سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سوريا.. ما بين مطرقة أمريكا وسنداد روسيا

استيرك كلو –

في زمن والحرب تضع عنفوانها أمام كل باب تجد من الخروج بالحل السياسي الديمقراطي طريقاً للحل، تثاقل الكاهل السوري تحت أعباء الحرب الضارية والدموية لتتحول إلى ساحة وغى تهتز تحت حوافر أكثر الدول قوة في هيمنتها. أوجدت القوى المتصارعة أوجه لهذه الحرب بأشكال أتقنت فن المراوغة والتحايل إلى مستويات تداخل الغريب والقريب لتقاسم المصالح. للوهلة الأولى بدى تصريح مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية لسوريا وكأنه جديد بعد المطالبة العلنية بخروج القوات الأجنبية من سوريا وتحديداً أمريكا وتركيا وإيران ولكنه أكد على استمرار بلاده في محاربة داعش والبقاء على قواته إلى إشعار آخر من جانب، ومن جانب آخر الإشارة إلى شرعنة تركيا في المناطق السورية وخاصة إدلب التي إصبحت محطة الحسم فيما بينهم وحتى الوصول إلى تسمية الفصائل الإرهابية بالمعارضة على حد تسميتهم. هذه الدلالة تؤدي إلى نتيجة ماهيتها الحرب على ايران لصالح الطرف الإسرائيلي وحتى قسم من الجانب الروسي الذي يبدو بأن إمريكا على انتهاج سياسة التوافق معها في هذه المرحلة. والسؤال الهام هنا، هل بالفعل تغيَرت سياسة الجبهتين بعد إرهاق وكلائهم وخاصة بعد غزو تركيا المغرب العربي عبر ليبيا عسكرياً ليأتي الدور على احتضان القوتين للحسم الأخير في تطبيق مشروعهم في سوريا. ربما الإجابة تبدو صعبة في هذه المرحلة ولكن الدوافع هي نفسها في توطيد النفوذ وإضعاف الحاضنة الإيرانية التي استغلتها القوى الضامنة في آستانا لإنقاذ تركيا نفسها في مرحلة ما رغم ممارستها التعسفية في تهشيم الجسد السوري وخاصة عبر المناطق المحتلة دون أن ترف جف لهذه القوى. الجانب الاقتصادي كان الخصر المرن في إضعاف سوريا وشد الساعد التركي والأمريكي والروسي في هذه الخطة وقد أكدوا ذلك مراراً في تصريحاتهم حتى بعد إصدار قرار تأجيل قانون قيصر وبالتالي إلى تأخير الانتخابات السورية بعد أن دفع رامي مخلوف وبقرار روسي إلى أن يكون جزء من هذه السياسة، لأنه والجميع يعلم عن ماهية شكل نظام الحكم في سوريا، لكن سوريا لا تشبه لعبة شاه مات، فهناك حسابات أخرى ومنها كيفية تشكيل نظام الحكم في سوريا بعد الأسد إن كان هناك بالفعل نية أمريكية روسية في ذلك وخاصة بعد استخلاص دروس عديدة من العراق ومصر واليمن وليبيا وتونس.
أين هو النظام الديمقراطي من كل هذا، منذ 2011 والأزمة السورية على طاولة التشريح إلى أن بلغ السيل الزبى. بعد القضاء على داعش في باغوز كآخر معقل، دارت النقاشات حول ما هو المنتظر ولكن تركيا التي دعمت داعش لم تتوقف إلى أن احتلت مكانته في احتلال الأراضي السورية رغم بعض الخطوات الغير جريئة في النقاش حول مستقبل سوريا ولكن لم تتجاوز إنقاذ مصالح بعض الدول من دون أخذ إرادة الشعب السوري في بناء نظام ديمقراطي أساساً في أية من هذه الخطوات إلى الآن رغم وجود قوة ديمقراطية أثبتت كفاءتها في تحقيق نظام ديمقراطي كضمان لمستقبل سوريا المتمثل في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا.