محاضرة في قامشلو بعنوان: انتهاكات داعش في شنكال

تقرير/ وفاء الشيخ –

روناهي/ قامشلو ـ قامت منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة بتنظيم محاضرة بعنوان «انتهاكات داعش في شنكال» بحضور عشرات النساء من المؤسسات كافة، وتضمنت المحاضرة التعريف بالمجتمع الإيزيدي والمجازر التي ارتكبت بحقهم.ألقت المحاضرة الإدارية في منظمة سارا منى عبد السلام، حيث بدأت بالتعريف عن المجتمع الإيزيدي وجاء في محتوى المحاضرة ما يلي: «اسم الإيزيديين ويعني: عبدة الرب، وهو ما يعمد الإيزيديون من خلاله إلى وصف أنفسهم به. أما الاسم الذي يطلقونه على أنفسهم فهو «الدواسين»، وهو اشتقاق من اسم «ديوسيس» أو أبرشية المأخوذ من المعتقد النسطوري الكنسي القديم في الشرق، حيث استنبط الكثير من معتقداتهم من الديانة المسيحية. كما أنهم يوقرون القرآن والإنجيل معاً، بيد أن جزءاً كبيراً من تراثهم يعتبر شفهياً ونتيجة للسرية التي تكتنف معتقداتهم، فإن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة بأن معتقد الإيزيدية المعقد له ارتباط بالديانة الزرادشتية المجوسية، بل عبادة الشمس، إلا أن دراسة حديثة أظهرت أنه وبالرغم من أن أضرحتهم غالباً ما تزين برمز الشمس، وأن مقابرهم تشير إلى جهة الشرق في اتجاه الشمس، إلا أنهم يستقون بعض شعائرهم الدينية من المسيحية والإسلام أيضاً، أما المجازر التي تعرض لها الإيزيديون، فقد توالت حملات الإبادة الجماعية على الشعب الإيزيدي منذ سقوط الإمبراطورية البابلية عام (٥٣٩ ق.م ) إلى عام ٢٠١٤م، وأصبح الإنسان الإيزيدي في ظل تلك الظروف السلبية مشرداً ومضطهداً، وازدادت وتيرة الحملات على الإيزيديين عاماً بعد عام ما خلف آثاراً سلبية وأحداثٍ دموية ألحقت الأذى الكبير بالموروث الحضاري الإيزيدي، فضلاً عن تأثيراتها المباشرة على اجتثاث الشعب الإيزيدي من أراضيه، وتشتت عناصره إلى مناطق نائية.
تعرَّض الإيزيديون عبر التاريخ إلى 74 حملة إبادةٍ شُنت ضدهم لأسبابٍ دينية وعرقية، تسببت هذه الحروب والمذابح بالويلات والمآسي لهذا الشعب المسكين، وكان آخرها استهدافهم من قبل القاعدة وداعش وارتكاب المجازر والإبادة الجماعية بحقهم في شنكال، أما بالنسبة لهذا الهجوم فقد كان الهجوم الأعنف والأكثر دموية عبر العصور، وكان 3 آب من عام 2014م الفرمان 74 بحق المجتمع الإيزيدي، حيث توجهت جحافل داعش بعد السيطرة على الموصل إلى منطقة شنكال وعاثوا فيها قتلاً وسبياً وترويعاً للسكان المدنيين، وهُجَّر الآلاف منهم من مدنهم وقراهم فراراً من بطش الأعداء، ففي ليلة الثالث من آب ومع دخول داعش إلى شنكال أحرقت المزارات ورهبانها وقُتل الرجال والأطفال ودفن الكثير منهم أحياء، أما النساء والبنات فقد سُبينَ ووزعن على رجال داعش، وتم بيعهن في مزادات داعش في الرقة والموصل. إن الهدف من هذه الحملات هو إخضاع الإيزيديين تحت ولاء سياساتهم القاسية والتدميرية، واتبع داعش من خلالها أساليب وحشية تمثلت بالقتل والتمثيل بالجثث أمام الناس والتهجير والبطش والتنكيل بدون رحمة وشفقة مع الغدر وارتكاب أعمال السلب والنهب وهتك الأعراض وسبي الأطفال والنساء وحرق الدور والقرى بأكملها وقطع الأشجار وحرق المزروعات والبساتين بعد الحصول على الكفاية من الغنائم والممتلكات وتدمير البنى التحتية للدور الدينية المقدسة والمعالم الحضارية والتراثية، وإفناء المعالم الفكرية والانتماء الحضاري للشعب الإيزيدي، وكان الحكام والسلاطين والأمراء والولاة والقادة يستخدمون السلاح الديني ضد الإيزيديين ويصدرون الفتاوى ضدهم قبل الفرمان، ويصبح قتلهم علناً ويتم بيعهم في فرمان الأسواق شرعاً، وفرمان كلمة تركية معناها القرار، والشعب الإيزيدي طرح تسمية (الفرمان) كمرادف لعبارة حملات الإبادة الجماعية كردِّ فعلٍ على ما كان يقوم به السلاطين في إسطنبول من إصدار قرارات مجحفة بحق الشعب الإيزيدي، والتي أباحت بين أسطرها قتل وذبح الإيزيديين. من أهم الأهداف الظاهرية والمبطنة التي تقف وراء شنِّ بعض الأطراف الفرمانات تجاه الشعب الإيزيدي، الحصول على الغنائم والممتلكات الإيزيدية، اجتثاث الامتداد التاريخي والحضاري السومري البابلي للشعب ومحو اللغة الإيزيدية، اجتثاث الديانة الإيزيدية التي هي امتداد للديانة البابلية، القضاء على المعالم الحضارية والتاريخية والتراثية للشعب الإيزيدي، سلب الأطفال وخطف النساء وبالإحصاء تبين أن أكثر من 3000 آلاف إيزيدي تم قتلهم، وتم سبي وخطف أكثر من 1500 امرأة وطفل. أما بالنسبة لإحصاء منظمة سارا فقد وصل إلى 500 امرأة ما بين مفقودة وضائعة، والتي ماتت من أعباء الطريق من العطش، أما بخصوص مجزرة السويداء فوصل عدد المخطوفات إلى 36 امرأة وطفلاً، ووقع أكثر من 250 قتيلاً بحسب مدير المرصد السوري، وها هي تتكرر المجازر من جبل شنكال إلى جبل العرب». وفي نهاية المحاضرة ناشدت منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة جميع منظمات حقوق الإنسان بالوقوف بوجه مرتزقة داعش وتحرير النساء المختطفات وعودة الأمان إلى شنكال.