سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

بركة من الدماء شكلها نظام البعث في مثل هذا اليوم بقلعة دزه

اليوم الـ 24 من نيسان، يصادف الذكرى الـ 46 لمجزرة قلادزه (قلعة دزه) التي ارتكبها نظام البعث في المدينة الواقعة 160 كم شمال شرق السليمانية، وراح ضحيتها المئات من المدنيين.
وبهذه المناسبة أعدت وكالة ROJNEWS تقريراً استشهدت ببعض المقتطفات من تلك المجزرة فذكرت بأنه في الساعة العاشرة من صباح الـ 24 من نيسان 1974 شن النظام البعثي هجوماً جوياً على مدينة قلادزه وأمطرت المدينة بمختلف أنواع الذخيرة الحربية من صواريخ وقنابل فوسفورية ورشقات من مدافعها الرشاشة واختتمها ببضعة قنابل نابالم حارقة (محظور استخدامها دولياً)، لتترك المدينة بعد نحو ساعة من القصف المكثف وقد ارتكبت مجزرة مروعة، فغدت شوارع المدينة وأزقتها، دوائرها الرسمية والمباني المخصصة للجامعة وأحيائها السكنية بركة من دماء أكثر من 467 بين شهيد ومصاب، إلى جانب الأضرار المادية الجسيمة التي لحقت بالمباني والطرقات والأسواق.
 وجاءت القصف مستهدفاً قلادزه آنذاك لأنها كانت مكان الألوف من المواطنين باعتبارها كانت محررة وتحست سيطرة البيشمركة، في مرحلة ما بعد اتفاقية آذار 1970 بين النظام وقادة ثورة أيلول التي لم تصل إلى نتائج تطبيقية، واحتضنت المدينة وقتها  جامعة السليمانية أساتذة وطلبة ومستخدمين فأصبحت المدينة مكتظة بالملتحقين بالثورة وسكانها ليتعرضوا بعدها للهجوم ذاك.
وفي كل عام ومع إطلالة يوم 24 أبريل/نيسان يستذكر أهالي قلا دزة هذه المناسبة الأليمة ويتوجهون إلى مقبرة المدينة ويتوزعون أفرادا وجماعات ويضعون أكاليل الورود على أضرحة الضحايا.
ويقام هذا اليوم مراسيم عند صرح شهداء قلادزي، بوضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء، لكن لن تكون جماهيرية وذلك تقيداً بالإجراءات الصحية لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
واستذكر أهالي إقليم كردستان أغلب مناسباتهم بصمت بسبب الفيروس، حيث لم تقيم كما العادة مراسيم إحياء ذكرى قصف حلبجة ولا مراسيم الأنفال وغيرها من المناسبات المأساوية، وكذلك السعيدة منها كعيد نوروز.
يذكر أنه في عام 1989 وفي أعقاب عمليات الاأفال السيئ الصيت عادت حكومة البعث ودمرت المدينة أسوة بعشرات المدن الاخرى وآلاف القرى في إقليم كردستان بهدف القضاء نهائياً على الثورة الكردية، وهجّرت أهل قلادزه.
وبعد انتفاضة آذار 1991 الشعبية، عاد سكان المدينة وعمروها من جديد وعادت كما تحيا من جديد.