سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مزارعو منبج.. رهان على الذات في كثرة التحديات

تقرير/ آزاد كردي –

روناهي/ منبج ـ تزداد معاناة المزارعين بمدينة منبج بعدما تقطعت بهم السبل في ظل سريان حظر التجوال في تأمين المستلزمات الخاصة بمحاصيلهم الزراعية، ولا سيما الأسمدة والمحروقات والمبيدات.
لا تزال المحاصيل الزراعية في مدينة منبج وريفها مع قدوم موسم الحصاد؛ تشهد العديد من التحديات منذ العام المنصرم، تتمثل بسلسلة من الحرائق الكبيرة التي وصفت بأنها مفتعلة وخلالها ضربت آلاف الهكتارات المزروعة بالقمح والشعير في مناطق شمال وشرق سوريا، بما فيها مدينة منبج وريفها.
في ظل حظر التجول.. مزارعون في مهب الضياع
بينما تزداد معاناة المزارعين هذا العام في بروز تقلبات السوق وتأرجحها بين الفينة والأخرى إلى جانب صعوبة تأمين المستلزمات الزراعية لمحاصيلهم من أسمدة ومبيدات ومحروقات أيضاً. وعادة ما ترتبط هذه المستلزمات بارتفاع أسعارها وارتباطها في كثير من الأوقات بالدولار، كما كان لإغلاق المعابر دوراً في ذلك إثر العدوان التركي الغاشم وفصائل مرتزقته المسلحة على مدينتي سري كانيه وكري سبي أواخر العام الفائت. بينما تجدد إغلاق المعابر الرابطة بين مناطق الإدارة الذاتية وبين مناطق مرتزقة الفصائل المسلحة التي أغلقت في 13/3/2020م ضمن إجراءات التصدي لخطر انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم. ويعتبر معبرا عون الدادات وأم الجلود من أهم المعابر التجارية الواصلة بين منبج وجرابلس بالريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب، حيث يتم استيراد كافة المواد التجارية.
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد أعلنت في وقتٍ سابق من الشهر المنصرم؛ فرضاً لحظر التجول في كافة مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا؛ إضافة إلى منع الحركة والانتقال ما بين مناطق الإدارات الذاتية وإغلاق لكافة المحال التجارية؛ في خطوة متوقعة ومدروسة وصفت بالإيجابية؛ بقصد التخفيف من تداعيات مخاطر انتشار فيروس كورونا.
شكاوى المزارعين لا تأتي فرادى

وقال المزارع محمد العبود من ريف منبج الجنوبي: “إن تقلبات السوق جعلتني أشعر بحالة من القلق التي تنتابني في الأيام الأولى من فرض حظر التجوال على أثر عدم تمكني من تأمين مادة المحروقات بشكل كاف لري محصولي الزراعي؛ كما أن الفترة الماضية لم تشهد هطولات مطرية تساعد قليلاً بهذه المهمة، يضاف إلى ذلك معاناتي من مشكلة غلاء أسعار السماد في ظل إغلاق الصيدليات الزراعية؛ ما زاد من صعوبة إيجادها، حيث بلغ سعر كيس سماد اليوريا مؤخراً قرابة 22 دولاراً ناهيك عن مصروف المواصلات والعمال أيضاً، ولا سيما أن التنقل غير متاح مع سريان الحظر في الأيام الأولى الأمر الذي أعاق خروجي بسبب كثرة الحواجز على الطرقات خاصة بين الريف والمدينة، مما اضطرني إلى توصية بعض أقاربي في الريف للعناية بالأرض.”
وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قد أصدرت قراراً بتاريخ 13/4/2020م من شأنه السماح بحركة المزارعين والأيدي العاملة معهم أثناء فترة الحظر بالتنقل من وإلى مكان عملهم بالمزارع وحقول الخضراوات. فضلاً عن سماحها بمؤسسة الزراعة بمتابعة عملها مع التزامها بإجراءات الحظر والوقاية من مخاطر انتشار فيروس كورونا والتي بدورها سمحت بافتتاح الصيدليات الزراعية لساعات محدودة مؤخراً في ظل حظر التجوال، كما تم السماح لأصحاب الحصادات بإصلاح آلياتهم في أوقات محددة أيضاً من الساعة الخامسة مساء حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
تحويل الأزمة إلى فرصة في الأمن الغذائي
وبقي أن نشير أن صحيفتنا “روناهي” التقت مدير مؤسسة الزراعة في مدينة منبج وريفها خالد أوسو في وقت سابق، وحدثنا عن التدابير التي تقوم بها مؤسسة الزراعة قائلاً: “إن مؤسسة الزراعة في مدينة منبج وريفها لا تدخر جهداً في مساعدة المزارع، فقد قامت في الـ 29 من الشهر الفائت بتوزيع الدفعة الثانية من مادة المازوت على المزارعين بكمية قدرها 200 ليتر بسعر 75 ليرة للتر الواحد. كما وتقدر كمية مادة المازوت المخصصة للتوزيع على المزارعين حتى نهاية الموسم الزراعي تتراوح ما بين 800 – 1000 لتر للهكتار الواحد، إضافة إلى أن مؤسسة الزراعة ستقوم بتقديم الدفعة الثالثة من مادة المازوت للمزارعين فور الانتهاء من الدفعة الثانية”.
مدير مؤسسة الزراعة في مدينة منبج وريفها؛ خالد أوسو أضاف: “إن عملية توزيع مادة المازوت تجري عبر إيصالات من لجنة المحروقات تعطى لمندوب اللجنة الزراعية في كل خط من خطوط القرى، والذي يقوم بدوره بتوزيعها على المزارعين، منعاً للازدحام والتجمع للوقاية من فيروس كورونا المستجد. كما وقامت مؤسسة الزراعة في مدينة منبج؛ بتوزيع الأسمدة والمبيدات على المزارعين من خلال الصيدليات الزراعية التابعة لمؤسسة الزراعة. ويقدر سعر اللتر الواحد من المبيد الحشري في مدينة منبج وريفها بـ 3500 ليرة سورية، ويحتاج المحصول الزراعي من المبيد الحشري إلى لترين اثنين. فيما تقدر كمية السماد الآزوتي الموزعة على المزارعين، بـ 25 كغ للهكتار الواحد في حين تصل مخصصات السماد حتى نهاية الموسم الزراعي إلى 250 كغ لكل هكتار”.
الجدير ذكره إن مؤسسة الزراعة في مدينة منبج وريفها منحت التراخيص للمزارعين؛ بهف ضمان موسم ناجح ومثمر ووصل عدد الرخص الممنوحة للمزارعين 660 رخصة بمساحة تقدر بـ 2100 هكتار، أما التراخيص الممنوحة من مؤسسة إكثار البذار، فبلغت 30 رخصة بمعدل 105 هكتارات”.