تقرير/ آلدار آمد –
روناهي/ الحسكة – من أجل تربية سليمة وصحية عقلياً وبدنياً لأطفال مدينة الحسكة، تعد الأنشطة الرياضية من أهم الوسائل التي يمكن أن تشكل الأساس لتنمية مواهب الأطفال وتنشط قدراتهم العقلية والجسدية، لاستكمال دورها بالإضافة إلى العملية التربوية خلال السنة الدراسية، وأيضاً لتعميق التواصل مع التلاميذ، افتتحت لجنة إدارة المدارس في مقاطعة الحسكة مركزاً للنشاطات الرياضية والترفيهية التالية: (الموسيقا، والتايكواندو، والرسم، واللغة الكردية)، وذلك باستقبال طلاب المراحل الابتدائية والإعدادية خلال أشهر العطلة الصيفية، حيث يحمل هذا الفصل للأطفال الراحة والترفيه والفرح والاستمتاع بعد سنة دراسية كاملة من النشاط والجهد مما يخلق الحاجة إلى الجانب الترفيهي لأداء سلوكي أفضل، إذ أن النظريات النفسية والتربوية للطفل تعطي أهمية كبرى للجانب الترفيهي والتنشيطي للطفل إلى جانب التعليمي، مما يساهم في بناء وتطوير شخصيته، ويدعم طاقته ويدفعه للنجاح والتفوق والعيش بسلوك إيجابي، فالأطفال يمتلكون طاقة كبيرة وهائلة نحو الحياة يجب استثمارها بشكل إيجابي لضمان مستقبل أفضل لهم.
تنشئة طفل متوازن فكرياً وجسدياً
وقامت صحيفة روناهي بزيارة لمركز الأنشطة الرياضية في مدرسة الشهيد جان حجار والتقينا بالكادر التدريبي المشرف على هذه الأنشطة حيث أفادتنا مديرة المركز نعيمة كوسا بالتالي: «للتواصل المستمر مع الطلبة والتلاميذ ورعايتهم بشكل أفضل، أقدمت لجنة المدارس على افتتاح مراكز أنشطة رياضية وترفيهية في مقاطعة الحسكة لطلبة المراحل الابتدائية والإعدادية بشكل مجاني، حيث يختار التلميذ القسم الذي يرغب تنمية مواهبه فيه»، وأضافت نعيمة: «تم تأمين المستلزمات الضرورية لذلك وبخاصةٍ المدربين المختصين، وبلغ عدد المشتركين في هذه المراكز أكثر من مئتين وخمسين تلميذاً ومن كلا الجنسين، توزَّعوا على الأقسام الأربعة حيث تم تسجيل أكثر من مائة تلميذ في رياضة التايكواندو، ومائة وعشرين سجلوا في قسم الرسم والموسيقا، وأربعين تلميذاً في قسم اللغة الكردية»، وأشارت إلى أنَّ الدوام يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً، كما أكَّدت: «على أنَّ هذه الأنشطة لا تقتصر مهمتها على مبدأ الحركة البدنية والجسدية فقط، وإنما تتسع لتشمل التفكير الذهني، مما يعكس إيجاباً على الأطفال وسلوكهم، حيث يتوازن السلوك لدى الطفل ويتمتع بروح عالية ونشاط تخلق لديه تركيبة نفسية وجسدية متوازنة ما يجعله فرداً سليماً في المجتمع ليصبح نواة المجتمع الأخلاقي»، واختتمت قائلةً: «نناشد الأهالي في مقاطعة الحسكة دمج أطفالهم ضمن برامج الأنشطة الترفيهية والرياضية في المراكز والانخراط فيها، أو حسب ما يُحدِّده الطفل أو الأهل وبما يتناسب مع طبيعتهم لما له من فائدة على حياة الطفل وتنشئته تنشئة سليمة متوازنة ذهنياً وبدنياً».
تعميق التواصل مع الطلبة في فصل الصيف
كما حدثنا بهذا الصدد الإداري في لجنة الأنشطة لدى لجنة إدارة المدارس بيوان محمد خير قائلاً: «جاء افتتاح مراكز للأنشطة بعد دراسة وافية من قبل لجنة إدارة المدارس في مقاطعة الحسكة؛ بهدف تنمية مواهب الطلبة من جهة ولاستمرار التواصل معهم خلال عطلة الصيف من أجل بناء جيل سليم فكرياً وجسدياً وعقلياً وقادر على الإبداع والتطوير»، وأشار محمد خير إلى أنَّ هذه الأنشطة تحمل الكثير من الأهداف والأسس العلمية, وتساعد القائمين على التدريس لتجاوز مراحل كثيرة للوصول بالمجتمع إلى غايات نبيلة بهدف بناء جيل يتمتع بالقيم والأخلاق الإيجابية بعيداً عن العنف والأنانية والكراهية، كما يساهم في توجيه شخصية الطفل نحو النجاح، قائلاً: «وهذا كان مخططنا لهذا العام وذلك بمنح الطفل الفرصة ومساعدته لاكتشاف مواهبه، وكذلك بث روح الجماعة بينهم»، مضيفاً: «وكل هذا يسهل العملية التربوية والمنهاج الجديد لهيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية»، ونوه محمد خير إلى أنَّه تم تأمين كل الاحتياجات للطلبة للاستفادة القصوى من هذه الأنشطة بجميع فروعها، وتتجلى في العمل الطوعي للفريق القائم على الأنشطة لتلبية حاجاتهم البسيطة وليعمق الارتباط بين الطفل والمركز.
