ظاهريّاً تصنّفُ أنقرة “النصرة” إرهابيّة وهي العمود الفقريّ “لتحرير الشام”، لكنّها غير مستعدة لمواجهتها عسكريّاً، وسلوكُها معها هو ذاته مع “داعش”، إذ جعلتِ الكردَ بدائرةِ الاستهدافِ. وعوّلت على حصولِ انشقاقاتٍ بالهيئةِ يمكن جذبهم إلى ما سمّته “الجيش الوطنيّ”، أو أن تنضمَّ الهيئةُ إلى “الجبهةِ الوطنيّةِ للتحريرِ”، إلا أنّ الهيئةَ اشترطت حول القيادة.
استمرارُ الاتفاقِ رهن قبول “هيئة” تحرير الشام إلى “الجيش الوطنيّ” لتكونَ بإمرةِ أنقرة، وبالتالي يمكنُ الاستنادِ إلى ركنٍ متينٍ لتأجيلِ العمليةِ العسكريّةِ الروسيّةِ، وأنقرة ملزمة بحلِّ الهيئة بعدما أكّدت موسكو جديتها بملف إدلب. ورغم كلّ ما أبداه الجولانيّ من تغيير إلا أنّ الفكرَ الجهاديّ يبقى مرتكزاً عقائديّاً أساسيّاً ليس بالوسع التخلّي عنه، وبالتالي لا خياراتٍ إضافيّةٍ فإما الانحلال بالجسم الذي أوجدته أنقرة، أو التصفية والتي ستكونُ محلّ توافقٍ تركيّ روسيّ وحتى أمريكيّ.
السابق بوست
القادم بوست