المرأة الريفية.. بعزيمة صلبة تغلبت على العادات البالية

تقرير/ ليكرين خاني –

روناهي/ كركي لكي- أثبتت المرأة الريفية في ريف تل كوجر أنها قادرة على تحقيق ذاتها وتجاوز العادات والتقاليد البالية عندما تسنح لها الفرصة لتدخل في معترك الحياة وتنتصر على الصعوبات، هذا ما أكدته لصحيفتنا النسوة الإداريات في مجلس بلدة كري فاتي.

لدى الرجوع إلى واقع المرأة في مجتمعاتنا إلى ما قبل ثورة روج آفا والشمال السوري نجد بأن المرأة بشكل عام والمرأة في الريف كانت تعاني من كل القيم السلبية والاستبدادية في مجتمعها والتي كانت رهن العادات والتقاليد البالية، والتي أدت إلى تخلف المرأة وخضوعها وحرمانها من كافة حقوقها وبشكل كبير، ولا زالت آثارها وتداعياتها تعصف بسماء مجتمعنا مداً وجزراً، ولكن بعد ثورة روج آفا التي كانت نتاج فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان تحللت هذه العادات شيئاً فشيئاً واختفت بشكل ملحوظ، ونأخذ مثال على ذلك الفعاليات التي تقوم بها المرأة في مجلس بلدة “كري فاتي” هذه المنطقة الريفية، وبهذا الخصوص أعددنا التقرير التالي:

فلسفة القائد عبدالله أوجلان أنصفت المرأة وحققت العدالة

“المرأة في الريف كانت سجينة العادات والتقاليد البالية، ورغم ذلك أفراد المجتمع ساهموا في حماية هذه التقاليد واعتبروها مقدسة ويجب عدم المساس بها، وهذا زاد من مأساة المرأة بشكل عام والمرأة الريفية بشكل خاص، ولكن بعد ظهور حركة الحرية وتعرفنا على شخصية بمثابة رسول ينشر أفكاراً ومنهج منصف للمرأة وهو القائد عبدالله أوجلان الذي بفضله نحن اليوم هنا ندافع ونقاوم في وجه أقوى عدو للمرأة وهو الفكر المتحجر الذي يسعى لدفن حقوقها”، هذا ما قالته الناطقة باسم مؤتمر ستار في كري فاتي مها اسماعيل لنا في بداية حديثها.

وذكرت بأنه منذ بداية افتتاح مؤتمر ستار في كري فاتي وهن يسعين لنشر الوعي ويشجعن مشاركة المرأة في كافة الأعمال والاندماج في المجتمع بشكل يحقق لها العدالة، وإلى جانب نشر الوعي  يقمن بعملهن كمؤتمر ستار في لجنة الصلح ولجنة التدريب على أكمل وجه، واستقبال الحالات المتعددة، أغلبها الخلافات الزوجية، وتابعت: “نسعى لحل الخلافات هنا قدر المستطاع، أما من ناحية تزويج القاصر وتعدد الزوجات ففي حال إعلامنا بالأمر من قبل أهالي المنطقة نقوم بتنبيه المتجاوزين أولاً، وإذا حدث التجاوز تتحول القضية لنيابة الشعب في تل كوجر”. وأكدت بأن حالات زواج القاصرات وتعدد الزوجات قلت بشكل كبير بفضل التوعية ونشر الفكر الحر المنصف للمرأة على حد تعبيرها.

بحث المرأة باستمرار عن حقيقتها سبيل للتغلب على المعوقات

وفي السياق ذاته أشارت الإدارية في لجنة المرأة في مجلس قرية كري فاتي سهام العلي بالقول: “بدأنا العمل في لجنة المرأة في مجلس كري فاتي عام 2018 كنا في بداية المسيرة، باحثات عن حقيقة المرأة ومدى تأثرها على تقدم المجتمع، وتوصلنا خلال عام من العمل والمحاضرات المستمرة إلى نتائج مبهرة، فقد كسرنا القيود واستطعنا أن ندمج المرأة بكافة الأعمال، فنسبة التجاوب لنا كانت كبيرة جداً، وأصبحت المرأة هنا تخرج للعمل وتكمل تعليمها، لأنه سابقاً لم يسمح للفتاة هنا أن تكمل التعليم بسبب العادات والتقاليد التي كانت سائدة في ريف تل كوجر بسبب الطبيعة العشائرية”.