خطوات عملية لتنمية مواهبهم
بدوره حدَّثنا مدرس مادة الموسيقا جوان رسول قائلاً: «الموسيقا غذاء الروح، و جزءٌ لا يتجزَّأ من حياة الإنسان، وقد ظهرت في التاريخ القديم للحياة البشرية، واستُخدمت في العلم والتعليم، وكانت من أهم أسباب نجاح النظام التربوي والتعليمي في المجتمعات، حيث مورست في المنهاج التربوي لما لها من تأثير قويٍّ على المُتعلِّم وكذلك على الطفل في الأشهر الأولى حيث يحركون أجسادهم بتناغم موسيقي، وهذا يدل على القدرة الذهنية للطفل وتجانسها مع الحركة الجسدية، لذلك تأتي الموسيقا مكملاً روحياً وجسدياً وفكرياً للتعليم. ولإنجاح المنهاج التربوي كان لا بدَّ من غرس القيم الجميلة في نفوس الأطفال»، وأشار رسول إلى أنَّ الدراسات أكَّدت على أنَّ الأطفال الذين يمارسون الموسيقا إلى جانب التعليم هم أكثر ذكاءً وبداهةً، ويتمتعون بالروح الرفاقية والجماعية، وأضاف رسول: «منحت المناهج الجديدة لهيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية فرصاً كثيرة ليستطيع الطفل من خلالها ممارسة هوايته ونشاطه بكل طمأنينة وراحة نفسية, وهذا له تأثيره الكبير في تكوين شخصيته وسلوكه، لذلك يجب توظيفها بشكل سليم ومدروس لينتج جيلاً يمارس دوره ويبدع في قدراته بكل ثقة وثبات، وكان لافتتاح المركز في مقاطعة الحسكة إسهامٌ كبير في التعرُّف على هوايات مبكرة مبدعة كانت مخفية، ورغبات متنوعة في العزف على العديد من الآلات الموسيقية الوترية منها والإيقاعية، وأكد على توفر جميع الآلات الموسيقية من العود والبزق والبيانو والأورك والكمان في المركز»، ومنوهاً: «نقوم بتعليم الطلاب عليها من خلال النوطة الموسيقية والسلم، حيث يتمكن المتعلم من معرفة جميع قواعدها وأصولها بحيث تتشكل له قاعدة أساسية يمكنه من الانطلاق كخطوة ضرورية له في البداية، وتساعده في تنمية الجوانب الاجتماعية والعقلية والانفعالية والجسمية، وتزيده ثقته بنفسه حيث يعبر عن أحاسيسه بلا خجل ويظهر انفعالاته المتعددة كالفرح والحزن والقوة والحب والتعاطف عبر الموسيقا، فكل هذه المشاعر تزيد من إحساسه بشخصيته وكيانه ووجوده الاجتماعي».
أما المدرب الرياضي عبد الله جميل فحدثنا عن قسم التايكواندو قائلاً: «تعد التايكواندو من الرياضات ذات الأهمية، لما توفره من الترفيه والتركيز الذهني والجسدي، وهي منتشرة بشكل كبير عالمياً، إذ تخلق الروح الجماعية وتدفعهم لقضاء وقت طويل مع زملائهم وسط أجواء من الحب والتنافس، للتعبير عن إثبات وجودهم بالمشاركة واللعب، حيث يتعلَّم التلميذ كيفية الدفاع عن النفس وقت الحاجة ويتعلم قواعد هذه اللعبة، والتي يمكن أن يستفيد منها في حياته العملية بالإضافة إلى أهميتها الصحية وتنميتها للقدرة العقلية وسرعة البداهة لديه».
إن الرسم وسيلة التعبير عن الجمال لدى الإنسان هذا ما قالته لنا مدرسة مادة الرسم روشن شيخو مضيفةً: «وهي لغة الأطفال، حيث يعبرون من خلالها عن أحاسيسهم وأفكارهم وتعتبر أداة التواصل للحوار مع الطفل للتعبير عن حاجاته ونحن هنا نعمل على تنمية موهبة الرسم لدى الأطفال وتعليمهم القواعد الأساسية والتعريف بالألوان وكيفية استخدامها بحيث نضع الأسس السليمة ليتمكَّنوا من الانطلاق والإبداع».
