سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عفرين منجم خيراتٍ يستنزفه الاحتلالُ ويستبيحه

رامان آزاد –

تستمر الانتهاكات والحوادث في عفرين في ظل الاحتلال التركيّ للمنطقة، وتشمل المدينة والريف، وعلى مدار الساعة، ولا يمكن التكهن بأسبابها، إذ إنّها اعتباطيّة، يعمل المرتزقة وفق الفكر العصاباتيّ، وعفرين بالنسبة لهم مجرد منجم خيرات وثرواتٍ، يسعون لاستنزافه، ويستمدون شرعيتهم من عدوٍ حاقدٍ استغلَّ الوضع الدوليّ فابتز مراكز القرار الدوليّ ليقوم بالعدوان والاحتلال، وكافأهم باستباحة المنطقة.
استشهاد مواطنين
فقد المواطن الكرديّ المسنُّ جمعة عبدالله (70 عاماً) حياته، يوم الأحد 12/7/2020، في مشفىً في بلدة الراعي متأثراً بإصابته جراء حادثِ سيرٍ إذ صدمته سيارةٌ تابعة للفصائل المسلحة، يوم السبت، وذلك على أطراف قريته “الباسوطة”.
وأفادت مصادر محليّة من بلدة الباسوطة “أنّ المواطن الكرديّ جمعة كان عائداً من بستانه على طرف القرية فصدمته سيارة مسرعة، تبين أنّها تعودُ لفرقةِ “الحمزة” يقودها سائق متزعم عسكريّ بفرقة الحمزة المدعو “عبد الله حلاوة” بشكلٍ متهور. وأوضح المصدر “أنّ المواطنَ الكردي عبدالله نُقِل إلى مشفىً في بلدة الراعي فوراً، ونظراً لسوءِ حالته الصحيّة وخطورة إصابته، فقد استشهد بعد أقل من 24 ساعة من الحادث”.
الجدير بالذكر أنّ أفراداً من عائلة المواطنِ الكرديّ حاولوا مقابلة المدعو عبد الله حلاوة عقب الحادث، إلا أنّه تذرع بانشغاله باجتماع هام وتهرب من مقابلتهم.
وأفادت مصادر محليّة بفقدانِ مواطنٍ لحياته يوم الأربعاء 15/7/2020 جرّاء انفجار لغمٍ أرضيّ به في مدينة عفرين قرب ثانوية فيصل قدور، والتي تحوّلت في ظل الاحتلال التركيّ إلى مركز كوماندوس تابع للقوات التركيّة، ما أدّى إلى استشهاده، بينما كان يرعى الأغنام في الأرض الزراعيّة القريبة من مكانِ التفجير.
اعتداء
تعرّض المواطن عبد القديم بن جلال إبراهيم (50 عاماً) لحادث اعتداء وضرب بالسكين، وعبد القديم يعمل خياطاً ويُعرف باسم “قديم” من قبل أهالي عفرين ومحله في شارع راجو، وهو من قرية موسانكه.
وفي التفاصيل أنّ مسلحاً مرتزقاً تردد إلى المواطن عبد القديم يعرضُ عليه كمية من الخيوط التي بحوزته مجاناً، الأمر الذي أثار شكوكه فتردد بالأمر، ونتيجة الإلحاح قبِل الذهاب معه إلى منزله لمشاهدةِ الخيوط، وكان ذلك يوم الأربعاء 15/7/2020 ولدى الدخول إلى المنزل تعرض للضرب باللكماتِ والضرب بآلة حادة (سكين)، وتحامل المواطن عبد القديم على نفسه ورغم الألم تمكن من الهرب، متوجهاً إلى المشفى لتلقي العلاج.
المواطن عبد القديم الذي لايزال طريح الفراش، وقد تقدم بشكوى حول الحادث لدى ميليشيا الشرطة المدنيّة، وأفاد بكامل المعلومات والحيثيات، فتم القبض على المعتدي ليلاً، ولاتزال القضية مفتوحة حتى تاريخه.
سرقة
اعتدت عصابة مسلحة من المستوطنين الساعة 6:30 من صباح الأربعاء 15/07/2020 على المواطن علي مصطفى حسن (48 عاماً) من أهالي قرية كوركان تحتاني بناحية موباتا، وضُرب وأهين أثناء قيامه برعي ماشيته، ومن ثم طردوه، بعدما سرقوا وسلبوا أربعة من رؤوس الماشية، في موقع يُعرف باسم “سر شكاتيه”. وتأتي الحادثة مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، والتي يستعد المستوطنون لها، بتقديم أضاحٍ مسروقةٍ من أهالي عفرين.
