/ 2019 للعديد من المناطق في شمال وشرق سوريا, والذي أدّى إلى موجةِ نزوحٍ هائلة إلى المناطق الأخرى في شمال سوريا وعلى وجه الخصوص مقاطعة الحسكة, وخروج العديد من المدارس عن الخدمة بسبب تحويلها لمراكز إيواء للمهجرين قسراً, فكان لابدّ من أن الجهات المعنية بمتابعة هذا الموضوع لمعالجتهِ بشكلٍ سريع ووضع الحلول الناجعة, لعودة كافة التلاميذ إلى مدارسهم.
“بدء العام الدراسي الجديد”
وفي متابعةٍ لصحيفتنا روناهي لآخر المستجدات الحاصلة في التحضيرات لهذا العام الدراسي الجديد بالحسكة التقينا بالرئيسة المشتركة للإدارة العامّة للتربية والتعليم في مقاطعة الحسكة, جيندا علي أحمي, لتحدثنا عن ذلك قائلةً: “بعد صدور التعميم عن هيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا, ببدء العام الدراسي الجديد اليوم، بتاريخ 23/8/2020 دوام إداري، وتحديد موعد الدوام الرسمي للطلبة بتاريخ 1/9/ 2020, فرزت الإدارة العامة للتربية والتعليم في مقاطعة الحسكة, المدرسين ومدراء المدارس, لكافة المراحل ابتدائي، إعدادي، ثانوي”.
مشيرةً إلى أنهم عقدوا اجتماعاتٍ مكثفة, للتأكد من جهوزيتهم التامّة للقيام بأداء واجبهم التربوي بالطريقة المُثلى والسليمة, ومن خلال الاجتماعات قيموا المدرسين وفرزوهم وفقاً لكفاءتهم, وجهودهم، مؤكدين على ضرورة التركيز على مراعاة الحالة النفسية والعائلية والاجتماعية للطلبة, خصوصاً الطلبة المهجرين, وتابعت: “أي بمعنى آخر ستكون مسؤولية كلِّ مدرسٍ على حدة بأن يكون معلماً ومرشداً نفسياً بذات الوقت, وهذا من شأنهِ أن يرفع من الطاقةِ الإيجابيّة لدى الطلبة, ويصب في نجاح العملية التربويّة”.
“وباء كورونا رديف العدو التركي”
بالتزامن مع هجمات الاحتلال التركي الفاشي التي لازالت تتكرر بين الحين والآخر على بعض المناطق في شمال وشرق سوريا, ظهر العدو الجديد بالخفاء “وباء كورونا” محاولاً فرض سيطرته لتعطيل الكثير من الفعاليات المؤسساتيّة, ومنها المؤسسة التعليميّة, وبهذا الخصوص بيَنت جيندا بالقول: “اتخذنا الكثير من الإجراءات والتدابير الوقائية, للحد من تأثير هذا الفيروس، ومنها أننا حالياً بانتظار قرار خلية الأزمة في إقليم الجزيرة, في حال استمرار قرار حظر التجوال لمدةٍ أطول من التي كانت مقررة, سنقوم بمباشرة العملية التربويّة عن بعد, من خلال القنوات الرسميّة في الإدارة الذاتية, مثل قناتي روناهي وروج آفا”.
منوهةً بأنهم تحسباً لهذه الحالة حددوا الآليّة المناسبة لمتابعة سير العملية التربوية في الوقت المطلوب, وذلك بتشكيل لجان من الإدارة العامة للتربية والتعليم في المناطق التابعة لها, وستكون مهمة هذهِ اللجان متابعة المعلمين في كافة القطاعات وتقييم متابعة المعلمين للطلبة, من خلال ما هو متاح ومتوفر, مثل تواصل المعلمين مع أهالي الطلبة عن طريق تطبيق (واتس آب)، بحسب جيندا.
آلية تقسيم الدوام للتباعد الاجتماعي..
وذكرت أيضاً بأنه في حال عدم استمرار فترة الحظر, ببداية الشهر القادم سيطبق الخطة الثانية وهي تقسيم الدوام الرسمي لمرحلتين, تكون بدوام طلاب الصف “الأول والثاني والثالث من المرحلة الابتدائية”, لأيام السبت والأحد والاثنين, وطلاب الصف “الرابع والخامس والسادس”, لأيام الثلاثاء والأربعاء والخميس, ويكون أيضاً مقسم لقسمين، أي إذا كان عدد الطلاب في الصف الأول ثلاثون طالباً, سينقسمون لقسمين أيضاً, يداوم منهم 15 طالباً في الفترة الصباحيّة والطلبة الـ 15 الآخرين في الفترة المسائية, مراعاةً لشروط الوقاية كالتباعد الاجتماعي, وللتخفيف من الاكتظاظ والازدحام بين الطلبة.
وأكدت الرئيسة المشتركة للإدارة العامّة للتربية والتعليم في مقاطعة الحسكة, جيندا علي أحمي في ختام حديثها بأنه سيلغى مبدئياً بعض المواد الترفيهية مثل الرسم والموسيقا والرياضة, بشكلٍ مؤقت بسبب وباء كورونا.