وأضافت سهام العلي بأن الضغوط التي تتعرض لها المرأة الريفية في القرى لا تؤثر على نفسيتها وشخصيتها فقط بل على المجتمع ككل، مبينةً بأن المرأة تشارك الرجل في كل شيء فهي أساس المجتمع فهي تكمله في كل شيء بداية من الأسرة وصولاً إلى المشاركة في العمل، مشددةً على أنه يجب على المرأة أن تبحث باستمرار لتعليم نفسها بشكل ذاتي وأن تحاول معرفة حقوقها وواجباتها داخل المجتمع لأن هذا سبيلها للتغلب على جميع المعوقات التي تقف أمام حصولها على حقوقها.

وتابعت سهام العلي عن عمل لجنة المرأة في مجلس قرية كري فاتي قائلة: “نعمل على حل الخلافات هنا، والخروج في جولات إلى القرى التابعة لنا لضبط المخالفين للقوانين الخاصة بالمرأة وتحويلها أما لمؤتمر ستار أو للنيابة، في بداية الأمر كان هناك تستر على حالات تعدد الزوجات وزواج القاصرات رغم كثرتها وانتشارها، أما الآن الأهالي متجاوبين ومستوعبين أكثر وهذا ما قلل من ظهور هذه الحالات”.

وتابعت سهام بأن المرأة في الريف استطاعت أن تتغلب على العادات والتقاليد التي قيدتها، وهذا بفضل فلسفة القائد عبدالله أوجلان التي منحتهن حق المشاركة والانغماس في المجتمع ومواجهة العقبات بذهنية أكثر إدراكاً للحقوق والواجبات، وأكدت بأنه على المرأة أن تكون على قدر من المسؤولية لتحمي حقوقها وتقوم بواجباتها لتصل إلى مجتمع خال من الذهنية الذكورية.

بإرادة قوية استطاعت المرأة الريفية الحصول على حقوقها

كما وأشارت في السياق ذاته الإدارية في مكتب المرأة في بلدية كري فاتي خيرة العبدالله إلى كيفية تخطي العقبات وكسر العادات والتقاليد المتعارف عليها في الريف واندماج المرأة في المجتمع والعمل مع الرجل جنباً إلى جنب قائلةً: “افتتحنا مكتب المرأة في البلدية في بداية عام 2018 بدأنا العمل رغم كل المعوقات واستطعنا التغلب على العادات والتقاليد، لأننا أدركنا بأنه بالعزيمة الصلبة والإرادة القوية المرأة تستطيع أن تصل إلى حقوقها في المجتمع”.

وعن عمل مكتب المرأة في بلدية كري فاتي تابعت خيرة العبدالله بأنه منذ افتتاح مكتب المرأة وهن لم يتوقفن عن إلقاء المحاضرات للتوعية في قرية كري فاتي والقرى المجاورة.

ويجدر بالذكر بأن القرى التابعة لمجلس البلدية 24 قرية.

وأردفت خيرة بالقول: “نحن نخرج في جولات أسبوعية إلى 10 قرى طبقاً للبرنامج الذي وضعناه، أما بالنسبة للتدريب الفكري ضمن البلدية يكون ثلاثة أيام في الأسبوع، ولم تقتصر فعالياتنا ضمن البلدية على التدريب الفكري وحسب بل تلقينا التدريب على التمريض ودورات السواقة وغيرها من النشاطات، كما وقمنا في بداية انتشار وباء كورونا بتعليق بروشورات توعوية في كري فاتي والقرى المجاورة، وسنعمل قريباً على تنفيذ مشروعنا وهو حديقة ضمن قرية كري فاتي، وفي المستقبل القريب سوف نعمل على إنشاء مشغل للخياطة لاستيعاب أكبر عدد ممكن من النسوة العاطلات عن العمل”.

واختتمت الإدارية في مكتب المرأة في بلدية كري فاتي خيرة العبدالله قائلةً: “من خلال تجربتي تيقنت بأن المرأة الريفية بإمكانها أن تتغلب على الذهنية الذكورية بمواجهتها بذهنية وفكر حر ومعرفة حقيقة المرأة من خلال التاريخ الحافل بالإنجازات التي سطرتها المرأة عبر العصور”.