اختطاف
اختطف مرتزقة “السلطان مراد” التي يتزعمها المدعو أبو عمار والمسيطرين على قرى ناحية بلبله في 13/7/2020، المواطنة الكردية روجين البالغة (٢٢ عاماً) وهي زوجة جمال أحمد خالد من قرية بيباكه بناحية بلبله ومقيمة في قريتها، واقتيدت إلى جهة مجهولة ولم يُعرف مصيرها، علما أنّه سبق أن اختطفت بتهم ملفقة واهية.
كما عُلم أنّ شابين كُرديين اختُطفا في 10/7/2020 بحي الأشرفية بمدينة عفرين وهما: عبد الرحمن أحمد من قرية أرنده، يعمل في محل سمانة، وأيوب من قرية جوقيه يملك ورشة خياطة وتم الخطف بواسطة سيارة فان من مكان عملهما بحي الأشرفية.
واعتقلت مرتزقة “شرطة بعدينا” ظهر الأربعاء 15/7/2020، الشاب الكُردي “شيرو جميل محو” من قرية “معملا”، بتهمة الانتماء لوحدات حماية الشعب، واقتادته إلى مقرها في بلدة بعدينا بناحية راجو.
وذكر موقع عفرين بوست أنّ الشاب الكردي “حسين كرو” من سكان جندريسه، تعرّض للتعذيبِ الشديد من قبل مرتزقة “نور الدين الزنكي”، وكُسرت أسنانه، وكان حسين قد اختُطف بسببِ شكوىً من المستوطنين، بحجّة أنّ الماشية التي يرعاها دخلت أراضٍ استولى عليها مستوطنون من عائلة الباشا، وبقي مختطفاً لمدة يومين.
مجهول المصير
لايزال مصير المواطن الكُردي “مصطفى إبراهيم” (33عاماً)، مجهولاً منذ اختطافه على يد مسلحي مرتزقة “فيلق الشام” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في 18/3/2018، ولايزال مصيره مجهولاً حتى اليوم، وسط ورود أنباء عن تواجده في سجن الراعي بريف حلب.
ذكر موقع عفرين بوست، قصة المواطنة الستينيّة زهيدة شبك “أم علاء” من قرية نازا بناحية بلبله، وهي أرملة المرحوم محمد شيخو، والتي لايزال مصيرها مجهولاً بعد عام على اختطافها على يد مرتزقة الجبهة الشامية من منزلها بحي الأشرفية. وجرى اختطافها بعد رفضها منح ثلاثة منازل (تحت تصرفها) للمرتزقة، أحدها يعود لأحد أصهارها، فعمدت المرتزقة إلى مسرحية العثور على أسلحة في منزلها، عبر وضع المسلحين أسلحة في أحد تلك المنازل (غير المسكونة)، ثم داهموه، ولتأتي عملية اختطاف “أم علاء” بحجّة حيازةِ الأسلحةِ والتعاملِ مع وحدات حماية الشعب، وبذلك استولوا على المنازل وسرقوا محتوياتها كاملة.
أتاوات وفديات
متزعم في مرتزقة “فيلق الشام” المدعو “صليل الخالدي” يطلب من مواطن كُردي مبلغ خمسين ألف دولار لإخلاء منزله في قرية ميدان أكبس.
فيما طالب مسلحو مرتزقة (لواء السلطان محمد الفاتح)، عائلة المسنّ الكُردي المختطف صبحي حج أحمد علو، بفدية ماليّة قدرها مائة ألف ل.س، مقابل إطلاق سراحه، وذلك بعد يومين من اختطافه من قرية بريمجة.
أقدم مسلحون تابعون لمرتزقة ما يسمّى رجال الحرب (المكتب الاقتصادي) المسيطرين على قرية خلالكا بناحية بلبل الخميس 16/07/2020 على فرض أتاوات وضرائب “خوة” على الفلاحين الكُرد وتحصيلها بقوة السلاح دون ذكر الأسبابِ أو التذرع بأيّ حجّة، ووصل مبلغ الأتاوة المفروضة إلى 300 ألف ل.س.
استيلاء واستيطان
 استولى مرتزقة “لواء الشمال” على البناء المعروف بالمؤسسة قرب مبنى أمن الدولة (سابقاً) وحولوه إلى فرن آلي. ومُنحت الأراضي الواقعة ضمن مقرّ الشبيبة والملعب البلديّ (سابقاً) لإقامة مستوطنة داخل المدينة باسم “مجمع سكنيّ” ومرت المسألة دون اعتراض رئيس المجلس المحليّ في مدينة عفرين وأعضاء المكتب الفنيّ الخدميّ.
