تقرير/ غاندي إسكندر –
روناهي/ كركي لكي ـ غزوة شنكال هو المصطلح الذي أطلقه داعش حين هجومه على الكرد الإيزيديين في شنكال، ففي الثالث من آب من عام ألفين وأربعة عشر قرر مرتزقة (داعش)، انتهاك حرمة الإنسانية بالتطبيق العملي لمصطلحات النحر، والسبي، وهتك الأعراض، والقتل الممنهج، وحرق العباد، وإفناء ثقافة الاختلاف، وتدمير المعابد والبيوت، والتنكيل بالجثث.
في شهر آب صرخت الإنسانية بصوتها المبحوح؛ أهكذا يقتلُ الوحشَ الإنسان وتُذبح الأحلام بصمتٍ دون سماع عويل المذبوح وتوسُّلات الأطفال. إنه تاريخ بات الإيزيديون يطلقون عليه يوم الفاجعة، فأكبر كارثة إنسانية وأبرز مجازر العصر وحشيةً شهدها القرن الحادي والعشرون جرت في شنكال وقصص الذبح وحكايات القهر.
قرية كوجو عنوان الألم في الذاكرة الإيزيدية
وتزامناً مع الذكرى الرابعة للفرمان، أجرينا لقاءات مع بعض الناجين والناجيات من حملة نفير الموت الذي أعلنه داعش على الآمنين من الكرد الإيزيديين، وأثناء تجوالنا في مخيم نوروز للاجئين كنا نتلمس المآسي في العيون البريئة ونقرأ حجم الكارثة بين الأفئدة الموءودة، ومن بين الذين فتحو لنا قلوبهم الجريحة الرجل الكهل خليل علو ابن قرية سولاغ الذي بدء حديثه معنا بقوله: «ياحيف على قرية كوجو»، ولدى استفسارنا لماذا تتحسر على كوجو، ولا تتحسر على سولاغ رد: «في كوجو أمضيت طفولتي فهي قرية أخوالي، فيها سفكت الدماء على أيدي من كنا نفتح لهم أبوابنا ويشاركوننا أفراحنا من بعض العشائر العربية التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى ذئاب بشرية افترست لحمنا»، وأضاف بحرقة: «في كوجو حوصر أهل القرية من قبل داعش ومن ثم جمع الأنجاس السكان في المدرسة وفصلوا الرجال عن النساء وبعدها أخذوا جميع الرجال وعددهم بالمئات وذبحوهم كما تذبح النعاج، كما وفصلوا اللاتي تتعدى أعمارهن60 الـ سنة وقتلوهن بدم بارد، وأخذوا الفتيات والأطفال سبايا إلى الموصل، وتم بيعهن في سوق النخاسة ببخس الثمن»، وبعد تنهيدة تابع خليل علو كلامه: «وبالنسبة لقريتنا سولاغ سمعنا أصوات الهاونات عن بعد، ومن ثم أقبلت إلينا سيارات الدوشكا استطعت أنا وزوجتي أن نصل إلى الجبل بمساعدة قوات الكريلا، والذي لم يتسنَّ له الهرب قتل وذبح وقد أصبت بطلق ناري في ظهري وكسر كتف زوجتي، وقد سمعنا أيضاً أنهم عندما وصلوا إلى القرية قتلوا عائلة بأكملها وهي عائلة حيتو وعددهم سبعة وخطفوا فتيات قرية تل بنات المجاورة وأخذوهن إلى جهة مجهولة».
توسدنا الأرض والتحفنا السماء