No Result
View All Result
المشاهدات 0
بدران الحُسيني –
ثمة نظرية تقول: السياسي الناجح عليه أن يُشكِّكَ في كل شيءْ، وينظر بعين الرِّيبة إلى مقاربات الطرف الآخر واستخلاص المفازات وتوقعها حتى يبلغ الهدف الذي يسعى إليه، والحال هذه يجب أن تنطبق على الأطراف الكردية جميعاً ومن دون استثناء وخصوصاً تجاه الدوائر الإقليمية والدولية المحيطة بهم والقوى التي تتربص بهم شراً وهذا هو الصواب.
الأوضاع التي تمر بها المنطقة وتحديداً المسألة الكردية جليٌ وواضح ولا يحتاج إلى تفسيرات وقراءات عميقة، وواضحٌ وضوح الشمس بأن استئناس العصافير بين بعضِها ليس سوى للفوز برأس عرانيس الذرة الصفراء، وخصوصاً في ظل تَرَهُّل رأس الإدارة الأمريكية الراهنة وسياساته الخاطئة في المنطقة وجهله بها والتفكير بمنطق مدير الشركة في الربح والخسارة، بدءاً من الحقائق والأدلة والمعطيات التي أوردها بولتون في كتابه “الغرفة التي شهدت الأحداث” والذي كشف فيه الكثير من خيوط المؤامرة التي حِيكت ضد الكُرد لاحتلال سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)؛ مروراً بالغزو البربري التركي الإيراني على باشور كردستان “منطقة حفتانين” بحجج وذرائع مزيفة لا أساس لها وهلوسات مريضة حتى التخمة، وصولاً إلى القمة الأخيرة التي جمعت بين رؤساء الدول الثلاث روسيا وإيران وتركيا.
وانطلاقاً من تقاطع المعادلات الناشئة في المنطقة والمعطيات الحسية الملموسة والتي لا تخطئها العين فإن المرحلة الكردية خطيرة جداً وهي مرحلة وجود أو لا وجود، وتستوجب استنفاراً سياسياً وعسكرياً على كل المستويات والجبهات، وخصوصاً أن القطبين المتناقِضَيْن المتحالِفَين ــ تركيا العثمانية ودولة الملالي في إيران ــ لا تؤمنان مطلقاً بأية مشاريع ديمقراطية في المنطقة وقريبة من حدودها، وما جاء في بيانهم الختامي الرافض لأي شكلٍ من أشكال الإدارات الذاتية أو محاولات فرض واقع جديد في الشمال السوري تحديداً وبموافقة بوتينية إلَّا تأكيدُ المؤكد وبلا مواربات، ويُقرأ الموقف الروسي هذا بالتحليل المنطقي على أنه ضوء أخضر للحرب التي تقوم بها تركيا على طول حدودها الجنوبية ضد الكرد وضد أي وجود لهم أو كيان، واحتلال المزيد من الأراضي وتغيير الواقع الجديد والقديم بالقوة العسكرية والقتل والتشريد والتدمير.
هذه الحسابات في الواقع الكردي سيراكم عليه الكثير من الابتزازات والضغوطات الوجودية قد تفضي إلى تنازلات كبيرة وقاتلة لآمال وتمنيات الشعب الكردي، وهذا ما يقتضي منا جميعاً طرق الأبواب المفتوحة، وإشهار أوراق الضغط لدينا والتلويح بها واستخدامها في كل المحافل والمنصات الدولية والعربية وتجييرها بقضية الشعب الكردي واضطهاده؛ إذ أنه من الخطيئة بمكان مجرد التفكير أو التخمين أو الاعتقاد بأن تركيا تحارب جهة أو جماعة معينة من الكرد، ومن شواذ التفكير السليم من يظن أن في الذهنية التركية ترتيبات ودرجات ومستويات وتصنيفات للكرد (كردي جيد وكردي سيئ)، والدلائل التاريخية القريبة والبعيدة تشهد على مسار السياسة التركية وتوجهها العنصري ضد الكرد جميعاً ومن دون استثناء.
No Result
View All Result