 ومن جهة أخرى وفي سياق العدوان المستمر على ثقافة عفرين لمحوها بالتوازي مع التغيير الديمغرافي، أصدرت الاستخبارات التركية أمراً – قيل أنه كان باقتراح من المجلس المحلي لناحية ماباتا – يقضي بتحويل ساحة عيد النوروز في قرية أفرازيه إلى مخيم، وقد بدأت الجرافات التركية بعمليات تسوية الأرض في أجزاء من الساحة، تمهيداً لتحويلها إلى مشروعٍ سكنيّ وتثبيت الوجود الاستيطانيّ.
غذائيات وحليب منتهي الصلاحية
بعد راجو، ظاهرة توزيع المواد الغذائيّة والحليب المنتهية صلاحيته تتكرر في ناحية بلبله، فقد قامت مديرية الصحة التابعة للمجلس المحلي في الناحية الخميس 16/7/2020 بتوزيع كميات من علب من حليب الأطفال منتهية الصلاحية على الأهالي في القرى التابعة لها.
يأتي الحادث في تكرار لما وقع في قرى ناحية راجو، في بداية شهر تموز الحالي، حيث تم توزيع مواد منتهية الصلاحية من غذائيات وحليب أطفال، ما أدى إلى إصابة عدد من الأطفال بحالات تسمم وتم نقلهم إلى المراكز الصحية بالناحية، ورغم افتضاح الحادث وتداوله من قبل مواقع إخباريّة عديدة، إلا أنَّ الحادث يتكرر، ما يدل على أنَّ العملية متعمدة، في ظل غياب أيّ إجراءات رادعة تتعلق بالحرصِ على السلامة العامة وبخاصة سلامة الأطفال.
تنصل من دفع دية مستوطن مقتول
تماطلُ مرتزقة “فرقة الحمزة” في مفاوضاتها مع مستوطنين من دمشق وريفها، بما يتعلق في قضية مقتل شاب مستوطن من الغوطة الشرقية، على يد مرتزقة الحمزة في أحداث عفرين 28/5/2020. وقد جرى التصالح بين الطرفين وفق عدة بنود تضمنت دفع المرتزقة دية ماليّة لعائلة المستوطن القتيل واعتقال القتلة وتقديمهم للقضاء، إلا أنّ الاتفاق لم ينفذ حتى تاريخه، وعلاوة على ذلك يتعرض أعضاء لجنة المفاوضات مع مرتزقة “الحمزة” للتهديدات بالقتل عبر رسائل تأتيهم من وقت لآخر ، في حال فتحهم الملف مجدداً ومتابعته عند القضاء.
إغلاق المعابر المؤدية إلى مدينة عفرين واعتقال إعلاميين:
اتخذت قوات الاحتلال التركي قراراً مفاجئاً الخميس 16/7/2020 بإغلاق معبر (الغزاوية – دارة عزة) ومعبر (دير بلوط – أطمة) الواصل بين عفرين وإدلب إلى أجل غير مسمى، ومنعت حركة عبور المدنيين والمنظمات الطبيّة والإغاثة والدفاع المدنيّ، وجاء إغلاق المعبر ضمن إجراءات احترازيّة بعد كشف عدة حالات من الإصابة بفيروس كورونا.
وفي هذا الإطار صدر تعميم يتعلق بإغلاق المعابر بين إقليم عفرين المحتل وريف إدلب الشمالي، ولكن التعميم استثنى مرور المسلحين فقط دون عائلاتهم.
وفي سياق متصل اعتقل مسلحو فصيل “فيلق الشام” إعلاميين اثنين قرب معبر دير بلوط الواصل بين مناطق إدلب، وهما حسن المختار وإبراهيم الدرويش، بسبب قيامهم بتصوير طوابير السيارات الواقفة نتيجة إغلاق الفيلق للمعبر.
ويذكر أن معبر الغزاوية – دارة عزة سبق أن أُغلق في 4/4/2020 أمام حركة المدنيين، واقتصر العبور على أغراض التجارة.
وذكر موقع سبوتنيك في 12/7/2020 عن مصادر محلية أنّ عدد حالات الإصابات المؤكدة في معبر باب الهوى اثنا عشر حالة، انتقلت من طبيب مصابٍ، وتأتي المخاوف نتيجة هروب 3 من المخالطين من المشفى. فيما أشارت مصادر أخرى إلى 13 إصابة، كما تتزايد المخاوف حول ارتفاع عدد الإصابات بسبب التساهل واللامسؤولية في إجراءات العزل، وعدم الاحتراز وضعف الإمكانات الطبيّة والعلاجيّة.
التحطيب الجائر يهدد بفناء الغطاء النباتيّ في عفرين المحتلة
تتعدد أساليب السرقات في إقليم عفرين في ظل الاحتلال التركي والمرتزقة الموالين له، وتطال البشر والشجر والحجر، إذ يعتبرون المنطقة منجماً غنياً بالثروات يعملون على استنزاف خيراته بكل الطرق، لكسب الأموال الطائلة، وبالنتيجة تغيير معالمها وإفقار أهلها.
وفي هذا السياق يواصل مرتزقة ما يسمى الفيلق الأول – “لواء قاعدة غزل” بقيادة المسؤول الأمنيّ المدعو أبو تراب المسيطرون على قرية مست عاشورة بناحية ماباتا؛ العمل على قطع أشجار الغابات وتحطيبها من محيط القرية، وذلك بالتوازي مع عمليات قطع الأشجار في القرى المحيطة بريمجة بناحية ماباتا، وقريتي حج قاسمو –  ترميشا بناحية شيه والتي بدأت في فترات سابقة. ويقوم المسلحون ببيع الحطب لمقرات المرتزقة والمستوطنين، وتُقدر الكميات المقطوعة بمئات الأطنان من الحطب، بحسب ما ذكرته منظمة حقوق الإنسان في عفرين.
وتنذر عمليات التعدي الممنهجة على أشجار الغابات في إقليم عفرين المحتل بالقضاء على كامل الغطاء النباتي والثروة الحراجية وتحويل كل التلال والجبال فيه إلى قممٍ جرداء دون أي غطاء نباتي، وذلك باستباحة أشجار الغابات بطرق مروعة عبر عمليات التحطيب الجائرة والحرق المتعمد.
مقتل ثلاثة مرتزقة
قُتل ثلاثة مسلحين من مرتزقة “صقور الشمال” الثلاثاء 14/7/2020 جراء استهدافهم من قِبل مجهولين في قرية “سعرينجاكيه” بناحية شرا.
انفجر لغم أرضي على أطراف مدينة عفرين المحتلة مساء الجمعة 17/7/2020 واقتصرت الأضرار على المادية فقط.
نهب رواتب المرتزقة
ينهب متزعمو المرتزقة جزءاً من رواتب المسلحين العائدين في إجازة من ليبيا، فيما ينوي بعض المرتزقة اصطحاب عوائلهم معهم للذهاب إلى ليبيا والاستيطان هناك. فقد نشب الخلاف بين المتزعم في مرتزقة “فرقة السلطان مراد”، والمرتزقين “أبو حمزة”، المسلحين “أبو عيد” و”أبو عدي” بسبب نهب مبلغ 500 دولار من كل واحد منهما.
هل يقاتل المرتزقة السوريون في أذربيجان؟
أفاد مصدر محليّ من مدينة عفرين – بحسب دار نيوز – أنّ الاستخبارات التركيّة بدأت تسجيل أسماء المرتزقة الراغبين بالقتال في أذربيجان وبخاصة من بين المرتزقة التركمان، لزجهم في جبهات القتال ضد أرمينيا، وبحسب المصدر فإنّ عفرين شهدت تجمعات يوم أمس في مقرات المرتزقة التركمان في مدينة عفرين حيث دخل المدينة رتل من عدة عربات مصفحة نوع جيب على متنها مسؤولون أتراك كبار مع حراسة مشددة.
وبعد انتهاء الاجتماع وخروج الرتل العسكريّ تم تداول ما تمت مناقشته في الاجتماع، حيث نوقش موضوع البدء بتسجيل أسماء المرتزقة لزجهم في القتال في أذربيجان. وأوضح المصدر أنّ الاستخبارات التركيّة ركّزت على المكون التركمانيّ وعددٍ من المجموعات الإرهابيّة الموجودة في عفرين. ومن المعطيات الأوليّة يبدو أنّه أُخذ بالاعتبار البعد القوميّ في الصراع، وفيما يتصل بالرواتب لقاء المشاركة بالقتال في أذربيجان فقد أفاد المصدر أنّ الرواتب تصل لنحو 2500 دولار أمريكيّ.
فيما ذكر موقع Xeber 24  الخبر نفسه منسوباً إلى قيادي فيما يسمّى “جبهة التحرير الوطنيّة السوريّة” دون ذكر اسمه ونقلت عنه أنَّ تركيا تعمل لنقل مرتزقة سوريين إلى أذربيجان بعقود ماليّة مغرية. وقال المصدر إنّ الضباط الأتراك عقدوا اجتماعاً مغلقاً مع قيادات فصائل المرتزقة السورية في شمال سوريا، وعرضوا عليهم نقل مرتزقة بعقود لمدة 6 أشهر مقابل 2500 دولار شهريّاً تدفع لهم على دفعتين، فيما يتلقى متزعموهم مبالغ ماليّة مقابل جهودهم. وأشار المصدر إلى أن العرض قُوبل برفضِ بعض القيادات وقبولِ آخرين. وبقي الخبر في إطار التسريبات ولم تؤكده جهاتٌ رسميّة، ولعل ذلك يندرج في إطار الحرب الخاصة.